ما وراء العناوين: التحقق من مصداقية وسائل الإعلام المالية

Paul Reid
صحفي أسواق المال لدى Exness
هل يمكنك الاعتماد على وسائل الإعلام لتكوين صورة دقيقة عن أسواق اليوم؟ دعنا نستكشف طرقًا لتجنُّب الانخداع بالدعاية والصخب.
إذا كنت تُجري تحليلًا أساسيًّا وفنيًّا في الفترة الأخيرة، فربما قد لاحظت أن بعض وسائل الإعلام المالية والقنوات الإخبارية الرئيسية قد أصدرت عناوين مشكوكًا فيها وقصصًا إخبارية مربكة لا تتطابق دائمًا مع مخططات الأسعار.
نوِّع مصادرك الإخبارية
يثق بعض المتداولين في Bloomberg وCNBC، بينما يفضِّل آخرون Reuters وBBC. ثم هناك المواقع الإخبارية المستقلة والمدونات المخصصة تحديدًا لإبقاء المتداولين على اطلاع دائم بكل المستجدات. ربما يكون لديك بعض المنافذ الإعلامية المفضلة، ولكن قصرها على قناة واحدة أو قناتين قد يضللك؛ لذا فكِّر في توسيع نطاق تعرضك للمنافذ الإعلامية بحيلة بسيطة.
في المرة القادمة التي ترى فيها عنوانًا يلفت انتباهك، قم بإجراء بحث، وتصفية نتائج الأخبار. لنفترض أنك تتداول مؤشر S&P500، ويقول عنوان: "S&P 500 يغلق على سعر شبه مستقر مع تحذير "باول" من فرض سياسات أشد تقييدًا". قد يأتي البحث عن أخبار مؤشر "S&P 500" التي صدرت خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية بعناوين متناقضة ستصدمك.
ضع في اعتبارك الاطلاع على وجهات نظر من دول وقارات أخرى أيضًا. قد تفسِّر المملكة المتحدة والولايات المتحدة تحركات سعر زوج العملات GBPUSD بطرق مختلفة للغاية. وكيف ترى الصين وأستراليا الحركة السعرية ذاتها؟ لذا، قم بتوسيع نطاق بحثك دوليًّا لتجنُّب الاقتصار على منظور أحادي.
تحقَّق من الأخبار المنسوخة
من الشائع أن تفضل المدونات والمنافذ الإخبارية الكمية على الجودة؛ إذ تكافئ خوارزميات محرك البحث المواقع التي تنتج المحتوى، مما يحفز الناشرين على نشر عشرات المقالات يوميًّا. فمن المعروف أنه ليس من السهل العثور على العديد من الأحداث المثيرة للاهتمام أو المهمة دائمًا، ويضطر الكُتاب إلى الإبداع. والنهج السهل -أو الكسول- هو ببساطة نسخ ما يكتب عنه الآخرون.
نادرًا ما تقدم المقالات المنسوخة قيمة للمتداولين الذين يبحثون عن معلومات يمكنهم التصرف على أساسها، وفي بعض الحالات، قد تتعارض الاستنتاجات التي يتم التوصل إليها مع المخططات البيانية. ينبغي تجنُّب المواقع التي تعيد صياغة الأخبار السائدة دون أي تحليل أو تحرٍّ مستقل؛ لأن التداول استنادًا إلى هذه العناوين قد يؤدي إلى نتيجة مُحبطة.
علاوة على ذلك، يسعد بعض الكُتاب ببساطة بربط أي أحداث بحركة سعر تحدث في توقيت مماثل، ومن السهل التعرُّف على هذه العناوين المُصادفة بمجرد أن تكون على دراية بما تبحث عنه، وفيما يلي بعض الأمثلة:
الأسهم الصينية تتراجع عقب ظهور حالات إصابة جديدة بفيروس كورونا في بكين
موجة الحر في تكساس تدفع أسعار النفط الأمريكي للارتفاع
الأسهم الآسيوية تستقر بعد فشل التمرد الروسي
إن ربط حدثٍ ما بحركة سعرية لمجرد حدوثهما في غضون ساعات قليلة من بعضهما أمر مضلل، ويجب على جميع المتداولين التحقُّق من صحة مثل هذه الادعاءات. في معظم الحالات، تكشف نظرة سريعة على مخطط بياني من خلال تكبيره أن حركة السعر تقع ضمن النطاق السعري العادي وبعيدة كل البُعد عن كونها غير عادية.
إذا كنت تتابع المدونات والمصادر الإخبارية التي تنشر مثل هذه العناوين، ففكر في حذفها من قائمة المفضلة لديك.
لا تثق في الذكاء الاصطناعي
لقد حقق الذكاء الاصطناعي قفزات كبيرة العام الماضي، حتى إن ردوده تبدو لبقة وموثوقة، لكن الذكاء الاصطناعي معروف أيضًا بأخطائه الأكثر غرابة.
إن طرح الأسئلة على الذكاء الاصطناعي عن معدل التضخم في دولةٍ ما يمكن أن يأتي عادة برقم وهمي تمامًا في الرد. وعندما تُتبِع الرد بطرح السؤال: "هل أنت متأكد؟"، غالبًا ما تحصل على اعتذار متبوع برقم مختلف تمامًا. كما أنك إذا طرحت السؤال للمرة الثالثة، يأتي الرد أحيانًا برقم عشوائي ثالث. عندما يتعلق الأمر بالأرقام المرتبطة بالتضخم ومؤشر أسعار المستهلك وأسعار الفائدة، التزم بما تنشره المواقع الحكومية الرسمية.
كما ستكشف التجربة باستخدام بعض منصات الذكاء الاصطناعي عن تحيز واضح بشأن مواضيع معينة. فعندما تطلب مزيدًا من الشرح والتوضيح بشأن استنتاجاتها، تنهي المنصات الدردشة بشكل مفاجِئ. ولا يتضح ما إن كانت هناك مؤامرة دفينة وراء المعلومات المضللة أم أن الأمر مجرد مشاكل تكنولوجية ترجع إلى أن تلك المنصات لا تزال في مراحل التطوير المبكر. لكن ما لا شك فيه هو أنه لا يمكن اعتبار الذكاء الاصطناعي مصدرًا موثوقًا للمعلومات للمتداولين في هذه المرحلة من مراحل تطوره.
فوضى التنبؤات المتضاربة
إن زيارة مدونة ومصادر إخبارية تنشر عشرات المقالات كل يوم ومراجعة المصدر الرئيسي يمكن أن يؤدي إلى الخروج ببعض النتائج الغريبة والمربكة؛ فمن المعتاد أن تجد مقالتين بجوار بعضهما تدعي كل منهما آراء متناقضة تمامًا مع الأخرى حول حدثٍ أو تنبؤٍ ما.
إذا كانت مدونتك أو قناتك الإخبارية المفضلة تناقض نفسها في غضون ساعات قليلة، فهذا يعني أنه قد لا يكون هناك أي إشراف جدير بالثقة على الاستنتاجات التي يتم نشرها.
الدعاية والصخب
بالنسبة للعديد من المسائل المُشار إليها أعلاه، تنبع المشكلة من الكُتاب الكُسالى أو غير المؤهلين، لكن في بعض الأحيان تكون الرسالة مقصودة. فإذا اقترحت مؤسسة أو صندوق تحوط البيتكوين لعملائها، فإن إحداث صخب عالمي حول العملات الرقمية قد يعجب هؤلاء المستثمرين بكل تأكيد. فهل هناك طريقة لإحداث ذلك الصخب أفضل من النشر المكثف لعناوين متفائلة على الإنترنت، يتم نسخها وإعادة نشرها في عشرات المواقع؟
ورغم ذلك، في بعض الأحيان يحقق الصخب اهتمامًا كافيًا يتحول إلى نبوءة تحقق ذاتها، ويحقق المتداولون الذين يسرعون بما يكفي في التصرف بناءً عليها نتائج محمودة. لكن المتداول الذي يتأخر في التصرف بناءً عليها يخاطر بخسارة صفقته بعد أن تبيع المؤسسات أسهمها في الأصل عند مستوى سعري مرتفع.
الخلاصة
بصفتك متداولًا، من الحكمة أن تُنوِّع مصادر المعلومات التي تؤثر في قرارات تداولك، ولكن التعرُّض لعدد كبير من المصادر يعني أنك ستصادف الكثير من المعلومات المضللة؛ لذا عليك التحقق من صحة كل عنوان واستنتاج باستخدام النقاط المُشار إليها أعلاه، وعدم قبول الأخبار أبداً على أنها حقيقة ثابتة.
ضع في اعتبارك أن المدونات المالية الشهيرة ووسائل الإعلام السائدة قد توجِّه -بل وتخلق- معنويات المستثمرين التي تحرك الأسواق. ومن ثَم، فإن فهمك لكيفية تفاعل آلاف المتداولين مع الأخبار يمكن أن يُجنبك الوقوع في شِبَاك الصخب الإعلامي وارتفاعات الأسعار وانهياراتها.
كما يحدث في موجات ارتفاع الأسعار، يميل الصخب الإعلامي إلى أن يبدأ ببطء، ويكتسب زخمًا بهدوء قبل أن ينطلق كالصاروخ، لذلك ليس من السهل إدراك حصوله. ومن ثَم، عليك التحقق من صحة القصص الإخبارية الفريدة من نوعها دون تأخير.
كما قد يكون لتقارير الإيرادات الرسمية وإصدارات البيانات الاقتصادية تأثير كبير على معنويات السوق والأسعار. ضع في اعتبارك كيف يمكن أن تتفاعل معها "جموع" المتداولين؛ لذا تداول بهدف التحسب لمعنويات التداول المتأثرة، وليس الأخبار ذاتها.
إذا لاحظت أن صخباً إعلامياً آخذ في الانتشار بالفعل عبر قنوات متعددة، فمن المحتمل أن يكون قد فات الأوان للتداول بالفعل. وكما يقول القول المأثور: "اشترِ وفقًا للشائعات، وبِع وفقًا للأخبار". كن حذرًا من أي شيء يتصدر الاتجاه العام بالفعل، ما لم يتم تقديم تحليلات جديدة.
إذا كنت ترغب في تلقي آخر الأخبار المالية تلقائيًّا ومقارنة الادعاءات مع أسعار المخطط البياني سريعًا، فقم بتثبيت تطبيق Exness Trade وابقَ على اطلاع دائم على كل المستجدات أينما كنت.
مشاركة
مواضيع ذات علاقة
هل يجب أن تثق في ضجيج السوق؟ دروس تعلمتها من نفسية دورات السوق
عواطف التداول
"تجربتي الشخصية مع المالية السلوكية في التداول: دروس استقيتها من الواقع "
عقلية التداول
رؤيتي لتأثير رسوم ترامب الجمركية على التجارة العالمية
آراء الخبراء
تحليلي لشهر فبراير 2025: التوجّهات، التقلبات، وما الذي ينتظر الأسواق؟
تحليل
تطبيق Exness Trade
تداول بثقة في أي وقت ومن أي مكان.
التداول ينطوي على مخاطر، والشروط والأحكام نافذة.
المزيد حول نفسية التداول
عواطف التداول
هل يجب أن تثق في ضجيج السوق؟ دروس تعلمتها من نفسية دورات السوق
عقلية التداول
ما وراء التهويل: كشف أشهر الخرافات المنتشرة في عالم التداول
عقلية التداول
"تجربتي الشخصية مع المالية السلوكية في التداول: دروس استقيتها من الواقع "
أسلوب الحياة