الذهب في الربع 1 من عام 2025: صراع بين القوة الاقتصادية ومخاطر التضخم

Michael Stark

رئيس المحتوى المالي

الذهب يقف عند مفترق طرق في الربع 1 من عام 2025— فهل ستدفعه مخاطر التضخم والتوترات الجيوسياسية إلى تحقيق مكاسب جديدة، أم أن سياسات البنك الاحتياطي الفيدرالي ستظل عقبة أمام صعوده؟ هناك مستويات سعرية حاسمة قيد الاختبار، وقد يكون التحرك الكبير التالي وشيكًا. هل أنت مستعد؟

مع دخولنا الربع 1 من عام 2025، تجد الأسواق المالية نفسها مجددًا أمام معادلة صعبة بين قوة الاقتصاد من جهة، و المخاوف المستمرة بشأن التضخم من جهة أخرى. وباعتباره ملاذًا آمنًا تقليديًا، يقف الذهب عند نقطة تلاقٍ بين هذه العوامل المتضادة ، مما يجعل مساره على المدى القريب غير واضح المعالم ورغم أن المشهد الاقتصادي العام يظل قويًا، فإن السياسة النقدية الأمريكية والتطورات الجيوسياسية ستحدد ما إذا كان الذهب سيعزز زخم الصعود أو أنه سيواجه مزيدًا من الضغوط.

الأفكار الرئيسية

  1. الذهب ورئاسة ترامب: تاريخيًا، لم يُحقق الذهب أداءً قويًا في ظل الإدارات الجمهورية، ولكن السياسات التجارية الحمائية قد تُغير هذا التوجه.
  2. التضخم وسياسة الاحتياطي الفيدرالي: مع بلوغ التضخم 2.9%، قد تُعيق السياسة النقدية المُشددة للاحتياطي الفيدرالي ارتفاع أسعار الذهب.
  3. المخاطر الجيوسياسية: يُمكن أن تُؤدي التوترات الجيوسياسية في أوروبا الشرقية والشرق الأوسط إلى زيادة الطلب على الذهب كملاذ آمن.
  4. مستويات الأسعار الرئيسية: تجاوز سعر الذهب حاجز 1800 دولار في أوائل فبراير، وقد يستمر في الارتفاع.
  5. تغير معنويات السوق: تدفقات صناديق الاستثمار المتداولة في الذهب (ETFs) وعمليات شراء البنوك المركزية تُشير إلى تحولٍ في شهية المُستثمرين نحو الذهب.

المحركات الأساسية لأسعار الذهب

تاريخ أداء الذهب في ظل الإدارات الجمهورية

تاريخيًا، غالبًا ما كان أداء الذهب ضعيفًا خلال الإدارات الجمهورية، لا سيما عندما كانت السياسات الاقتصادية تدعم النمو القوي وأسواق الأسهم. وقد كان التراجع في أسعار الذهب بعد الانتخابات متوقعًا مع عودة ترامب وتوجهاته الداعمة للأعمال. إلا أن تأثير التعريفات الجمركية والإصلاحات الاقتصادية الجديدة سيظل العامل الحاسم في تحديد ما إذا كان الذهب سيستعيد قوته أم يظل تحت الضغوط.

تأثير التضخم والسياسة النقدية

التضخم من أهم العوامل المؤثرة في أسعار الذهب. ومع وصول التضخم إلى 2.9%، يتوخى الاحتياطي الفيدرالي الحذر في خفض أسعار الفائدة بسرعة. وإذا استمر التضخم عند مستوياته المرتفعة أو شهد ارتفاعًا جديدًا، فقد يتزايد الإقبال على الذهب كتحوط ضد ارتفاع الأسعار. وعلى العكس، إذا ظل التضخم تحت السيطرة، فقد يجد الذهب صعوبة في تحقيق مكاسب قوي.

سياسة الاحتياطي الفيدرالي بشأن أسعار الفائدة

توقعات السياسة النقدية للاحتياطي الفيدرالي من العوامل الرئيسية التي تؤثر على أسعار الذهب في الربع 1 من عام 2025. وتشير أداة FedWatch إلى أن أكثر من 70% من المشاركين في السوق يتوقعون أن يُبقي البنك المركزي على أسعار الفائدة دون تغيير في مارس. ويُعد هذا الموقف المتشدد داعمًا لقوة الدولار الأمريكي وعوائد سندات الخزانة، مما يقلل من جاذبية الذهب باعتباره أصلًا غير مُدر للعوائد.

العرض والطلب ومعنويات المستثمرين

الطلب على الملاذ الآمن في ظلّ عدم اليقين الجيوسياسي

لا تزال المخاطر الجيوسياسية مرتفعة، مع استمرار الصراعات في أوروبا الشرقية والشرق الأوسط، مما يضفي حالة من عدم اليقين على الأسواق. وإذا تفاقمت هذه التوترات، فقد يرتفع الطلب على الذهب كملاذ آمن، مما يدفع الأسعار نحو الصعود. لكن في الوقت الراهن، يبدو أن الأسواق تُقدّر حالة من الاستقرار النسبي، وهو ما يُحدّ من احتمالية حدوث ارتفاع فوريّ في أسعار الذهب.

تدفقات صناديق الاستثمار المتداولة (ETF) ومشتريات البنوك المركزية من الذهب

تواصل البنوك المركزية تعزيز احتياطاتها من الذهب، مما يدعم الطلب. ومع ذلك، لا تزال تدفقات صناديق الاستثمار المتداولة (ETF) - وهي مؤشر رئيسي على المضاربة - ضعيفة. وإذا شهدت هذه التدفقات الداخلة إلى هذه الصناديق زيادة، فقد يُشير ذلك إلى تحوّل في المعنويات نحو نظرة أكثر إيجابية تجاه الذهب.

تأثير التعريفات الجمركية والنمو الاقتصادي على الطلب على الذهب

من المتوقع أن تكون لسياسات التعريفات الجمركية التي يعتزم ترامب تنفيذها تأثيرات متباينة على الذهب. فإذا أدت هذه السياسات إلى ارتفاع معدلات التضخم وتباطؤ النمو الاقتصادي، فقد يشهد الذهب ارتفاعًا باعتباره وسيلة للتحوط ضد التضخم. في المقابل، إذا ظل الاقتصاد قويًا رغم هذه التعريفات، فقد يجد الذهب صعوبة في تحقيق مكاسب، خاصة أمام ارتفاع عوائد سندات الخزانة الأمريكية وقوة الدولار.

التحليل الفني ومستويات الأسعار الرئيسية

مناطق الدعم والمقاومة الأساسية

يتداول الذهب حاليًا فوق مستوى المقاومة الأخير البالغ 2800 دولار، والذي قد يتحول إلى مستوى دعم. أما المستوى التالي للمقاومة المحتملة فيقع عند 2900 دولار، وهو مستوى نفسي مهم نظرًا لكونه رقمًا مستديرًا.

المتوسطات المتحركة واتجاهات الحجم

لا يزال المتوسط المتحرك لـ 50 يومًا يتحرك فوق المتوسط المتحرك لـ 100 يوم، مما يدعم الاتجاه الصعودي. وقد ازداد الزخم خلال شهر فبراير حتى الآن. ولقد لوحظ ازدياد في حجم التداول أثناء فترات التصحيح، مما يُشير إلى احتمالية حدوث ضغوط بيع في المستقبل.

مناطق امتداد فيبوناتشي وإشارات الاختراق

المستويات الرئيسية التي يجب مراقبتها وفق امتداد فيبوناتشي هي 2,560 دولار كمستوى دعم في حالة الهبوط – رغم أن احتمال حدوث ذلك بعيد في الوقت الحالي – أما في حالة الصعود فإن الهدف الأبرز هو مستوى 3,065 دولار.

تداول عقود الفروقات CFDs واستراتيجيات الاستثمار

استراتيجيات التحوط باستخدام عقود الفروقات CFDs على الذهب

الذهب يمثل ملاذاً آمناً للمستثمرين في أوقات عدم اليقين. ويمكن للمتداولين الذين يسعون إلى التحوط من تقلبات السوق الاستعانة عقود الفروقات (CFDs) على الذهب كأداة فعالة لإدارة المخاطر. وفي ظل التقلبات الراهنة، قد يكون اتباع نهج متوازن يشمل التحوط بالذهب استراتيجية حصيفة.

المراكز المفتوحة بالرافعة المالية في الذهب: المخاطر والفرص

صفقات تداول الذهب المفتوحة بالرافعة المالية تبقى محفوفة بالمخاطر نظراً لزيادة تقلبات السوق. فرغم أن العوائد المحتملة قد تكون ضخمة، فإن التراجعات الحادة – خاصة عند صدور تصريحات من مجلس الاحتياطي الفيدرالي – قد تمحو المكاسب بسرعة بالنسبة للمتداولين الذين يستخدمون الرافعة المالية العالية.

استراتيجيات التنويع لمتداولي الذهب

نظرًا لحالة عدم اليقين السائدة، يبقى التنويع عنصرًا أساسيًا في إدارة المخاطر. فبدلًا من تخصيص كامل الهامش المتاح للذهب، قد يكون من الحكمة توزيع المخاطر عبر مجموعة من الأصول التي قد تشهد تحركات قوية في المستقبل القريب، مثل النفط، العملات الرئيسية، والمؤشرات.

إلى أين يتجه الذهب في عام 2025؟

ما زالت توقعات أسعار الذهب في الربع 1 من عام 2025 غير واضحة، متأرجحة بتوازن القوى الاقتصادية ومخاطر التضخم. وعلى الرغم من إظهار المعدن الأصفر بعض المرونة، إلا أن غياب زخم صعودي قوي يشير إلى ترقب المستثمرين لمحفزات رئيسية تدفع الأسعار نحو الارتفاع. من بين العوامل التي قد تدفع الذهب نحو الصعود تصاعد التوترات الجيوسياسية، وارتفاع معدلات التضخم بشكل يفوق التوقعات، وتحوّل مجلس الاحتياطي الفيدرالي إلى سياسة أكثر تساهلًا. وعلى النقيض، فإن قوة الاقتصاد الأمريكي، واستقرار التضخم، واستمرار السياسة النقدية المتشددة من الفيدرالي قد تشكّل ضغوطًا على الذهب وتحدّ من ارتفاعه.

الأحداث الرئيسية التي يجب مراقبتها في الربع الثاني

  • قرار البنك الاحتياطي الفيدرالي بشأن سعر الفائدة (مارس 2025).
  • تقارير التضخم وبيانات سوق العمل.
  • إعلانات محتملة بخصوص التعريفات الجمركية من إدارة ترامب.
  • مشتريات البنوك المركزية من الذهب وتدفقات صناديق المؤشرات المتداولة في البورصة (ETFs).

أفكار ختامية

كمستثمر، أجد نفسي دائمًا أُوازن بين المخاطر والفرص، ولا يُستثنى الذهب من هذه القاعدة. فالربع 1 من عام 2025 يحمل إشارات متباينة، لكنني أرى في الذهب أداة تحوط لا غنى عنها في عالم يسوده عدم اليقين. التضخم، التقلبات الجيوسياسية، وتغيّرات السياسات الاقتصادية كلها عوامل قد تدفع الأسعار في أي اتجاه. لذا، أُولي اهتمامًا بالغًا للمؤشرات الاقتصادية، وسياسات البنوك المركزية، وأيّة أحداث غير متوقعة قد تدفع الذهب نحو الارتفاع. وسواء كنتَ متداولًا أو مستثمرًا طويل الأجل، فإنّ مواكبة التطورات والمرونة في اتخاذ القرارات أمران أساسيان، ففي أسواق كهذه، يُشكّل الاستعداد نصف المعركة.

وإذا كنت تريد اختبار استراتيجياتك، يمكنك استخدام حساب التداول التجريبي من Exness. فهو يوفر بيئة خالية من المخاطر تتيح لك تجربة أساليب مختلفة لتحسين خطتك قبل استثمار رأس مال حقيقي. ففي الأسواق المتقلبة، مثل سوق الذهب، يبقى الإعداد المتقن والممارسة المستمرة الركيزة الأساس التي تفصل بين النجاح و الفشل.

مشاركة

تداوَل مع وسيط موثوق به اليوم