ما هو التحليل الفني: دليل لفهم اتجاهات السوق

Michael Stark
رئيس المحتوى المالي
إذا كنت حديث العهد بعالم التداول وتتساءل: ما هو التحليل الفني؟ فهذا الدليل، الذي يقدمه خبير التداول مايكل ستارك، سيوضح لك أساسيات هذا النهج في التحليل. تابع القراءة، وتعرّف كيف تُسهِم دراسةُ تحركات الأسعار والاتجاهات، وفهمُ نفسية السوق، في مساعدة المتداولين على اتخاذ قراراتٍ أكثرَ حكمةً. ستتعلم المبادئ والأدوات والاستراتيجيات الأساسية التي يعتمد عليها هذا الأسلوب لفهم الأسواق المالية.
التحليل الفني أداة فعّالة يستخدمها المتداولون والمستثمرون لتحديد اتجاهات السوق، والتنبؤ بتحركات الأسعار المُستقبلية. وخلافًا للتحليل الأساسي، الذي يدرس القيمة الجوهرية للأصول بالاعتماد على الأداء المالي والعوامل الاقتصادية الكلية، يُركز التحليل الفني على بيانات الأسعار التاريخية وحجم التداول. وبدراسة الرسوم البيانية والأنماط الفنية، يسعى المتداولون إلى اتخاذ قرارات مدروسة بشأن توقيت الدخول إلى السوق أو الخروج منه أو الاحتفاظ بالصفقات. هذا الدليل يُقدّم نظرة شاملة على التحليل الفني، ومبادئه، وأدواته، وتطبيقاته، وكيف يُمكن دمجه مع استراتيجيات التداول المُعاصرة.
المحتوى
- فهم التحليل الفني
- ما هما نوعا التحليل الفني؟
- كيفية دراسة التحليل الفني
- الافتراضات الأساسية للتحليل الفني
- مقارنة: التحليل الفني مقابل التحليل الأساسي
- مزايا وعيوب التحليل الفني
- تطبيقات التحليل الفني
- أفكار الرئيسية المستخلصة
- أفكار ختامية
فهم التحليل الفني
ما المقصود بالتحليل الفني؟
التحليل الفني هو منهجية لدراسة حركة السوق، خاصةً تغيرات الأسعار وأحجام التداول، بهدف التنبؤ بالاتجاهات المستقبلية للأسعار. وتقوم فلسفة التحليل الفني على فرضية أن سعر الأصل المالي يعكس جميع المعلومات المتاحة بشأنه في أي لحظة. وبهذا، يُمكن للمحللين دراسة بيانات التداول التاريخية، مثل تقلبات الأسعار وأحجام التداول، لفهم ديناميكيات العرض والطلب وتوقع تحركاتها المستقبلية.
تعود جذور التحليل الفني إلى القرن الثامن عشر في اليابان، حيث ابتكر تجار الأرز "الشموع اليابانية" كأداة لمتابعة أسعار الأرز. ويرجع الفضل في تطور التحليل الفني الحديث إلى تشارلز داو، مُؤسس نظرية داو، ورواد آخرين أمثال رالف نيلسون إليوت وويليام ديلبرت جان. وقد تطورت هذه المنهجية عبر الزمن حتى أصبحت تُستخدم على نطاق واسع في مختلف الأسواق المالية، بما في ذلك أسواق الأسهم والفوركس والسلع.
الخصائص الرئيسية للتحليل الفني
يُركّز التحليل الفني على دراسة حركة السعر وحجم التداول، بدلاً من الاعتماد على البيانات المالية للشركات أو المؤشرات الاقتصادية الكلية. وهو أكثر فاعلية في استراتيجيات التداول قصير الأجل ويستند إلى ثلاث فرضيات رئيسية:
- السوق يُسعّر كل شيء: تنعكس جميع العوامل المؤثرة على السعر، سواء كانت معلومة أو مجهولة، في قيمته الحالية.
- الأسعار تتحرك في اتجاهات: سعر الأصل المالي دائما يتحرك في اتجاه معين، صعوداً أو هبوطاً، حتى يظهر انعكاس واضح.
- التاريخ يعيد نفسه: سلوك السوق يتكرر في كثير من الأحيان، مدفوعًا بأنماط متكررة في نفسية المستثمرين.
ما هما نوعا التحليل الفني؟
1.تحليل الاتجاه
يقوم تحليل الاتجاه على دراسة الحركة العامة للسوق لتحديد اتجاهاتها طويلة، ومتوسطة، وقصيرة الأجل. وتُصنف هذه الاتجاهات كما يلي:
- الاتجاه الصاعد (Uptrend): يتميز بتكوين قمم وقيعان متصاعدة، مما يعكس سيطرة المشاعر الإيجابية في السوق.
- الاتجاه الهابط (Downtrend): يتميز بتكوين قمم وقيعان متنازلة، مما يعكس سيطرة المساعر السلبية في السوق.
- الاتجاه العرضي (Sideways Trend): تتحرك الأسعار ضمن نطاق سعري محدود، دون ظهور اتجاه واضح.
التحليل الفني يرتكز على مبدأ "الاتجاه هو صديقك"، حيث أن التداول مع الاتجاه السائد أقل مخاطرة من التداول عكسه.
2.التعرف على الأنماط الفنية
يعتمد هذا النوع من التحليل على تحديد التشكيلات المتكررة في الرسوم البيانية، والتي يمكن أن تُشير إلى تحركات الأسعار المحتملة. ومن بين الأنماط الشائعة:
- أنماط الرسم البياني: مثل نمط الرأس والكتفين، والقمم المزدوجة، والمثلثات، والتي تشير إلى انعكاس أو استمرار الاتجاهات.
- أنماط الشموع اليابانية: مثل نمط الدوجي والمطرقة، والتي تعطي نظرة حول سلوك السوق وانعكاسات الأسعار المُحتملة.
تقنيات التحليل الفني المتقدمة
تقنيات التحليل الفني المتقدمة أدوات قوية تتجاوز الأنماط الأساسية والمؤشرات التقليدية، حيث توفر فهماً أعمق لسلوك الأسواق. وتتطلب هذه الأساليب معرفة دقيقة بديناميكيات السوق، ويعتمد عليها المتداولون ذوو الخبرة في تحليل التحركات السعرية المعقدة والتنبؤ بالاتجاهات طويلة الأجل. ومن بين أبرز هذه التقنيات نظرية موجات إليوت، و الأنماط التوافقية أو أنماط الهارمونيك، ومؤشر إيشيموكو. تُعدّ هذه الأدوات فعّالةً في الأسواق التي تُظهر أنماط معقدة أو اتجاهات ممتدة، إلا أن إتقانها يستدعي دراسة متأنية وممارسة منتظمة.
التقنيات المتقدمة الرئيسية
نظرية موجات إليوت:
- تعتمد على الإيقاع الطبيعي لدورات السوق، حيث تحدد موجات تعكس الاتجاهات الصاعدة أو الهابطة
- تُستخدم بفاعلية في الأسواق ذات الاتجاه الواضح للتنبؤ بالحركات المستقبلية بناءً على نفسية المشاركين في السوق.
الأنماط التوافقية أو أنماط الهارمونيك:
- تعتمد على نسب فيبوناتشي لتحديد مناطق انعكاس الأسعار بدقة، مثل أنماط جارتلي أو الفراشة.
- مثالية لتحديد نقاط الدخول والخروج أثناء فترات التصحيح أو التذبذب السعري.
مؤشر إيشيموكو:
- مؤشرٌ شاملٌ يجمع بين تحديد الاتجاه ومستويات الدعم والمقاومة وإشارات الزخم.
- فعّالٌ في الأسواق التي يحتاج فيها المتداولون إلى اتخاذ قراراتٍ بناءً على حركة السعر الآنية وطويلة الأجل.
ورغم أن هذه التقنيات توفر ميزة تنافسية، إلا أن إتقانها يتطلب استثمار جهد ووقت كبير في التعلم والتدريب العملي في مختلف ظروف السوق.
كيفية دراسة التحليل الفني
خطوات البدء في تعلم التحليل الفني
تعلم التحليل الفني يبدأ بفهم أساسيات التداول وسلوك الأسواق. ينبغي للمتداولين الجدد أن يبدؤوا بالتعرف على أنواع الرسوم البيانية المختلفة ومبادئ حركة الأسعار. تتوفر العديد من المصادر التعليمية، مثل الكتب والدورات التدريبية عبر الإنترنت والندوات، لمساعدة المبتدئين على بناء قاعدة معرفية قوية. كما أن التطبيق العملي يعد أمراً أساسياً، حيث يمكن للمتداولين الاستفادة من الحسابات التجريبية لاختبار الأدوات الفنية دون تحمل أي مخاطر مالية.
الأدوات والمؤشرات الرئيسية
أنواع الرسوم البيانية
الرسوم البيانية العمود الفقري للتحليل الفني، حيث توفر تمثيلاً بصريًا لحركة الأسعار. يقدم الرسم البياني الخطي نظرة عامة مبسطة على تحركات الأسعار، بينما يبرز الرسم البياني بالأعمدة نطاقات الأسعار لكل فترة زمنية. أما الشموع اليابانية فهي الأكثر استخدامًا، إذ توفر تفاصيل دقيقة حول حركة السعر خلال فترة زمنية معينة، مما يساعد المتداولين على فهم حركية السوق بوضوح أكبر.
المؤشرات الفنية
المؤشرات الفنية تساهم في تحسين التحليل من خلال تقديم نظرة إضافية حول تحركات الأسعار. على سبيل المثال، تساعد المتوسطات المتحركة في تحديد الاتجاهات، بينما تقيس مؤشرات التذبذب، مثل مؤشر القوة النسبية (RSI) ومؤشر الاستوكاستك، حالات التشبع البيعي والشرائي. كما تُعد تصحيحات فيبوناتشي أداة قيمة لمساعدة المتداولين على تحديد مستويات الدعم والمقاومة المحتملة. بالإضافة إلى ذلك، يلعب تحليل الحجم دورًا هامًا في تأكيد الاتجاهات وتحديد فرص الانعكاس المحتملة عندما يكون هناك تباين بين السعر وحجم التداول.
تحليل الحجم
تحليل الحجم يؤدي دورًا هامًا في التحليل الفني في تقييم تحركات الأسعار وتحديد الانعكاسات المحتملة. ويُمثل حجم التداولات إجمالي عدد الأسهم أو العقود أو الوحدات المتداولة في فترة زمنية معينة، وغالبًا ما يكون بمثابة مؤشر موثوق لقوة السوق أو ضعفها. فعندما يتماشى الحجم مع اتجاهات الأسعار، فإنه يؤكد على مصداقية الحركة. على سبيل المثال، إذا كان الاتجاه الصاعد مصحوبًا بارتفاع في حجم التداول، فإن ذلك يشير إلى قوة الشراء. في المقابل، إذا انخفض حجم التداول خلال اتجاه هابط، فقد يدل ذلك على ضعف الزخم البيع.
تحليل الحجم يساعد أيضًا في اكتشاف التباينات، حيث يتحرك السعر في اتجاه معين بينما يتحرك الحجم في اتجاه آخر. وغالبًا ما تكون هذه التباينات إشارات مبكرة لاحتمال انعكاس الاتجاه. على سبيل المثال، إذا كان سعر أصل مالي ما في ارتفاع بينما يتراجع حجم التداول، فقد يشير ذلك إلى فقدان الزخم الصاعد واقتراب حدوث انعكاس.
أبرز الإشارات في تحليل حجم التداول:
- تأكيد الاتجاه: ارتفاع الحجم يدعم استمرار اتجاه السعر، بينما قد يشير انخفاض الحجم إلى ضعف الزخم.
- مؤشرات الانعكاس: التباين أو التباعد بين اتجاهي السعر والحجم غالبًا ما تسبق التغييرات في اتجاه السعر.
- تأكيد الاختراق: ارتفاع الحجم أثناء الاختراق يؤكد احتمالية استمرار تحرك الأسعار في اتجاه الاختراق.
- مستويات الدعم والمقاومة: يمكن أن تشير ارتفاعات الحجم بالقرب من مناطق الدعم أو المقاومة إلى اهتمام قوي بالشراء أو البيع.
مصادر تعليمية
بالنسبة للمتداولين الذين يهدفون إلى إتقان التحليل الفني، فإن تنويع مصادر التعليم أمر ضروري. ويتضمن التعلم الشامل فهم حركة السعر وأنماطها، وتطبيق استراتيجيات التداول الفني في الأسواق المالية. وفيما يلي بعض الموارد القيمة المفيدة للراغبين في احتراف التحليل الفني:
الكتب
- التحليل الفني للأسواق المالية بقلم جون جيه مورفي: دليل شامل يغطي كل شيء من تقنيات الرسم البياني الأساسية إلى المؤشرات الفنية المتقدمة.
- تقنيات الشموع اليابانية بقلم ستيف نيسون: مرجع كلاسيكي أساسي لفهم وتطبيق أنماط الشموع اليابانية في تحليل حركة السعر.
- التداول من أجل لقمة العيش بقلم الدكتور ألكسندر إلدر: كتاب شامل يتناول التحليل الفني ونفسية التداول وإدارة المخاطر.
الندوات والورش التدريبية
- أغلب المنصات المالية وشركات الوساطة تنظم ندوات و ورشات تدريب عبر الإنترنت من تنشيط خبراء التداول في السوق. مع تحليلات و توقعات مباشرة لحركة الأسعار.
- الندوات و الورشات التعليمية المجانية عبر منصات التواصل الاجتماعي التي يقدمها خبراء و رواد التداول حول تطبيق التحليل الفني في الأسواق المالية.
حساب التداول التجريبي
حسابات التداول التجريبية أدوات لا تقدر بثمن لإتقان التحليل الفني دون التعرض لخطر الخسارة المالية. وتُقدم شركات الوساطة ومنصات التداول هذه الحسابات التي تُحاكي ظروف السوق الحقيقية، مما يسمح للمتداولين بممارسة استراتيجيات التداول الفني في بيئة خالية من المخاطر. وتُمكّن هذه الحسابات المستخدمين من تحليل حركة السعر وتجربة المؤشرات وصقل مهارتهم في فهم الأنماط الفنية دون ضغوط الموجودة في السوق الحقيقي.
وللحصول على أفضل تجربة تداول تجريبية و أكثرها واقعية، يُمكن استخدام حساب التداول التجريبي من Exness، والذي يوفر منصة سهلة الاستخدام لاستكشاف التحليل الفني في ظروف السوق الحقيقية دون أي مخاطرة مالية. وقد صُمم حساب التجريبي من شركة Exness لمساعدة المتداولين على اختبار الاستراتيجيات وفهم اتجاهات الأسعار واكتساب الثقة قبل الدخول إلى التداول في السوق الحقيقي. فهذه البيئة الخالية من المخاطر، مثالية لكل من المتداولين للمبتدئين و المحترفين على حد سواء، الذين يتطلعون إلى تحسين مهاراتهم في التداول.
الفرضيات الأساسية للتحليل الفني
ما هو أفضل وصف للتحليل الفني؟
يستند التحليل الفني إلى ثلاثة افتراضات أساسية تُشكّل ركائزه، وتهدي المتداولين لاتخاذ قرارات مدروسة بناءً على سلوك السوق المُلاحظ.
- السوق يستوعب و يعكس كل شيء: تعكس الأسعار جميع المعلومات المتاحة، مما يجعل تحليل العوامل الخارجية بشكل منفصل غير ضروري.
- الأسعار تتحرك في اتجاهات: بمجرد تشكل اتجاه سعري معين، فإنه يميل إلى الاستمرار، مما يجعل استراتيجيات تتبع الاتجاه فعّالة.
- التاريخ يُعيد نفسه: العوامل النفسية البشرية تؤدي إلى تكرار طريقة تحرك الأسعار و خلق أنماط في السوق، مما يسمح للمتداولين بالتنبؤ بالحركات المستقبلية بناءً على البيانات التاريخية.
الجوانب السلوكية والنفسية
العوامل السلوكية والنفسية تؤدي دور كبير في تحديد أنماط واتجاهات أسعار السوق، مُعززةً بذلك مبدأ التحليل الفني القائم على تكرار الأنماط التاريخية. فالعواطف البشرية، مثل الخوف والجشع وسلوك القطيع، تتحكم تحركات الأسعار، من خلال ردود فعل المتداولين الجماعية تجاه أحداث السوق المختلفة. إن فهم هذه العوامل النفسية يساعد المتداولين في التعرف على الأنماط المتكررة واتخاذ قرارات أكثر دقة.
- الخوف: خلال فترات الهبوط، يسود الخوف بين المتداولين، مما يؤدي إلى موجات بيع بسبب الذعر قد تتسبب في تراجع حاد للأسعار، وتشكّل اتجاهات هابطة أو اختراقات دون مستويات الدعم. تحديد و اكتشاف العلامات الدالة على البيع بدافع الخوف يساعد المحللين الفنيين في تحديد فرص الشراء عند وصول الأسعار إلى مستويات البيع المفرط.
- الجشع: في الأسواق الصاعدة، قد يدفع الجشع إلى تفاؤل مفرط يؤدي إلى خلق حالات من الشراء المفرط وتشكّل فقاعات سعرية. عندما تدفع هذه النزعة المتداولين إلى دفع الأسعار لمستويات غير منطقية، غالبًا ما تتبعها تصحيحات سعرية أو انعكاسات في الاتجاه. تحليل الارتفاعات المبالغ فيها الناجمة عن الجشع يتيح تحديد مستويات الحذر واتخاذ قرارات أكثر توازنًا.
- سلوك القطيع: غالبًا ما يُقلّد المُتداولون تصرفات الأغلبية، وهي ظاهرة تُعرف باسم سلوك القطيع. هذه العقلية الجماعية تُضخّم اتجاهات الأسعار حيث تتبع مجموعات كبيرة من المتداولين نفس الاستراتيجيات. على سبيل المثال، عند حدوث اختراق سعري، قد يدفع سلوك القطيع الأسعار إلى الأعلى بسبب المشاركة الجماعية، مما يؤدي غالبًا إلى امتداد مفرط قبل حدوث تصحيح. وبالعكس، أثناء الموجات الهابطة، يمكن أن يؤدي البيع المدفوع بسلوك القطيع إلى تسريع الاتجاهات الهابطة.
هذه النزعات النفسية والسلوكية تجعل التحليل الفني أداة فعالة، إذ تسهم في خلق حركات سعرية قابلة للتنبؤ تتكرر بمرور الزمن. من خلال تحليل الرسوم البيانية والأنماط الفنية، يمكن للمُتداولين تفسير نفسية السوق، وتحديد نقاط التحول المحتملة، واتخاذ قرارات استراتيجية استجابة لسلوك الحشود.
مقارنة: التحليل الفني مقابل التحليل الأساسي
الاختلافات الرئيسية
التحليل الفني والتحليل الأساسي منهجين مختلفين تمامًا في تقييم أسعار السوق، ولكل منهما تركيز ومنهجية خاصة. في حين يركز التحليل الفني على دراسة بيانات التداول التاريخية، مثل حركة السعر وحجم التداول، لتحديد الأنماط والتنبؤ باتجاهات الأسعار المستقبلية، يتعمق التحليل الأساسي في دراسة القيمة الجوهرية للأصل من خلال تحليل البيانات المالية والمؤشرات الاقتصادية والعوامل النوعية المرتبطة بتفاعلات القطاع الذي ينتمي إليه الأصل المالي.
التركيز والمقاربة
- التحليل الفني: يركز على حركة السعر وحجم التداول لتحديد الأنماط والاتجاهات في أسعار السوق. ويعتمد المحللون الفنيون على الرسوم البيانية والمؤشرات الفنية وأنماط الأسعار للتنبؤ بحركات الأسعار المستقبلية وتطوير استراتيجيات التداول.
- التحليل الأساسي: يبحث عن القيمة الجوهرية للأصل المالي من خلال تحليل الأداء المالي والظروف الاقتصادية والعوامل النوعية. يأخذ المحللون الأساسيون في الاعتبار عوامل مثل تقارير الأرباح والبيانات الاقتصادية الكلية ومعنويات السوق لتحديد القيمة طويلة الأجل للأصل.
الهدف والإطار الزمني
- التحليل الفني يهدف إلى وضع تنبؤات قصيرة الأجل بناءً على حركة السعر الملحوظة وأنماط الأسعار المتكررة. ما يجعله أداة مثالية للمتداولين الذين يسعون إلى تحديد أفضل نقاط الدخول والخروج، لا سيما في الأسواق المتقلبة.
- التحليل الأساسي يهدف إلى تحديد القيمة العادلة للأصل، مما يجعله أكثر ملاءمة للمستثمرين على المدى الطويل الذين يسعون إلى الاستفادة من التناقضات بين أسعار السوق والقيمة الجوهرية للأصول.
الأدوات والمنهجية
- يستخدم المحللون الفنيون أدوات مثل المتوسطات المتحركة ومؤشر القوة النسبية (RSI) وأنماط الشموع اليابانية لتحليل حركة السعر. كما يعتمدون على الرسوم البيانية وبيانات التداول التاريخية لتفسير سلوك السوق.
- يفحص المحللون الأساسيون البيانات المالية للشركات، مثل الميزانيات العمومية وقوائم الدخل، بالإضافة إلى اتجاهات الاقتصاد الكلي لتقييم العوامل التي قد تؤثر على حركة السعر المستقبلية. وغالبًا ما يدمجون المتغيرات الخارجية، مثل الأحداث الجيوسياسية، التي قد تؤثر على الأسواق.
دمج التحليل الأساسي والفني
رغم الاختلاف بينهما، فإن الجمع بين التحليل الفني والتحليل الأساسي يمكن أن يوفر فهماً أكثر شمولية لحركة السوق. على سبيل المثال، قد يستخدم المتداول التحليل الأساسي لتحديد الأصول التي تبدو مُسعّرة بأقل من قيمتها الحقيقية، ثم يلجأ إلى التحليل الفني لتحديد أفضل نقطة للدخول أو الخروج بناءً على أنماط الأسعار واتجاهات السوق. هذا النهج المتكامل يساهم في تحسين استراتيجيات التداول وتمكين المتداولين من اتخاذ قرارات تستند إلى تفاعلات السوق الواسعة.
في النهاية، يعتمد الاختيار بين التحليل الأساسي والفني على أهداف المتداول أو المستثمر والإطار الزمني والمنهجية التي يفضلها. ويجد العديد من المتداولين والمستثمرين الناجحين قيمة في الاستفادة من كلا النهجين لتعزيز فهمهم لسلوك السوق وتحسين عملية اتخاذ القرارات.
مزايا و عيوب التحليل الفني
المزايا
التحليل الفني يُقدّم للمتداولين والمستثمرين إطارًا منهجيًا لتحليل سلوك السوق. وتتمثل أبرز مزاياه فيما يلي:
- المنهجية: يتيح التحليل الفني، من خلال استخدام المؤشرات الفنية و الرسوم البيانية، يمكن للمتداولين تحليل بيانات السوق بشكل منهجي لتحديد الاتجاهات وتوقع حركات الأسعار المحتملة.
- دقة إشارات التداول: يوفر التحليل الفني مستويات دقيقة لدخول والخروج من الصفقات، مما يُمكّن المتداولين من اتخاذ قرارات سريعة في الأسواق المتقلبة.
- إدارة المخاطر: دمج مستويات وقف الخسارة في استراتيجيات التداول يساعد على إدارة المخاطر بفعالية مما يقلل من الخسائر المحتملة.
- قابلية التطبيق على مختلف الأسواق: يمتاز التحليل الفني بمرونته، إذ يمكن تطبيقه على مختلف فئات الأصول التي تتوفر لها بيانات الأسعار وأحجام التداول، مثل سوق الأسهم، وسوق الفوركس، والسلع، والعملات الرقمية.
- الصورة المرئية: الرسوم البيانية والأنماط تمنح المتداولين صورة يمكّنهم رؤيتها، ما يساعدهم على فهم سلوك السوق بسرعة، ويسهل التنبؤ بالتغيرات المحتملة في العرض والطلب.
العيوب
رغم أن التحليل الفني أداة فعالة، إلا أن لديه بعض العيوب التي تؤثر على فعاليته، خاصة في ظل أحداث السوق غير المتوقعة أو بعض الظروف الخاصة. لذلك، من المفيد تبني نهج متوازن يجمع بين التحليل الفني وأشكال أخرى من التحليل المالي لتعزيز عملية اتخاذ القرار، والتقليل من أوجه القصور الناتجة عن الاعتماد الحصري على التحليل الفني، خصوصًا في الفترات التي يشهد فيها السوق تقلبات غير متوقعة أو سيولة منخفضة. وتشمل هذه القيود ما يلي:
- نسبية التفسيرات: قد يختلف المحللون الفنيون في تفسير نفس الرسوم البيانية أو النماذج السعرية، ما يؤدي إلى استنتاجات مختلفة وتباين في استراتيجيات التداول.
- نطاق ضيق: يعتمد التحليل الفني بشكل كامل على بيانات الأسعار وأحجام التداول، متجاهلًا العوامل الاقتصادية الكلية أو البيانات الأساسية التي قد يكون لها تأثير جوهري على السوق.
- تراجع الموثوقية في ظروف السوق القصوى: قد تؤدي الصدمات المفاجئة، المعروفة بأحداث "البجعة السوداء" مثل الأزمات الاقتصادية أو الاضطرابات السياسية أو الكوارث الطبيعية، إلى اختلال توازن السوق، ما يجعل المؤشرات الفنية غير فعالة بسبب تعطل الأنماط التاريخية. كما قد تصبح تحركات الأسعار في فترات انخفاض السيولة غير منتظمة، مما يقلل من موثوقية الإشارات الفنية. إذ تؤدي قلة السيولة إلى تضخيم التقلبات السعرية وتوليد إشارات مضللة.
- الاعتماد المفرط على البيانات التاريخية: يفترض التحليل الفني تكرار أنماط السوق التاريخية. لكن هذا الافتراض قد لا يكون دقيقًا عند تغير ظروف السوق أو ظهور عوامل جديدة تؤثر على حركته.
- التركيز على المدى القصير: رغم فاعلية التحليل الفني في التداول قصير الأجل، إلا أنه قد لا يوفر رؤية شاملة كافية لاتخاذ قرارات استثمارية طويلة الأجل مقارنةً بأساليب التحليل المالي الأخرى.
تطبيقات التحليل الفني
الأسواق التي يشيع فيها استخدام التحليل الفني
يُستخدم التحليل الفني كثيرا في الأسواق التي تتميز بسيولة عالية، مثل أسواق الأسهم، و الفوركس والسلع، والعملات الرقمية. هذا الانتشار يُعزى إلى قدرة التحليل الفني على التكيف مع تحليل أسعار الأصول المالية على أُطر زمنية مُختلفة، بدءًا من التداول اليومي وصولًا إلى الاستثمارات طويلة الأجل.
التكامل مع طرق التحليل الأخرى
عادةً ما يجمع المُتداولون بين التحليل الفني والتحليل الأساسي لبلورة نهج مُتكامل ومتوازن في اتخاذ قرارات التداول. ففي حين يُساعد التحليل الفني في تحديد نقاط الدخول والخروج المُثلى من السوق، يُوفر التحليل الأساسي ؤية أعمق حول القيمة الحقيقية حول القيمة الحقيقية للأصول المالية. هذا التكامل، يعزز عملية صنع القرار ويزيد من احتمالية النجاح في الأسواق المالية.
الأفكار الرئيسية المستخلصة
- مفهوم التحليل الفني وأهدافه: يُعرّف التحليل الفني بأنه دراسة بيانات الأسعار التاريخية وحجم التداول بهدف تحديد الأنماط السعرية والتنبؤ باتجاهات السوق المستقبلية، بما يُسهم في اتخاذ قرارات تداول مدروسة.
- الفرضيات الأساسية للتحليل الفني: يقوم التحليل الفني على ثلاثة مبادئ أساسية، هي: أن السوق يعكس في الأسعار جميع المعلومات المتاحة، وأن الأسعار تتحرك في اتجاهات مُحددة، وأن التاريخ يُعيد نفسه من خلال أنماط مُتكررة تعكس نفسية المتداولين في السوق.
- أنواع التحليل الفني: ينقسم التحليل الفني إلى تحليل الاتجاه، الذي يُحدد الاتجاه العام للسوق (صاعد، هابط، أو جانبي). والتعرف على الأنماط السعرية، والذي يشمل أنماط الرسوم البيانية وأنماط الشموع اليابانية، مثل نموذج الرأس والكتفين أو نموذج شمعة الدوجي.
- التقنيات المُتقدمة للتحليل المُعمّق: تُوفر التقنيات المُتقدمة، مثل نظرية موجات إليوت والأنماط التوافقية (الهارمونيك) ومؤشر إيشيموكو، نظرة أعمق على تحركات الأسعار المُعقدة والاتجاهات طويلة المدى، إلا أنها تتطلب الكثير من الجهد و الوقت لتعلمها و إتقانها.
- الأدوات والمؤشرات في التحليل الفني: تشمل الأدوات الأساسية الرسوم البيانية (الخطية، والعمودية، والشموع اليابانية) والمؤشرات الفنية، مثل المُتوسطات المُتحركة، ومؤشر القوة النسبية (RSI)، و تصحيحات فيبوناتشي، وتحليل الحجم. هذه الأدوات تُساعد في تأكيد الاتجاهات وتحديد نقاط الانعكاس المُحتملة.
- الجوانب السلوكية والنفسية: العوامل النفسية، مثل الخوف والجشع وسلوك القطيع، تُؤثر على اتجاهات السوق والأنماط المُتكررة، مما يجعل التحليل الفني فعالًا في التنبؤ بالحركات المُتأثرة بنفسية المُتداولين الجماعية.
- مقارنة مع التحليل الأساسي: بينما يُركز التحليل الفني على الرسوم البيانية للأسعار والتنبؤات قصيرة المدى، يبحث التحليل الأساسي عن القيمة الفعلية للأصل من خلال البيانات المالية والاقتصادية الكُلية، مما يجعلهما مُتكاملين عند استخدامهما في استراتيجية تداول شاملة.
- مزايا التحليل الفني: يُوفر التحليل الفني منهجًا مُنظمًا وقابلًا للتكيف لتحليل أي سوق يمتلك بيانات أسعار وأحجام التداول، حيث يُوفر إشارات دخول وخروج واضحة، ويدعم الإدارة الفعّالة للمخاطر من خلال تحديد مستويات وقف الخسارة.
- عيوب التحليل الفني: تشمل عيوب التحليل الفني التفسير النسبي للأنماط السعرية، والاعتماد على البيانات التاريخية التي قد لا تنطبق على كل ظروف السوق المُتغيرة، وانخفاض موثوقيته أثناء الأزمات المفاجئة أو أحداث "البجعة السوداء" أو فترات انخفاض السيولة.
- التطبيقات والتكامل مع الطرق الأخرى: يُستخدم التحليل الفني على نطاق واسع في الأسواق عالية السيولة، مثل أسواق الأسهم، و الفوركس، والعملات الرقمية. الجمع بين التحليل الفني والتحليل الأساسي يساعد في عملية صنع القرار من خلال مواءمة الإشارات الفنية مع القيمة الجوهرية للأصل.
أفكار ختامية
التحليل الفني منهجية منظمة لتفسير بيانات السوق واستشراف تحركات الأسعار. إلا أن إتقان هذ النوع من التحليل يتطلب مواظبة على التعلّم والتدريب المتواصل. لذا، ينبغي على المتداولين التحلّي بالصبر والانضباط، وتطوير مهاراتهم تدريجيًا، وإدماج التقنيات المتقدمة. وعند الجمع بينه وبين التحليل الأساسي، يصبح التحليل الفني أداة قوية للتعامل مع تعقيدات الأسواق المالية.
في ظل الإيقاع السريع لعالم التداول اليوم، من الضروري أن يحرص المتداولون على مواكبة أحدث الأدوات والموارد المتاحة. فالاستفادة من المنصات المتطورة، واستكشاف أدوات التحليل المدعومة بالذكاء الاصطناعي، والمشاركة في الندوات التعليمية تسهم في تعميق الفهم وتعزيز القدرة على تطبيق التحليل الفني بفعالية. تذكّر أن الأسواق في تغير مستمر، والبقاء على اطلاع هو المفتاح لتحقيق التفوق في عالم التداول.
مشاركة
مواضيع ذات علاقة
تطبيق Exness Trade
تداول بثقة في أي وقت ومن أي مكان.
التداول ينطوي على مخاطر، والشروط والأحكام نافذة.