التداول المتأرجح في سوق الأسهم: كيف أرسم استراتيجيتي

Michael Stark
رئيس المحتوى المالي
كيف يمكن إتقان فن التداول المتأرجح في الأسهم دون الحاجة إلى متابعة السوق على مدار اليوم؟ في هذا المقال، يستعرض خبير التداول مايكل ستارك Michael Stark مجموعة من استراتيجياته، وانطباعاته حول التداول المتأرجح في سوق الأسهم، إلى جانب أهم الأدوات التي تعينه على التداول بذكاء أكبر.
التداول المتأرجح أسلوب متوسط الأمد نسبيًا مقارنة بالتداول اليومي أو أسلوب السكالبينج عند التداول بعقود الفروقات CFDs. غالبًا ما يُعرّف هذا النوع من التداول بأنه صفقة تُحتفظ بها لعدة أيام، لكنها نادرًا ما تمتدّ لأكثر من أسبوعين. ويتميّز التداول المتأرجح عن التداول اليومي بطول مدّته، بينما يتمايز عن التداول الطويل (Position Trading) بقصر مدته نسبيًا، وإن كان بينهما شيء من التداخل. تعتمد فلسفة التداول المتأرجح Swing Trading على فكرة جوهرية مفادها أن حركة السعر الرئيسة لمعظم الأصول المالية، ومنها الأسهم، تمتد عادة لأكثر من يوم واحد. ومن هذا المنطلق، فإن احتفاظ المتداول بالصفقة لفترة أطول قد يمنحه فرصة ربح أعلى في ظروف متعددة، دون الحاجة إلى دفع مزيد من السبريد أو العمولات مقابل فتح صفقات جديدة يوميًا. في هذا المقال، أستعرض منهجي في التداول المتأرجح على الأسهم من خلال عقود الفروقات CFDs: ما أثبت جدواه معي، وما لم يُجدِ، فضلًا عن أبرز مزايا هذا الأسلوب وعيوبه. وأود التأكيد على أن التداول المتأرجح لعقود الفروقات CFDs على الأسهم ليس مناسبًا للجميع، إذ ينبغي دائمًا إجراء البحث اللازم واختبار أي استراتيجية للتداول المتأرجح قبل استخدامها في التداول الفعلي. ومع ذلك، أرجو أن يمنح هذا المقال منظورًا جديدًا تجاه أسلوب تداول لا يزال غير شائع نسبيًا بين متداولي عقود الفروقات، لكنه قد يكون مجديًا مع الالتزام، والممارسة، والإدارة السليمة للمخاطر.
المحتوى
- ما هو التداول المتأرجح في الأسهم؟
- فهم اتجاهات السوق وتوقيت الدخول في التداول المتأرجح
- الأدوات والموارد الرئيسة التي أعتمد عليها في التداول
- استراتيجيتي للتداول المتأرجح خطوة بخطوة
- إدارة المخاطر ونفسية التداول
- دروس وتجارب اكتسبتها من التداول المتأرجح
- أسئلة شائعة حول التداول المتأرجح في الأسهم
- أفكار ختامية
ما هو التداول المتأرجح في سوق الأسهم؟
تعريف التداول المتأرجح في الأسهم
لا يوجد تعريف جامع مانع متفق عليه عالميًا لمفهوم التداول المتأرجح Swing Trading. غير أن التعريف العام لهذا الأسلوب يصفه بأنه نهج متوسط الأجل في التداول، يختلف عن التداول اليومي أو أسلوب السكالبينج الذي يتسم بسرعة التنفيذ وقصر الأفق الزمني. يهدف التداول المتأرجح إلى اقتناص الحركة الرئيسة المستمرة للأصل المالي، سواء بالكامل أو في معظمها، قبل أن يدخل السعر مرحلة التماسك أو التصحيح. وعمليًا، غالبًا ما تمتد صفقة التداول المتأرجح من يومين إلى خمسة أيام، وقد يطيل بعض المتداولين أمد احتفاظهم بالصفقة لأكثر من ذلك، بحسب الظروف.
ليس ثمة فاصل حاسم يفصل بوضوح بين التداول المتأرجح وبعض صور التداول الطويل (Position Trading). فهناك من يُطلق وصف التداول المتأرجح على أي صفقة عقود فروقات CFDs تُحتفظ بها لأكثر من يومين أو ثلاثة، في حين يرى آخرون أن الصفقة التي تمتد لأسبوع أو أسبوعين، وربما شهر، تندرج ضمن التداول الطويل. والفيصل في ذلك هو زاوية نظر كل متداول وطباعه الخاصة.
وفي جوهره، يُمكن اعتبار التداول المتأرجح بمثابة جسر يصل بين الاستثمار التقليدي -الذي قد يمتد لأشهر أو سنوات- وبين أساليب المضاربة قصيرة الأجل مثل التداول اليومي أو السكالبينج. فالمتداول المتأرجح يعتمد بشكل أكبر على التحليل الفني مقارنة بالمستثمرين، وإن كان تركيزه عليه أقل من متداولي السكالبينج أو التداول اليومي.
التداول المتأرجح قد يكون الخيار الأنسب لأولئك لا يتوفر لهم الوقت الكافي لمتابعة الصفقات أو التداول النشط و المستمر طوال اليوم كما يفعل متداولون اليوميون. كما أنه يتيح فرصة لتحقيق ربح أكبر نسبيًا لكل صفقة، خاصة مع تقليل عدد العمليات المنفذة، مما ينعكس إيجابًا على تقليص تكاليف السبريد والعمولات -إن وُجدت. و عموما، فإن أسلوب السكالبينج أقل ملاءمةً عند تداول الأسهم، بعكس الفوركس أو السلع، لأن أسواق الأسهم الأمريكية قد تكون مغلقة خلال أوقات النشاط الخاصة بالمتداول.
لماذا اخترت التداول المتأرجح
كانت بدايتي مع عقود الفروقات CFDs من خلال استراتيجية "التداول بالعوائد أو الكاري ترايد (Carry Trade)"، ولا زلت أميل إلى أساليب التداول على المدى الطويل. فالبحث المبدئي المتأني للصفقات، ومتابعتها لاحقًا مرة أو مرتين يوميًا، يتناسب تمامًا مع نمط حياتي والتزاماتي الأخرى. صحيح أنني أمارس أحيانًا التداول اليومي أو السكالبينج، لكنني أُفضل بوجه عام التداول المتأرجح أو الطويل. ففتح عدد محدود من الصفقات والاحتفاظ بها لفترة، أيسر على الذهن من تنفيذ عشرات، وربما مئات الأوامر أسبوعيًا.
يوضح هذا الرسم البياني لسهم شركة آبل ما أعنيه بشأن استمرارية الحركة السعرية لأكثر من يوم. يمكن ملاحظة أن السعر يتحرك عادةً في الاتجاه ذاته – ولو جزئيًا – لعدة أيام متتالية. ورغم وجود بعض الاستثناءات لهذه القاعدة العامة، إلا أنني أفضّل محاولة اقتناص معظم أو كامل الحركة الاتجاهية الممتدة على عدة أيام بدلًا من فتح صفقة جديدة كل يوم أو استهداف يوم واحد من حركة قد تستمر أسبوعًا. ولا أظن أن التداول المتأرجح على عقود فروقات CFDs الأسهم يُمكن أن يحل محل الاستثمار الحقيقي. فقد احتفظت بأسهم حقيقية لشركة Apple وغيرها من الشركات الكبرى لسنوات، ولا أعتزم التخلي عنها إلا في حالة طارئة. فبالنسبة لي، التداول المتأرجح يُكمل مسار الاستثمار ولا يتعارض معه. كذلك، لا أرى ما يمنع من الجمع بين التداول المتأرجح والتداول اليومي. فإذا وضعت صفقة متأرجحة، وتبيّن لاحقًا أن الحركة كانت داخل اليوم فقط، فلا بأس حينها من تعديل أمر وقف الخسارة أو الإغلاق اليدوي أو حتى انتظار الفرصة التالية، إن لم تكن بحاجة إلى الهامش المتاح. ويُتيح لك حساب التداول لدى Exness تنفيذ استراتيجيات تداول متأرجح على الأسهم، وتداول يومي على الفوركس أو السلع، بكل سلاسة ضمن منصة واحدة. التداول المتأرجح ليس مناسبًا للجميع، لكنه بالنسبة لي، يُحقق توازنًا حسنًا بين الضغوط النفسية وتكاليف الوقت المرتبطة بالسكالبينج من جهة، والعوائد البعيدة المدى المرتبطة بالاستثمار من جهة أخرى.
فهم اتجاهات السوق وتوقيت التداول في استراتيجية التداول المتأرجح
تحديد الاتجاهات في تداول الأسهم المتأرجح
عند تداول الأسهم أو غيرها من الأصول المالية، فإن أبسط وسيلة لاكتشاف الاتجاهات هي رصد عدد القمم أو القيعان الجديدة. فإذا تمكنت من تحديد ثلاث منها أو أكثر، فمن المرجّح أنك أمام اتجاه يمكن البناء عليه لاتخاذ قرار التداول. غير أنّ من الجدير بالذكر أن الأسهم الكبرى تميل تاريخيًا إلى الارتفاع مع مرور الزمن، مما يجعل رصد الاتجاهات الصاعدة أسهل من نظيرتها الهابطة. ومع ذلك، تذكّر المقولة الشهيرة: " الأسواق تصعد بدرجات وتنزل بقفزات". إذ إنّ الانهيارات في سوق الأسهم عادة ما تكون سريعة وقوية، ونادرًا ما تتيح فرصًا مواتية للمتداول المتأرجح إلا إذا كان توقيته دقيقًا، وهو أمر يصعب تحقيقه في أغلب الأحيان. وبعيدًا عن مجرّد تعداد القمم والقيعان، فإن الزخم يلعب دورًا حاسمًا. فإذا كان الاتجاه الصاعد قد بلغ ذروته، وبدأت الشموع اليابانية الصاعدة تنكمش بينما تتضخم الشموع الهابطة، فتوقّع حينها تصحيحًا أو تراجعًا، بحسب الظروف الأساسية. وينطبق هذا التحليل كذلك عند رصد الاتجاهات الهابطة.
توقيت الصفقات في التداول المتأرجح
يعتمد المتداولون المتأرجحون على مزيج من التحليل الأساسي والفني، مع ميلٍ أوضح نحو التحليل الأساسي مقارنةً بما اعتاد عليه متداولو عقود الفروقات (CFDs). وسنتناول هذا الأمر بتفصيل أكبر لاحقًا، غير أنّ الأداة الأساسية التي يُعوّل عليها في تحديد توقيت الدخول والخروج من الصفقات، هي التحليل الفني. أهم ما أركّز عليه في التوقيت هو التأكّد من أنّ الاتجاه لا يزال قائمًا ولم يبلغ حدّ التشبّع بعد. لذا أبدأ بعدّ القمم الجديدة (ولا أفضّل عادة التداول في الاتجاهات الهابطة للأسهم، رغم وجود استثناءات)، ثم أقدّر الزخم من خلال حجم الشموع اليابانية الأخيرة، وأستخدم أحد المؤشرات التذبذب مثل "الاستوكاستك البطيء" للتحقّق من عدم وجود تشبّع.
أهم الأدوات والموارد التي أستخدمها في التداول المتأرجح
منصات الرسم البياني والتحليل الفني
عند اختيار منصة لتداول الأسهم وفق استراتيجية التداول المتأرجح، فإنني أميل غالبًا إلى استعمال منصة Exness Trading Terminal و منصة MetaTrader 5، المعروفة اختصارًا بـ "MT5". تعد MT5 المنصة القياسية لعقود الفروقات منذ أعوام نظرًا لما تمتاز به من سرعة الأداء وسهولة التعامل، دون تعقيد يُثقل على المستخدم. أما منصة Exness Trading Terminal، ، لكنها تمتاز بتصميم أكثر ملاءمة للمبتدئين. وفي نهاية المطاف، يبقى الخيار مسألة تفضيل شخصي، وأنا أرتاح لكليهما.
أما على صعيد التحليل الفني، فأنا أستخدم الأنماط الفنية التقليدية و أنماط الشموع اليابانية، إلى جانب مجموعة من المؤشرات غير المرتبطة ببعضها البعض. من بين الأدوات التي أواظب على استخدامها: المتوسطات المتحركة البسيطة، مؤشر البولينجرباند، مؤشر الاستوكاستك البطيء (15,5,5)، المتوسط المدى الحقيقي للحركة (ATR)، ومؤشر التوقف والانعكاس المكافئ (PSAR). وأُفضّل الدخول في الصفقة - وكذلك الخروج منها إذا تيسّر - حين تتوافق هذه المؤشرات جميعًا على إشارة واحدة واضحة.
الأخبار و التحليل الأساسي
في التحليل الأساسي أعتمد على وسائل الإعلام العامة والمواقع المتخصصة في التداول. غالبًا ما أتابع قسم الاقتصاد في صحيفة "الغارديان"، إضافة إلى منصة " Yahoo Finance". ولأجل الاطلاع على التفاصيل الدقيقة لإصدارات البيانات والتقارير الربحية، ألجأ إلى موقع Trading Economics و وموقع Nasdaq. ولا أرى ضرورة لاشتراك مدفوع في خدمات مثل بلومبرغ، ولكن إذا كان ذلك يناسب احتياجاتك، فلا تتردد في استخدامه.
أعتمد في العادة على وسائل الإعلام التقليدية لاستشراف المزاج العام في الأسواق، وهو أمر بالغ الأهمية لفهم السياق العام لحركة السوق. وألجأ إلى موقع Trading Economics حينما أرغب في متابعة بيانات دقيقة، كأرقام التضخم، ومؤشرات مديري المشتريات، وغيرها، لما لها من قدرة على كشف التوجهات وتوقّع تطوّر المزاج الاستثماري. أما موقع Nasdaq، فأستخدمه للغوص في التفاصيل المالية المتعلقة بالأسهم التي أنوي تداولها، لا سيّما الأرباح ونسب مضاعف الربحية. وبرأيي، فإن الأرباح القابلة للتوزيع، بخلاف ربحية السهم، لا تمثّل عنصرًا محوريًا في استراتيجيات التداول المتأرجح، بل تكتسب أهميتها الكبرى في نهج الاستثمار طويل الأمد.
من وجهة نظري، لا غنى عن التحليل الأساسي في التداول المتأرجح للأسهم، إذ يتيح للمتداول تقييم أداء الشركة بوجه عام وبالمقارنة مع منافسيها. عموما، تمنحني الأساسيات السبب للدخول في صفقة، بينما يساعدني التحليل الفني على اختيار أفضل وسيلة لتنفيذها.
استراتيجيتي في التداول المتأرجح خطوة بخطوة
فرز و اختيار الأسهم
عادةً، لا أجد صعوبة تُذكر في تحديد الأسهم التي أرغب في تداولها. إذ أبدأ غالبًا بترتيب نحو خمسين سهمًا من الأعلى من حيث القيمة السوقية، باحثًا عن تلك التي تبلغ قيمتها السوقية 200 مليار دولار أمريكي فأكثر، وذلك حسب بيانات شهر مارس من عام 2025. كما أفضّل الأسهم ذات السيولة العالية والنشاط الملحوظ تاريخيًا، ولا سيّما في قطاع التكنولوجيا. كما أميل إلى التركيز على الشركات التي تُنتج خدمات أو سلعًا أعرفها حق المعرفة، فذلك يُعينني على تقييم أدائها بشكل أفضل. ولهذا السبب، لا أذكر أنني تداولت يومًا أسهمًا في قطاع الرعاية الصحية من خلال عقود الفروقات (CFDs). وبهذه المعايير، تضيق قائمة الأسهم المحتملة، لكنّي لا أعدّ ذلك عائقًا، بل أراه من مزايا التداول المتأرجح. فقلّة عدد الرموز التي يجب مراقبتها تعني غالبًا فهمًا أعمق لأساسيات كل شركة، وهو ما يُعدّ من عوامل النجاح الأساسية في هذا النمط من التداول. وباستثناء الظروف النادرة والاستثنائية، يمكن العثور على العديد من فرص التداول شهريًا ضمن مجموعة الشركات السبع الكبرى: AAPL، AMZN، GOOGL، META، MSFT، NVDA، وTSLA. ولأكون صادقًا تمامًا، فإنني أملك أحيانًا بعض الانحيازات الشخصية؛ فقد أميل إلى تفضيل شركة AMD على Nvidia لأن منتجات الأولى تتوافق أكثر مع احتياجاتي الشخصية، غير أنني أسعى دومًا إلى إدراك هذا الانحياز ومراقبته كلما ظهر. ولعلّ أسهل طريقة لتتبّع أداء القطاعات المختلفة هي استخدام الرسوم البيانية التي تجمع بين صناديق الاستثمار المتداولة في البورصة ETF والشركات الفردية المرتبطة بها.
الرسم البياني يُظهر أداء صندوق الاستثمار المتداول في البورصة Financial Select Sector SPDR Fund (XLF)، إلى جانب ثلاثة من المصارف الكبرى. وتُبيّن المقارنة الأخيرة بين أداء هذه الجهات الأربع أنّ بنك أوف أمريكا (الرمز: BAC) قد يكون خيارًا مناسبًا للشراء، نظرًا لأنه تكبّد أكبر خسارة في الفترة الماضية، مما قد يمنحه فرصة أعلى للانتعاش. ومع ذلك، فإنني لا أكتفي بهذا المؤشر وحده، بل أحرص دائمًا على تحليل الجوانب المالية لكل شركة على حدة، بما في ذلك مضاعف الربحية، قبل الانتقال إلى التحليل الفني.
وضع خطة التداول
هدفي الرئيس في التداول المتأرجح في سوق الأسهم هو اقتناص حركة سعرية تمتد لأكثر من يوم واحد. أحرص دائمًا على اعتماد نسبة مخاطرة إلى عائد لا تقل عن 1 إلى 2، بل وأحيانًا تفوق ذلك بكثير إذا سمحت الظروف. أما تحديد مواضع وقف الخسارة وجني الأرباح، فهو يرتكز بدرجة كبيرة على الرسم البياني، وسأعرض عليك بعض الأمثلة التوضيحية لطريقتي في ذلك.
في مطلع نوفمبر من عام 2024، كنت أراقب عن كثب حركة سهم شركة AMD. كانت النظرة العامة تجاه قطاع التكنولوجيا حينها محايدة إلى حدٍّ ما، مع بروز بعض المخاوف بشأن التقييمات المرتفعة، وتزامن ذلك مع سياسة نقدية متشددة، إلى جانب تكبّد بعض أسهم التكنولوجيا خسائر خلال الفترة نفسها. لاحظت وجود فجوة سعرية واسعة بين يومي 29 و30 أكتوبر، وتوقعت بداية أن تُغلق سريعًا، لا سيما أن تقرير الأرباح الصادر في 29 أكتوبر حمل نبرة إيجابية خفيفة. غير أن ظهور شمعة دوجي في 8 نوفمبر أثار لديّ انطباعًا باحتمالية استمرار الانخفاض. رغم ضعف إشارة التشبّع البيعي من مؤشر الاستوكاستك البطيء، وغياب أي إشارة داعمة من مؤشر بولينجرباند، إلا أنني اعتبرت المخاطرة مقبولة. لذا، وضعت أمر بيع معلقًا في 8 نوفمبر عند 146 دولار، وحددت هدفًا عند 135 دولار، ووقف خسارة عند 151 دولار، بنسبة مخاطرة إلى عائد تزيد قليلًا عن 1 إلى 2. وكان هذا مستوى وقف خسارة ضيقًا نسبيًا بالنسبة إلى صفقة تداول متأرجح، لكن تقديري كان أنه في حال تجاوز السعر مستوى 150 دولار، فإن حركة السعر ستتجه غالبًا نحو إغلاق الفجوة. وفي اليوم الرابع، حرّكت مستوى وقف الخسارة إلى 142 دولار لضمان بعض الأرباح. وقد أُغلقت هذه الصفقة على ربح، غير أن تغيّر المزاج العام للأسواق فجأة كان من الممكن أن يقلب النتيجة إلى خسارة. فبيع عقود الفروقات CFDs على الأسهم غالبًا ما يحمل مخاطر تفوق مخاطر الشراء. لا أرى في ظهور عامل واحد مخالف للتوقعات مبررًا لإلغاء الصفقة، لكن القاعدة الذهبية التي ألتزم بها دومًا هي: لا أشرع في التداول إلا حين تتوافق الإشارات الفنية والتحليل الأساسي على نحو عام.
في يناير من عام 2025، كنت أراقب سهم شركة Netflix عن كثب. بدا لي أن قطاع التكنولوجيا يشهد حالة من التفاؤل الحذر، وتوقعت أن يحمل تقرير الأرباح القادم أخبارًا إيجابية، ولو بدرجة يسيرة. وعندما بدأت الأسعار بالهبوط في 10 يناير، خمّنت أن السوق سيسارع إلى شراء هذا التراجع. لذا، وضعت أمر شراء معلق عند 825 دولار، وحددت الهدف عند 990 دولار، ووقف خسارة عند 800 دولار، بنسبة مخاطرة إلى عائد عالية جدًا. ولو لم يُفعّل الأمر المعلّق، كنت أنوي تنفيذ أمر سوق عند سعر أعلى، مع الإبقاء على الهدف نفسه، الذي تعمّدت أن يكون طموحًا للاستفادة من مفاجأة إيجابية محتملة في تقرير الأرباح. وقد جاءت النتيجة أفضل بكثير من المتوقع، إذ كانت الفجوة السعرية بعد تقرير الأرباح أوسع بكثير مما قدّرته، رغم أن التقرير نفسه لم يكن مبهرًا بما يكفي لتبرير فجوة بقيمة 80 دولار. ورغم أن الصفقة كانت معرضة للفشل في حال خيّب التقرير التوقعات، إلا أنني قدّرت أن المخاطرة كانت منخفضة نسبيًا بالنظر إلى أساسيات Netflix، كما أن مستوى وقف الخسارة كان قريبًا نسبيًا من سعر الدخول، مقارنة بالربح الممكن. إن التداول قبيل صدور تقارير الأرباح محفوف بالمخاطر، لكنه – في نظري – يصبح أقل خطورة إذا كانت لديك رؤية واضحة وواقعية حول مضمون التقرير وطبيعة استجابة السوق له.
إدارة الصفقات المفتوحة
أرى أنه من الضروري متابعة الصفقات المفتوحة يوميًا، لكن بوصفي متداولًا متأرجحًا، أحرص على ألا تكون هذه المتابعة مفرطة أو عشوائية. فمبدأ "خطّط للصفقة ونفّذ الخطة Plan the trade and trade the plan" أثبت فعاليته معي، طالما كانت الخطة الأصلية محكمة و مبنية على أسس سليمة. فلإكثار من التحديق في حركة الأسعار يُغري بالخروج عن الخطة، وغالبًا ما يقود ذلك إلى قرارات غير موفقة. بطبيعة الحال، هناك استثناءات: فإذا كانت لدي صفقة رابحة، لكن الشركة تعرضت فجأة لأزمة كبيرة، فسأفكر جديًا في إغلاق الصفقة فورًا تفاديًا للتقلّبات العنيفة. وعادة لا أستخدم أوامر الوقف المتحرك عند التداول المتأرجح، لأنني لا أرى ضرورة لتحديد وقف الخسارة بدقة شديدة. بدلًا من ذلك، أُجري التعديل يدويًا، وأرفع مستوى الوقف إلى منطقة الربح مع بداية اليوم الثاني، وفقًا لمستجدات السوق. أما إذا كنت تفضّل استخدام أوامر الوقف المتحرك، وقد جرّبتها واختبرتها جيدًا، فلا مانع على الإطلاق من اعتمادها.
إدارة المخاطر و نفسية المتداول في التداول المتأرجح
فنّ إدارة المخاطر في التداول المتأرجح للأسهم
من المبادئ الأساسية في إدارة المخاطر، سواء في تداول عقود الفروقات CFDs عمومًا، وليس فقط في التداول المتأرجح للأسهم، أن لا تتجاوز الخسارة المحتملة لأي صفقة مقدار الربح الممكن تحقيقه منها. وفي التداول المتأرجح تحديدًا، أرى أن الحد الأدنى المقبول لنسبة العائد إلى الخسارة ينبغي أن يكون 1:2، وغالبًا ما يمكن لهذه النسبة أن ترتفع إلى أكثر من ذلك. فهذه المعادلة لا تُسهم في تنمية الأرباح فحسب، بل تساعدك أيضًا على استبعاد الصفقات غير المجدية حينما لا تسمح المؤشرات الفنية بتحقيق نسبة ربح لا تقل عن 1 إلى 2. ولا بد من التأكيد على أن تحديد حجم الصفقة ليس حكرًا على الأسهم وحدها. فالخطوة الأولى دائمًا هي ضبط عناصر الصفقة الأساسية، وعلى رأسها وقف الخسارة والهدف الربحي، ثم يُحدَّد حجم الصفقة بناءً على الحد الأقصى للمخاطرة، والذي يتراوح غالبًا بين 2% و5%. وعن نفسي، أجدني أميل إلى مخاطرة تقارب 5%، غير أنني أرى أن المتداولين الذين يمتلكون حسابات كبيرة، يُفضّل لهم أن لا تتجاوز النسبة 2% لكل صفقة. ولعل أكثر الأخطاء العملية شيوعًا بين المتداولين هي التباطؤ في وقف الخسائر، أما الخطأ النظري الأكثر انتشارًا فهو الطمع. وتلك الآفتان لا تقتصران على نمط معيّن من التداول، بل تسري على مختلف أساليب التداول والاستثمار، سواء كانت سكالبينج على عقود الفروقات، أو حتى استثمارًا في العقارات أو غيرها من الأصول. لذا، أحرص دومًا على الالتزام بالقواعد السابقة للحدّ من الخسائر، والانتباه إلى الانحيازات النفسية التي قد تضلل قراراتي، وتحديد توقعات واقعية للعوائد.
الانضباط والاتّزان العاطفي
عمومًا، لست من المتداولين الذين تحركهم العواطف، غير أنني أواجه تحديات في سياق التداول المتأرجح تتعلّق بطبيعتي الشخصية، مثل الملل ونفاد الصبر. فعندما أمضي أكثر من نصف ساعة في البحث عن فرصة تداول، قد أجد نفسي مدفوعًا نحو تنفيذ صفقة ضعيفة فقط لِشعورٍ خاطئ مفاده أن فعل شيء أفضل من عدم فعل شيء. وغالبًا ما تنتهي مثل هذه المحاولات بالخسارة. ولتفادي ذلك، أضع لنفسي حدًّا زمنيًا للتوقّف عن البحث، لا يتجاوز عادةً 15 إلى 20 دقيقة بحسب الظروف. فإن لم أجد ما يستحقّ، تركت الأمر جانبًا وانتقلت إلى نشاط آخر. ولعل المقولة الشائعة "عدم الدخول في صفقة هو بحد ذاته صفقة" قد تبدو مبتذلة، لكنها صحيحة في كثيرا من المواقف. الانضباط الذاتي وتجنّب اتخاذ قرارات انفعالية أمران لا غنى عنهما، ليس للمتداول وحسب، بل لكلّ من يسعى إلى اتخاذ قرارات رشيدة في حياته. ومن المهم أيضًا العناية بالصحة الجسدية والنفسية؛ فاحرص على نوم كافٍ وغذاء متوازن، وابتعد عن الإفراط في تناول الكافيين أو المشروبات المنبّهة، وقلّل من المكوث الطويل أمام الشاشات. ولا بأس أن تخرج إلى الطبيعة، وأن توطّد صلاتك بالأهل والأصدقاء، وأن تمارس التأمل أو الصلاة بحسب ما يناسبك، وأن تمنح نفسك إجازات دورية. فكل هذه الأمور تُهيّئ الذهن وتُعِدّه للتفكير السليم والتحليل الدقيق.
دروس تعلّمتها من التداول المتأرجح في سوق الأسهم
أخطاء علّمتني دروسًا قيّمة
في التداول المتأرجح، لطالما وجدتُ نفسي مطالبًا بتحقيق توازن دقيق بين الحاجة إلى قدر كافٍ من المعلومات لبناء خطة تداول محكمة، وعدم المبالغة في ذلك لدرجة أن تفوتني فرصة التنفيذ.
في صفقة تداول أجريتها أواخر سنة 2024 على سهم مايكروسوفت، وقعت في الخطأين معًا، إذ لم أُحسن جمع المعطيات الأساسية الكافية، وفي الوقت ذاته، تأخرت في التنفيذ الفني. فقد كان ذلك قبيل انعقاد اجتماع اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوح (FOMC) بتاريخ 18 ديسمبر، حينما كانت أسهم مايكروسوفت تشهد موجة من المكاسب المتتالية. تصوّرت أن هذا الاتجاه سيستمر، لا سيما مع ترجيحات قوية بأن يقوم الاحتياطي الفيدرالي بخفض أسعار الفائدة. توقعت هبوطًا تصحيحيًا بسيطًا يليه صعود، لذا وضعت أمر حد الشراء عند 440 دولار، و هدف جني الأرباح عند 465 دولار، ومستوى وقف الخسارة عند 430 دولار. لكن الصفقة أُغلقت في 20 ديسمبر بخسارة. عادةً ما أتمكّن من اتخاذ قرار سليم بشأن التداول بالتزامن مع الأخبار الهامة أو الابتعاد عنها، غير أنني هذه المرة لم أُولِ الجانب الفني ولا المزاج العام للسوق العناية الكافية. الدرس المستخلص هنا ليس الامتناع التام عن التداول خلال الأحداث، بل انتقاء تلك التي يسهل التنبؤ بها نسبيًا، كالتقارير الفصلية لبعض الشركات كما ذُكر أعلاه. ومع ذلك، لم تكن التجربة كلها سلبية. فقد جنّبتني نقطة وقف الخسارة القريبة من السعر خسائر أعمق، بعدما واصل السهم هبوطه لاحقًا. فالصفقة الخاسرة لا تُعدّ خسارة كاملة إلا إن عجزت عن الخروج منها بعبرة.
أهمية التكيّف
في السابق، كنت أمتنع تمامًا عن التداول في عقود الفروقات CFDs على الأسهم خلال فترات التصحيح أو الانهيارات، ظنًّا مني أن السوق قد يرتد في أي لحظة. غير أنني أدركت لاحقًا أن محاولة "إمساك السكين" أثناء السقوط مجازفة لا طائل منها. صحيح أن الحذر واجب في فترات الهبوط، إلا أن تداول التصحيحات يظل ممكنًا، كما بيّنت في المثال المتعلّق بصفقة شركة AMD. القدرة على التكيّف لا تُولد دفعة واحدة، بل تنضج مع الزمن لمن يثابر على التعلم من كل صفقة – رابحة كانت أو خاسرة. ومع تراكم الخبرة، لاحظت ارتفاع معدل نجاح صفقاتي ومتوسط الربح في كل صفقة، مقابل تراجع عدد صفقاتي رُبع السنوية. قد تكون تجربتك مغايرة إن كنتَ متداولًا يميل إلى التحفظ و الحذر و الشديد. كما أرى أنّ المرونة في الدمج بين الإشارات المختلفة أمر بالغ الأهمية. فحين تتوافق عدّة مؤشرات غير مترابطة على إشارة شراء وتؤيّدها المعطيات الأساسية، فيمكن غالبًا تجاهل مؤشر واحد يُشير إلى البيع، وتنفيذ صفقة شراء ناجحة. حتى في ظل نظام تداول صارم نسبيًا، تظل هناك مساحة للحُكم الشخصي وللتقدير المرتبط بظروف السوق.
أسئلة شائعة حول التداول المتأرجح في سوق الأسهم
كم من الوقت يستلزم التداول المتأرجح؟
في العادة، لا أقضي أكثر من نصف ساعة أسبوعيًا في متابعة صفقاتي المفتوحة وإجراء عمليات التداول. أما قراءة و متابعة الأخبار و التفكير في أحوال الأسواق المالية فلا أعدّها ضمن وقت التداول، إذ إنني أتابع المستجدات يوميًا وأناقش أوضاع الأسواق مع من حولي، سواء في المنزل أو خلال عملي. لا توجد إجابة واحدة قاطعة عن مقدار الوقت الذي يتطلبه التداول المتأرجح، غير أنّه كقاعدة عامة، فإن الوقت المُستغرق في تنفيذ الصفقات وتعديلها أقل بكثير مما يحتاجه التداول اليومي أو استراتيجية سكالبينج.
هل يمكن للمبتدئين النجاح في التداول المتأرجح؟
نعم، أرى أن التداول المتأرجح من أكثر الاستراتيجيات ملاءمة للمبتدئين، خاصة عند التداول في عقود الفروقات CFDs، إذ يتّسم هذا الأسلوب بقدر أقل من التأثيرات النفسية والانفعالية مقارنة بغيره من الأساليب. وهو ما يخفف من احتمالية الوقوع في أخطاء يسهل تجنّبها. ومع ذلك، فإن كنت حديث العهد بعالم التداول أو الاستثمار، فمن الأفضل أن تبدأ بخطى متأنّية وتخصص رأس مال صغير، مع السعي الدائم إلى التعلم واستخلاص العبر من كل صفقة، سواء كانت رابحة أم خاسرة.
ما هو الحد الأدنى من رأس المال المطلوب للتداول المتأرجح في الأسهم؟
أرى أن 100 دولار تمثّل الحد الأدنى، وإن كان من الأفضل أن يتوفّر لديك مبلغ أكبر، كأن يكون 500 أو حتى 1000 دولار. فالرافعة المالية المخصصة للأسهم أقل عمومًا من تلك المتاحة لبقية عقود الفروقات CFDs؛ فعلى سبيل المثال، تُقدّم Exness رافعة ثابتة بنسبة 1:20 للأسهم. وعليه، إذا أودعت 100 دولار، فإن بمقدورك تنفيذ صفقة واحدة بحجم لوت ميكرو على أي من الأسهم الرئيسية، بحسب الأسعار في شهر مارس 2025. غير أن تحقيق نتائج محسوسة بهذا الحجم من رأس المال قد يستغرق وقتًا أطول.
ولكن، لا ينبغي حصر الإجابة على هذا السؤال ضمن الحد الأدنى الفني لمتطلبات الهامش فحسب، بل يجدر النظر كذلك في مستوى المعرفة والخبرة ونمط التفكير. فإن كنت مبتدئًا وتمتلك 5000 دولار، فلا أنصحك بتخصيص المبلغ كاملًا لـتداول عقود الفروقات CFDs، بل من الحكمة أن توزّع استثماراتك على باقة متنوعة من الأصول المالية.
أفكار ختامية
يُعجبني التداول المتأرجح في سوق الأسهم عبر عقود الفروقات (CFDs)، إذ لا يتطلب مراقبة دائمة، ومع ذلك يمكن تحقيق نتائج إيجابية عند اتباع خطة مُحكمة التنفيذ. ومن واقع التجربة، فإن الدمج بين التحليل الأساسي والتحليل الفني يعزّز فرص النجاح. وربما يظن بعض المتداولين أن تحليل الأسهم من منظور أساسي مجال معقّد أو حكر على الخبراء، غير أن هذا الاعتقاد ليس صحيحا بالضرورة، ما دمت تركز على الجوانب الأساسية وتحافظ على البساطة قدر الإمكان.
وقد تضمّن هذا المقال خلاصة تجربتي الشخصية في التداول المتأرجح، لكنني لا أدعو إلى تقليد هذا النهج بصورة عمياء. بل أنصحك بالتجريب لتكتشف ما يلائمك، وأن تعدّل أسلوبك وفق ما يتّضح لك من نتائج. وهنا يأتي دور الحساب التجريبي من Exness، فهو يوفّر بيئة محاكاة واقعية باستخدام أموال افتراضية، تمكّنك من اختبار استراتيجياتك دون المخاطرة بأموالك. وهو مجاني، ويمكنك استخدامه من أي مكان عبر جهاز متصل بالإنترنت، فلمَ لا تبدأ التجربة الآن؟
مشاركة
مواضيع ذات علاقة
تطبيق Exness Trade
تداول بثقة في أي وقت ومن أي مكان.
التداول ينطوي على مخاطر، والشروط والأحكام نافذة.