ما هي استراتيجية السترادل؟ وكيف يمكن توظيفها في التداول؟

Haikel Ali

متخصّص في التدريب على التداول

في زمنٍ تكثر فيه التقلّبات، وتغيب فيه الرؤية الواضحة، تبرز استراتيجية السترادل كخيار فعّال لمواجهة الغموض واقتناص فرص الربح خلال فترات التقلب الشديد. في هذا الدليل، يُبيّن لك الخبير في التداول هايكِل علي Haikel Ali كيفية توظيف هذه الاستراتيجية عمليًّا، لاسيما في تداول عقود فروقات الفوركس CFD، مع أمثلة واقعية ونصائح مهمّة لإدارة المخاطر.

في عالم التداول، لا يسير السوق دائمًا وفق ما يتوقّعه المتداول. كثيرًا ما يشعر المرء بأنّ حدثًا كبيرًا يوشك أن يقع—كإعلان أرباح شركة، أو مؤتمر صحفي مرتقب، أو قرار من اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوح FOMC—لكن من الصعب التنبؤ بالاتجاه: هل سيصعد السوق أم يهبط؟ في مثل هذه اللحظات، يلجأ بعض المتداولين إلى ما يُعرف بـ استراتيجية السترادل. تقوم هذه الاستراتيجية على فتح صفقتين في آنٍ واحد: صفقة شراء وصفقة بيع، حول نفس النقطة السعرية، دون ترجيح أحد الاتجاهين. الفكرة الرئيسة تكمن في الاستفادة من تحرك السوق الكبير، بغضّ النظر عن اتجاهه. فهي لا تستند إلى التنبؤ بالاتجاه، بل إلى التوقّع بأن الحركة ستكون قوية بما يكفي لتعويض خسارة إحدى الصفقتين وتحقيق ربح من الأخرى. قد يبدو هذا للبعض ضربًا من المثالية، أو حتى حلماً يصعب تصديقه. فهل هي بالفعل كذلك؟ في هذا المقال، نخوض في تفاصيل هذه الاستراتيجية بعمق، مدعّمين الشرح بأمثلة عملية، لاسيما ضمن سياق عقود الفروقات CFDs، حيث تُعدّ هذه التقنية شائعة ومناسبة نظرًا لما توفره من رافعة مالية ومرونة في تنفيذ الأوامر.

المحتوى

  1. ما هي استراتيجية السترادل؟
  2. استراتيجية السترادل في تداول عقود فروقات الفوركس CFD
  3. شرح عملي لاستراتيجية السترادل في تداول عقود فروقات الفوركس CFD
  4. مخاطر استخدام استراتيجية السترادل في تداول عقود فروقات الفوركس CFD
  5. نصائح عند استخدام استراتيجية السترادل
  6. أهم النقاط المستخلصة
  7. أفكار ختامية

ما هي استراتيجية السترادل

استراتيجية السترادل إحدى الأدوات الشهيرة في عالم تداول عقود الخيارات، يعتمدها المتداولون حينما يتوقّعون وقوع حركة قوية في السوق، لكنهم يجهلون وجهتها، أهي صعود أم هبوط. وتقوم هذه الاستراتيجية على مبدأ بسيط: تحقيق الربح بغضّ النظر عن اتجاه السوق، شريطة أن يكون التقلّب كبيرًا بما يكفي.

في جوهرها، تستند استراتيجية السترادل إلى تنفيذ صفقتين في اللحظة ذاتها:

  1. شراء عقد خيار الشراء (Call Option): يمنح الحق في شراء أصل مالي بسعر محدد إذا ارتفع السعر لاحقا.
  2. شراء عقد خيار البيع (Put Option): يمنح الحق في بيع أصل مالي بسعر محدد إذا انخفض السعر لاحقا.

ويتم تنفيذ كلا الخيارين بسعر تنفيذ واحد، وبتاريخ استحقاق موحّد. الفكرة تكمن في أنك لا تبالي بالاتجاه، ما دام السعر سيتحرك بقوة؛ فإن تحقق ذلك، فإن أحد الخيارين سيكتسب قيمة سوقية كبيرة، بحيث تُعوّض أرباحه الخسائر الناتجة عن الخيار الآخر.

ويُطلق على هذا الأسلوب اسم استراتيجية السترادل الطويلة، وهي شائعة بين المتداولين الذين يترقّبون تقلّبات حادة في السوق. في المقابل، هناك ما يُعرف بـ استراتيجية السترادل القصيرة، والتي تقوم على بيع كلّ من خيار الشراء وخيار البيع، مع توقّع أن يبقى السعر مستقرًا نسبيًا دون تغيّرات كبيرة. غير أن تركيز هذا المقال ينصبّ على الاستراتيجية الأولى، نظرًا لكونها الأنسب لمن يتطلّعون إلى الاستفادة من تقلبات الأسواق.

وتجدر الإشارة إلى أن استراتيجية السترادل الطويلة يمكن تكييفها أيضًا ضمن سياق تداول عقود فروقات الفوركس CFD، ما يوفّر أداة إضافية للتعامل مع حالات عدم اليقين وتقلبات الأسواق المالية.

استراتيجية السترادل في تداول عقود فروقات الفوركس CFD

في حين تعتمد استراتيجية السترادل في تداول عقود الخيارات على شراء (أو بيع) عقد خيار الشراء و عقد خيار البيع معًا على الأصل ذاته، يمكن للمتداولين محاكاة هذه الفكرة في تداول عقود الفروقات CFDs باستخدام أوامر معلّقة.

وتتمثل الطريقة الشائعة لتطبيق هذه الاستراتيجية في وضع أمرين معلّقين:

  • أمر شراء معلّق (Buy Stop) أعلى من السعر الحالي.
  • وأمر بيع معلّق (Sell Stop) أسفل من السعر الحالي.

تهدف هذه الخطة إلى اقتناص الاختراق السعري في أي من الاتجاهين، بما يشبه استراتيجية السترادل لشراء عقود الخيارات، والتي تُستخدم لاستثمار التقلبات السعرية الحادة دون الحاجة إلى التنبؤ بالاتجاه مسبقًا.

غالبًا ما تُستخدم هذه التقنية قبيل صدور أخبار اقتصادية مؤثرة أو أحداث مالية كبرى — مثل قرارات البنوك المركزية أو بيانات الوظائف غير الزراعية (NFP) — حيث تُتوقّع تقلبات عالية في السوق، مع غياب رؤية واضحة للوجهة التي قد يتخذها السعر.

شرح عملي لاستراتيجية السترادل في تداول عقود فروقات الفوركس CFD

تحديد نطاق الاختراق المحتمل

تمثل الخطوة الأولى في هذه الاستراتيجية مراجعة المفكرة الاقتصادية لتحديد مواعيد الأخبار المنتظرة التي قد تُحدث تأثيراً قوياً في السوق. يُستحسن القيام بهذه المراجعة قبل صدور الخبر بنحو 45 دقيقة إلى ساعة، وهو ما يمنح المتداول فسحة من الوقت للتخطيط بعناية واتخاذ قرارات مدروسة. قرابة 30 دقيقة قبل صدور الخبر، افتح إطار الرسم البياني الزمني لمدة 15 دقيقة للأداة المالية التي تنوي التداول بها. في هذه المرحلة، حدّد نطاق الحركة السعريّة بدقّة، وذلك عبر رسم خطين أفقيين: أحدهما عند أعلى قمة، والثاني عند أدنى قاع سجّلته الشموع اليابانية العشر أو الخمس عشرة الأخيرة. يتيح هذا الإجراء للمتداول التعرف على المستويات الرئيسية التي قد تنطلق منها حركة السعر بقوة في حال وقع اختراق.

وضع أوامر التداول المعلّقة

بعد تحديد نطاق الحركة، يأتي دور وضع أوامر التداول. ضع أمر شراء معلّق (Buy Stop) على بعد يتراوح بين 10 و20 نقطة فوق الحد الأعلى للنطاق، بالتزامن مع أمر بيع معلّق (Sell Stop) على بعد مماثل أسفل الحد الأدنى (في حالة التعامل مع الأصول مالية عالية التقلب، يُفضل إبعاد الأوامر بنحو 20 نقطة لتجنّب التحركات الحادة المفاجئة). راجع المثال البياني المرفق أدناه لتوضيح تطبيق الاستراتيجية على الرسم البياني.

الرسم البياني أعلاه يعرض زوج اليورو مقابل الدولار الأمريكي (EURUSD) بتاريخ 3 مارس 2025، في حوالي الساعة 9:30 صباحًا بتوقيت غرينتش، أي قبل 30 دقيقة من صدور بيانات مؤشر أسعار المستهلك (CPI) لمنطقة اليورو.

ضبط أوامر وقف الخسارة وجني الأرباح

عند وضع أوامر الشراء والبيع المعلّقة، لا بد من تحديد مستويات وقف الخسارة وأهداف جني الأرباح ضمن خطة متكاملة لإدارة المخاطر. بالنسبة لأمر وقف الخسارة، أختار عادةً أن يكون مضاعفًا للمسافة بين أمر الدخول وأعلى قمة أو أدنى قاع. فعلى سبيل المثال، إذا وُضع أمر شراء معلّق على بعد 15 نقطة من أعلى قمة، فإن وقف الخسارة يُحدد على بُعد 30 نقطة تحت نقطة الدخول. هذا الأسلوب يُتيح مجالًا لتقلبات الأسعار، مع المحافظة على توازن المخاطرة. أما عند ضبط أمر جني الأرباح، فألتزم بنسبة محدّدة سلفًا بين العائد والمخاطرة (RRR) مقدارها 1:2. وبموجب هذه القاعدة، فإن كل صفقة أقبل فيها احتمال خسارة قدره 30 نقطة، يجب أن تُقابل بهدف ربح يبلغ 60 نقطة من سعر الدخول. إن الحفاظ على هذه النسبة باستمرار يُعد من دعائم الانضباط في التداول، إذ يضمن أن تكون المكاسب المحتملة جديرة بالمخاطرة المبذولة.

الرسم البياني أعلاه يعرض مثال لتحديد أمر وقف الخسارة وجني الأرباح لاستراتيجية السترادل على زوج اليورو مقابل الدولار الأمريكي EURUSD، بتاريخ 3 مارس 2025، في حوالي الساعة 9:30 صباحًا بتوقيت غرينتش — أي قبل 30 دقيقة من صدور بيانات مؤشر أسعار المستهلك (CPI) لمنطقة اليورو.

استخدام أمر وقف الخسارة المتحرّك والتعديلات اليدوية

عند التداول على منصات مثل MetaTrader 5، التي تتيح خاصية أمر وقف الخسارة المتحرّك (Trailing Stop)، يُستحسن وضع هذا الأمر على مسافة تُعادل نصف نطاق أمر وقف الخسارة. فعلى سبيل المثال، إذا حُدّد وقف الخسارة عند مسافة 30 نقطة من سعر الدخول، فيمكن ضبط وقف الخسارة المتحرّك بين 10 و15 نقطة تقريبًا.

أما في حال استخدام منصة Exness Web Terminal، والتي لا تدعم خاصية وقف الخسارة المتحرّك، يمكنك تعديل أمر وقف الخسارة يدويًا بعد تنفيذ الصفقة وبدء السعر في التحرك في اتجاه الربح. تتيح لك هذه الطريقة اليدوية إدارة المخاطر والحفاظ على الأرباح، وهي تؤدي الدور نفسه الذي تؤديه خاصية وقف الخسارة المتحرّك، وهي خطوة ضرورية عند تطبيق استراتيجية السترادل.

إدارة الصفقة بعد تنفيذها

في المرحلة الأخيرة، وبعد صدور الخبر وبدء تحرّك السوق، ستُفعَّل إحدى أوامرك المعلّقة. فإذا سار الاتجاه لصالحك وحقّق السعر تحرّكًا إيجابيًّا أدّى إلى تفعيل أمر وقف الخسارة المتحرّك، أو – في حال عدم استخدامه – اقترب السعر من تحقيق ربح بمقدار يعادل نصف المسافة المحددة لأمر وقف الخسارة، ففي هذه الحالة، يمكنك إلغاء الأمر المعلّق الآخر، والتركيز على إدارة الصفقة المفتوحة وحدها، كما هو موضّح في المثال أدناه.

الرسم البياني أعلاه يعرض زوج اليورو مقابل الدولار الأمريكي EURUSD في 3 مارس 2025، في تمام الساعة 10:30 صباحًا بتوقيت غرينتش، أي بعد مرور 30 دقيقة على صدور بيانات مؤشر أسعار المستهلك (CPI) لمنطقة اليورو.

إذا واصل السعر التحرك نحو مستوى جني الأرباح، يمكنك التفكير في تعديل هذا المستوى. أنا شخصيًا أحرّك أمر جني الأرباح تدريجيًّا،ليعادل المسافة التي قطعتها حركة السعر في اتجاه وقف الخسارة المتحرّك، ما يتيح لي فرصة تأمين أرباح إضافية، مع الحفاظ على المستوى السابق الذي بَلَغَه السعر. انظر المثال التالي:

يعرض الرسم البياني أعلاه زوج العملات اليورو مقابل الدولار الأمريكي (EURUSD) بتاريخ 3 مارس 2025، في حوالي الساعة 13:00 بتوقيت غرينتش، أي بعد ثلاث ساعات تقريبًا من صدور بيانات مؤشر أسعار المستهلكين (CPI) لمنطقة اليورو.

مخاطر استخدام استراتيجية السترادل في تداول عقود فروقات الفوركس CFD

استراتيجية السترادل من الأساليب المفيدة التي يمكن أن يستخدمها المتداولون في أوقات الغموض وعدم اليقين، إذ تتيح لهم تقليص احتمالات الخسارة و زيادة العوائد المحتملة، سواء اتجه السوق صعودًا أو هبوطًا. غير أنّ هذه الاستراتيجية، على الرغم من مميزاتها، لا تخلو من المخاطر. فهي، كغيرها من أساليب التداول، لا تقدّم ضمانًا مطلقًا، وتبقى رهينة لتقلّبات السوق وتعقيداته. وفيما يلي أبرز التحديات التي قد تواجه المتداول عند تطبيقها:

خطر الانعكاسات المفاجئة

من أكثر المخاطر شيوعًا عند تنفيذ استراتيجية السترادل، هو التعرّض لانفجارات سعرية مفاجئة. فقد يحدث أن يتم تفعيل أحد الأوامر المعلّقة – سواء كان أمر شراء معلق (Buy Stop) أو أمر بيع معلق (Sell Stop) – نتيجة حركة سريعة في السوق، لتليها مباشرةً حركة عكسية حادة خلال ثوانٍ معدودة. هذا السيناريو قد يؤدي إلى تفعيل كلا الأمرين، ما يرفع احتمال التعرض لخسارتين متتاليتين.

البيانات الاقتصادية المتضاربة NFP

يحدث أحيانًا أن تحمل بيانات اقتصادية هامة إشارات متناقضة. فعلى سبيل المثال، في أول جمعة من كل شهر، تُنشر بيانات الوظائف في القطاع غير الزراعي NFP في الولايات المتحدة، وقد تكون إيجابية، مما يعزز موقف الدولار الأمريكي. لكن في المقابل، قد تأتي بيانات معدل البطالة سلبية، وهو ما يُضعف النظرة إلى العملة ذاتها. هذا التناقض يربك الأسواق ويدفع الأسعار إلى التحرك أفقيًا ضمن نطاق ضيق، دون اتجاه واضح. في مثل هذه الحالات، قد يتم تفعيل أوامر الشراء والبيع دون تحقق حركة اتجاهية حاسمة، ما يزيد من خطر الخسائر المتتالية.

اتساع السبريد والانزلاق السعري

في فترات التذبذب العالي، تعمد بعض شركات الوساطة إلى توسيع السبريد. وإذا اتّسع السبريد أكثر من اللازم، قد يتم تفعيل وقف الخسارة في وقت غير مناسب وبسعر غير مرغوب فيه. أما الانزلاق السعري، فقد يؤدي إلى تنفيذ الصفقة عند سعر مختلف عن السعر المطلوب، مما يضعف من فعالية إعدادات الدخول الأولية، حتى وإن كانت صحيحة في الأصل. كلا العاملين – السبريد والانزلاق – يُشكلان تهديدًا مباشرًا لنقاط الدخول، وقد يتسببان في تفعيل مبكر لوقف الخسائر.

ظروف تداول غير مواتية من شركات الوساطة

تفرض بعض شركات الوساطة شروطًا غير ملائمة، مثل تحديد حدٍّ أدنى للمسافة بين السعر الحالي ومكان وضع الأوامر المعلّقة أو وقف الخسارة أو جني الأرباح. هذا الشرط يُقيد المتداول ويُجبره على وضع أوامره على مسافات أبعد مما ينبغي، مما يُضعف من كفاءة استراتيجية السترادل التي تقوم على أوامر معلّقة قريبة من السعر. فكلما زادت المسافة بين السعر الفعلي وأوامر التداول المعلقة، ارتفع احتمال الدخول المتأخر، وزادت درجة التعرض للانعكاسات السعرية، وتدهورت نسبة العائد إلى المخاطرة.

نصائح عند استخدام استراتيجية السترادل

استخدمها في أوقات صدور الأخبار ذات الأثر الكبير: لا تُستخدم هذه الاستراتيجية في الأوقات العادية، بل يُنصح بتطبيقها حين يكون السوق على موعد مع أحداث قادرة على إحداث تقلبات حادة (مثل تقرير الوظائف في القطاع غير الزراعي NFP أو مؤشر أسعار المستهلك CPI أو قرارات البنوك المركزية...الخ)

  • متابعة الرزنامة الاقتصادية: احرص دومًا على مراجعة المفكرة الاقتصادية لتحديد التواريخ الدقيقة للإعلانات المهمة. ومن الحكمة أن تستعد قبل صدور الخبر بما لا يقل عن 45 إلى 60 دقيقة، لتجهّز أوامرك بناءً على مستويات السوق آنذاك.
  • ضبط الأوامر المعلّقة بحكمة: ضع أوامر الشراء و البيع المعلّقة خارج نطاق مستويات الدعم والمقاومة الرئيسية، أو خارج نطاق التداول الأخير، حتى تتمكن من اقتناص حركة الانفجار السعري لحظة وقوعها.
  • إدارة المخاطر باستخدام أمر وقف الخسارة: لا تغفل أبدًا عن وضع أمر وقف الخسارة، فهو درعك الحصين أمام تقلبات السوق. ويلجأ بعض المتداولين إلى تحديد الوقف بمقدار ضعف المسافة بين سعر الدخول ومستوى الاختراق، إلا أن هذا يزيد من احتمالية فشل الاستراتيجية، لذا توخّ الحذر.
  • استخدام أمر الوقف المتحرّك (إن وُجد) : يساعدك وقف الخسارة المتحرّك على تأمين الأرباح إذا تحرّك السعر في صالحك، لا سيّما عند حدوث حركة سعرية قوية في اتجاهٍ واحد.
  • تحقيق توازن بين المخاطرة و العائد: لا بد من الحفاظ على نسبة مخاطرة إلى عائد لا تقل عن 1:2، أي إذا خاطرت بـ30 نقطة، فليكن هدفك تحقيق 60 نقطة كأرباح. هذا التوازن ضروري لاستدامة النجاح على المدى الطويل.
  • لا تفرط في استخدام الاستراتيجية: ليست كل الأخبار كفيلة بإحداث حركة كبيرة. كن انتقائيًا، ولا تستخدم استراتيجية السترادل إلا حين تكون الظروف مهيّأة فعلًا لحدوث تقلبات قوية في السوق.
  • اختيار شركة الوساطة بعناية: تؤثر شروط التداول تأثيرًا كبيرًا في مدى نجاح الاستراتيجية. ومن الجدير بالذكر أنّ شركة Exness تقدّم ظروفًا مثالية، من بينها عدم وجود مستوى الوقف(Zero Stop Level)، وسبريد مستقر، وقواعد دقيقة لتحديد الانزلاق السعري. هذه العوامل مجتمعة تعزز من فعالية الاستراتيجية السترادل وتحد من المخاطر المرتبطة بها.

أهم النقاط المستخلصة

  1. تعتمد استراتيجية سترادل على الجمع بين عقود الخيارات من نوع الشراء والبيع لمواجهة التقلبات: تعتمد هذه الاستراتيجية على الجمع بين خيار الشراء وخيار البيع عند نفس سعر التنفيذ وتاريخ الانقضاء، ما يتيح للمتداول إمكانية الاستفادة من التحركات السعرية الكبيرة، بصرف النظر عن اتجاهها، سواء صعودًا أو هبوطًا.
  2. في تداول عقود الفروقات CFDs، يمكن محاكاة مراكز سترادل باستخدام أوامر معلّقة: من خلال وضع أمر شراء معلّق فوق السعر الحالي وأمر بيع معلّق تحته، يستطيع المتداول تقليد مراكز سترادل والاستفادة من التحركات المحتملة في السعر عقب صدور أخبار هامة.
  3. تعتمد هذه الاستراتيجية على كسر السعر لمستويات محددة، لا على التقلب وحده: ينبغي على المتداول تحديد مستويات مفصلية يُتوقع أن يتحرّك السعر عندها بقوّة، ثم يضع أوامره خارج هذا النطاق. وهذا شرط أساسي لنجاح الاستراتيجية أثناء الأحداث المؤثرة في السوق.
  4. تزداد فرص الربح عندما ترتفع وتيرة تقلبات السوق بعد الأخبار: تزداد فعالية استراتيجية سترادل حين يزداد زخم السوق بعد أخبار و أحداث هامة، مثل نشر بيانات اقتصادية، كأرقام مؤشر أسعار المستهلك (CPI) أو قرارات البنوك المركزية، إذ تؤدي هذه غالبًا إلى تحركات سعرية حادة في اتجاه واحد.

أفكار ختامية

استراتيجية سترادل من أبرز الأساليب المتّبعة في تداول عقود الفروقات CFDs، لا سيّما في فترات التقلّب وعدم اليقين في الأسواق. فعند وضع أمر شراء معلّق وأمر بيع معلّق عند مستويات محورية، يستطيع المتداول أن يتهيّأ لالتقاط تحرّكات سعرية كبيرة، دون الحاجة إلى توقّع الاتجاه.

غير أن هذه الاستراتيجية ليست خالية من المخاطر؛ إذ قد تتأثر سلبًا بظواهر مثل الارتدادات و الانعكاسات السعرية المفاجئة، وتضارب البيانات الاقتصادية، والانزلاقات السعرية، وتوسّع السبريد،إلى جانب ما تفرضه بعض شركات الوساطة المالية من قيود، منها اشتراط مسافة دنيا تفصل بين الأوامر المعلّقة والسعر الجاري في السوق.

لذلك، فإنّ حسن اختيار شركة الوساطة يلعب دورًا حاسمًا في نجاح هذه الاستراتيجية. فشركة مثل Exness، بما توفّره من ظروف تداول مواتية كعدم وجود حد أدنى لمستوى الأوامر المعلّقة (Zero Stop Level)، واستقرار السبريد، ووضوح قواعد الانزلاق السعري، تتيح للمتداول بيئة مثالية لتنفيذ استراتيجية السترادل بأقصى كفاءة في سوق عقود الفروقات CFD.

وفي المحصلة، فإن استراتيجية السترادل، على الرغم من ما تنطوي عليه من فرص ربح معتبرة في أوقات تقلبات السوق، إلا أنها تتطلب تخطيطًا دقيقًا، وتنفيذًا منضبطًا، وفهمًا دقيقًا لأحوال السوق. فمن يجمع بين أدوات التحليل والالتزام العقلي والنفسي، يستطيع أن يستثمر هذه الاستراتيجية في تحويل الغموض إلى فرصة، والتقلبات إلى مكاسب.

مشاركة

تداوَل مع وسيط موثوق به اليوم