ما هي اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوح (FOMC) وكيف تؤثر على متداولي العقود مقابل الفروقات (CFD)؟

Chanatip Sone
رئيس فريق استراتيجيي أسواق المال
هل تشعر بالفضول بشأن العوامل التي تدفع مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي إلى رفع أو خفض أسعار الفائدة، ولماذا يولي المتداولون حول العالم اهتمامًا كبيرًا لقراراته؟ في هذه المقالة، يحلل شاناتب سوني المبادئ الأساسية لقرارات اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة (FOMC)، ويستعرض كيفية تأثير هذه القرارات على الأسواق المالية العالمية.
تحظى بعض الأحداث في الأسواق المالية العالمية باهتمام كبير من المتداولين، مثل قرارات أسعار الفائدة الصادرة عن اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة (FOMC) التابعة لمجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي (Fed). يمكن لهذه القرارات، التي تؤثر على العملات، والسلع، والأسهم، والسندات، أن تحدد اتجاه السوق للأشهر القادمة. ومع ذلك، قد يتساءل العديد من المشاركين في السوق: ما الذي يدفع اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة (FOMC) إلى تعديل أسعار الفائدة؟ بصفتي محلل استراتيجي في الأسواق المالية، أسعى إلى تسليط الضوء على عملية اتخاذ القرار وراء هذه التغييرات الجوهرية في أسعار الفائدة، وشرح سبب أهميتها الكبيرة للمتداولين.
مهام مجلس الاحتياطي الفيدرالي: هدف مزدوج
تهدف إجراءات مجلس الاحتياطي الفيدرالي إلى تنفيذ مهامه الرئيسية التي حددها قانون تفويض البنك الاحتياطي الفيدرالي. يُلزم هذا التفويض بنك الاحتياطي الفيدرالي بتنفيذ السياسة النقدية لتحقيق هدفين رئيسيين: 1. تحقيق أقصى معدلات التوظيف. 2. استقرار الأسعار الخدمات و المنتجات. من الناحية العملية، يتمثل الهدف الأساسي في خلق اقتصاد متوازن ومزدهر. السعي إلى خلق أقصى قدر من فرص العمل أمرًا بالغ الأهمية، حيث يرتبط ارتفاع معدل التوظيف بزيادة الناتج الاقتصادي، والإنفاق الاستهلاكي، والاستقرار الاقتصادي العام. كما تساهم الأسعار المستقرة، التي تُقاس عادةً بمعدلات التضخم، في الحفاظ على القوة الشرائية وتعزيز بيئة يمكن فيها للشركات والمستهلكين اتخاذ قرارات مالية طويلة الأجل بثقة. بالإضافة إلى هذه الأهداف الرئيسية، يحرص بنك الاحتياطي الفيدرالي أيضًا على الحفاظ على أسعار فائدة معتدلة لأطول مدة ممكنة، لأنها تؤثر على كل شيء، من معدلات الرهن العقاري إلى تكاليف اقتراض الشركات. ومع ذلك، يبقى الهدفان الأوليان – التوظيف والتضخم – أساس عملية صنع القرار في بنك الاحتياطي الفيدرالي.
اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوح (FOMC): التكوين وهيكل التصويت
قرارات السياسة النقدية للبنك الاحتياطي الفيدرالي تُتّخذ من قبل اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوح FOMC، التي تجتمع ثماني مرات سنويًا لمراجعة الظروف الاقتصادية وتعديل السياسات حسب الحاجة. صُمم هيكل اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوح لضمان تمثيل واسع من جميع أنحاء الولايات المتحدة. وهي تتألف من: - مجلس المحافظين، الذي يضم سبعة أعضاء مقرهم في واشنطن العاصمة. - رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في نيويورك، الذي يشغل مقعدًا دائمًا للتصويت. - أربعة رؤساء آخرين لبنوك الاحتياطي، يتم اختيارهم من بين 11 بنكًا متبقيًا من بنوك الاحتياطي الفيدرالي، ويتناوبون على مسؤوليات التصويت على أساس سنوي. بينما يُساهم جميع رؤساء بنوك الاحتياطي البالغ عددهم 12 رئيسًا في المناقشات، إلا أن الأعضاء المصوتين المعينين في ذلك الوقت هم فقط من يدلون بأصواتهم على قرارات السياسة الهامة. يضمن هذا الهيكل مزيجًا من الإشراف الوطني من مجلس المحافظين والرؤى الإقليمية من مختلف بنوك الاحتياطي، مما يخلق منظورًا شاملاً للاقتصاد الأمريكي.
المقاييس الرئيسية: أهداف التضخم و التوظيف
تُركّز قرارات لجنة السوق الفيدرالية المفتوحة (FOMC) على الانحرافات عن هدفين رئيسيين: استقرار التضخم عند مستوى منخفض، وتحقيق أقصى قدر من معدلات التوظيف. ولا تُحدّد هذه الأهداف بقيمٍ عددية ثابتة، بل تستند إلى تحليل البيانات واتجاهات اقتصادية كلية. هدف التضخم: 2% لمؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي (PCE) ترى اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوح (FOMC) حاليًا أن التضخم المنخفض والمستقر يُمثل بشكل أفضل بمعدل تضخم سنوي قدره 2%، ويُقاس باستخدام مؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي (PCE). يستثني مؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي (PCE) المنتجات التي عادة ما تكون أسعارها متقبلة جدا مثل الغذاء والطاقة، مما يوفر صورة أوضح لاتجاهات التضخم الأساسية. ورغم أن هدف 2% ليس مطلقًا، إلا أنه يُعد معيارًا رئيسيًا يوجّه تعديلات السياسة النقدية. التوظيف: نهج مرن فيما يتعلق بالتوظيف، لم تُحدد اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوح (FOMC) هدف برقم ثابت لما يُشكل الحد الأقصى من معدل التوظيف. إلا أن العديد من الاقتصاديين يرون أن معدل بطالة يبلغ 4% يقترب من مستوى التوظيف الكامل. لذلك فإن رؤية مجلس الاحتياطي الفيدرالي بشأن المستوى المثالي المطلوب من فرص العمل المتاحة في السوق تتسم بالمرونة، التي يمكن أن تتغير حسب الظروف، مثل التحولات الديموغرافية وديناميكيات سوق العمل.
قواعد اتخاذ قرار اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوح (FOMC): كيف ولماذا تتغير أسعار الفائدة
تراقب اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوح (FOMC) عن كثب أي انحراف عن هذه الأهداف. عندما يرتفع التضخم باستمرار فوق مستوى 2% أو تشير بيانات التوظيف إلى أن سوق العمل يشهد نشاطًا مفرطًا، قد تُشدد اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوح السياسة النقدية، وغالبًا ما يكون ذلك من خلال رفع أسعار الفائدة. وعلى العكس، إذا انخفض التضخم إلى ما دون المستوى المستهدف أو ارتفعت معدلات البطالة فوق المستويات المقبولة، فمن المرجح أن تتبع اللجنة سياسة التيسير النقدي، والتي قد تشمل خفض أسعار الفائدة. تهدف إجراءات اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوح إلى إعادة توجيه الاقتصاد نحو تحقيق أهدافها المزدوجة. إلا أن هذه القرارات لا تُتخذ بسهولة، حيث تستند كل خطوة إلى تحليل معمق للبيانات وتوقعات دقيقة للمستقبل الاقتصادي. وتجدر الإشارة إلى أن آثار تغييرات السياسة النقدية، سواء كانت التشديد أو التيسير، قد تستغرق شهورًا، بل وربما سنوات، حتى تتجلى بشكل كامل في الاقتصاد.
منظور المتداول العالمي: لماذا هو مهم
فهم آلية صنع القرار داخل اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة (FOMC) هو أمر مهم للمتداولين، نظرًا لتأثير البالغ لقراراتها على كامل الأسواق المالية العالمية. فتغيرات أسعار الفائدة ينتج عنها تداعياتٍ واسعة النطاق، منها: - أسعار الصرف: ترتبط أسعار الفائدة بعلاقة طردية مع قوة الدولار الأمريكي، إذْ عادةً ما يؤدي رفع أسعار الفائدة إلى ارتفاع قيمة الدولار الأمريكي نتيجةً لسعي المستثمرين إلى عوائد أعلى، بينما يؤدي خفضها إلى انخفاض قيمته. - أسعار الأصول المالية: تُؤثّر السياسة النقدية المُتّبعة على أسعار الأصول المالية. فعلى سبيل المثال، قد تُفضي سياسة نقدية مُشدّدة إلى تقليل السيولة وزيادة تكاليف الاقتراض، مما يُؤدّي غالبًا إلى انخفاض أسعار الأسهم والسلع. وعلى النقيض من ذلك، قد يُؤدّي خفض أسعار الفائدة إلى ارتفاع أسعار الأصول من خلال خفض تكاليف الاقتراض وتحفيز النشاط الاقتصادي. وفي ظلّ سعي بنك الاحتياطي الفيدرالي إلى الموازنة بين التوقعات الاقتصادية والبيانات المُتاحة، وتعديل سياسته النقدية وفقًا لذلك، ينبغي على العالميين أن يظلّوا مُتنبّهين لكلّ إشارة صادرة عن اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة (FOMC). فلا تقتصر أهمية نتائج هذه الاجتماعات على تحديد المسار المُستقبلي للسياسة النقدية فحسب، بل تتعدّاها إلى تحديد مسار معنويات السوق في الأشهر اللاحقة.
توازن دقيق لبنك الاحتياطي الفيدرالي
يسعى الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، من خلال اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوح (FOMC)، إلى تحقيق توازن دقيق بين تعزيز النمو الاقتصادي والتحكم في التضخم. تستند قواعد القرار التي توجه تغييرات أسعار الفائدة إلى الهدف المزدوج للاحتياطي الفيدرالي المتمثل في تحقيق أقصى قدر من التوظيف واستقرار الأسعار. بالنسبة للمتداولين، يُعد فهم الفروق الدقيقة لهذه القرارات - والبيانات الاقتصادية التي تحركها - أمر حيوي للتعامل مع تقلبات السوق واغتنام الفرص. لجنة السوق الفيدرالية المفتوحة (FOMC) محورًا أساسيًا في المشهد المالي العالمي، فمع كل اجتماعٍ لها، تُعيد صياغة توجّهات الأسواق وتُؤثّر على حركة رؤوس الأموال، مما يُشكّل فرصًا وتحدياتٍ للمستثمرين على حدّ سواء. لذا، قرارات ومُخرجات اجتماعاتها هي محور اهتمامٍ بالغ لكلّ من يتابع أو يُشارك في الأسواق المالية حول العالم.
ما المقصود باللجنة الفيدرالية للسوق المفتوح (FOMC)؟
FOMC هي اختصار لـ "Federal Open Market Committee" أي اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوح، وهي الهيئة المسؤولة عن اتخاذ القرارات الحاسمة بشأن السياسة النقدية داخل البنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، بما في ذلك تحديد مستويات أسعار الفائدة و تنظيم عمليات السوق المفتوح.
كيف تؤثر اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوح على التداول؟
تؤثر قرارات اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوح بشكل مباشر على أسعار الفائدة، مما ينعكس على تكاليف الاقتراض، والسيولة، والمناخ العام للسوق. يمكن أن تؤدي التغييرات في أسعار الفائدة إلى تقلبات في أسعار الأصول وأسعار الصرف وسلوك المستثمرين، مما يجعل إعلانات اللجنة أحداثاً ذات أهمية بالغة للمتداولين.
ما هي العملة التي تؤثر عليها اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوح؟
تؤثر قرارات اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوح في المقام الأول على الدولار الأمريكي (USD)، إذ تُحدد أسعار الفائدة في الولايات المتحدة، التي تؤثر على قيمة العملة. و بمأن الدولار الأمريكي العملة الاحتياطية العالمية، فإنّ لتلك القرارات تداعياتٍ عالمية، تؤثر على أسعار صرف العملات الأخرى عبر قنوات التجارة الدولية وتدفقات رؤوس الأموال.
ما هو اجتماع اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوح؟
تعقد اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوح ثماني اجتماعات دورية في السنة. خلال هذا الاجتماع، تُراجع اللجنة الظروف الاقتصادية والمالية وتتخذ قرارات بشأن السياسة النقدية الأمريكية، مثل تعديل أسعار الفائدة أو تنفيذ التيسير الكمي.
ما هو الغرض الرئيسي من اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوح؟
الغرض الرئيسي من اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوح هو إدارة السياسة النقدية الأمريكية، بهدف تحقيق الهدف المزدوج المتمثل في تعزيز أقصى قدر من التوظيف واستقرار الأسعار (انخفاض التضخم) مع السعي أيضًا إلى تحقيق أسعار فائدة معتدلة على المدى الطويل.
ماذا تعني اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوح في التداول؟
في سياق التداول، تشير اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوح (FOMC) إلى قرارات السياسة النقدية التي يتخذها الاحتياطي الفيدرالي، خاصة فيما يتعلق بأسعار الفائدة. يمكن أن تُسبب هذه القرارات تحركات كبيرة في الأسعار في الأسواق المالية، بما في ذلك العملات والأسهم والسندات والسلع. يُراقب المتداولون عن كثب اجتماعاتها بحثًا عن إشارات لتوقع تحركات السوق.
الأفكار الرئيسية
1. مهمة الاحتياطي الفيدرالي: الأهداف الأساسية للاحتياطي الفيدرالي هي تحقيق أقصى قدر من معدلات التوظيف واستقرار الأسعار(التضخم)، مع اعتبار أسعار الفائدة المعتدلة على المدى الطويل هدفًا ثانويًا. 2. هيكل اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوح : تتألف اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة من اثني عشر عضوًا، وهم: أعضاء مجلس محافظي الاحتياطي الفيدرالي السبعة، ورئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في نيويورك بصفته عضوًا دائمًا، وأربعة من رؤساء بنوك الاحتياطي الفيدرالي الإقليمية بالتناوب. ويُناط اتخاذ القرارات المتعلقة بالسياسات النقدية بالأعضاء الذين يحق لهم التصويت فقط. 3. هدف التضخم: تهدف اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوح إلى تحقيق معدل تضخم سنوي قدره 2%، يقاس بمؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي الأساسية (PCE)، كهدف رئيسي للتضخم. 4. مرونة التوظيف: لا تُحدد اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوح هدفًا ثابتًا لمعدلات التوظيف، ولكنها تعتبر عمومًا معدل بطالة بنسبة 4% كمؤشر على أقصى قدر من التوظيف. 5. قرارات أسعار الفائدة: تُعدّل لجنة السوق الفيدرالية المفتوحة أسعار الفائدة استنادًا إلى الانحرافات المُسجّلة عن مستهدفات التضخم والتوظيف، فترفعها في حال تجاوز التضخم المعدل المُحدد أو انخفاض معدل البطالة عن المستوى المطلوب، وتخفضها عندما يكون التضخم دون الهدف المُحدد أو البطالة مرتفعة. 6. التأثير على الأسواق المالية: تؤثر التغييرات في أسعار الفائدة على أسعار الصرف وأسعار الأصول المالية وسيولة في جميع الأسواق المالية العالمية، مما يجعل قرارات مجلس الاحتياطي الفيدرالي بالغة الأهمية بالنسبة للمتداولين في جميع أنحاء العالم. 7. السياسة النقدية القائمة على البيانات: تعتمد اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوح في صياغة قراراتها على مجموعة واسعة من البيانات الاقتصادية والتوقعات المستقبلية، مع مراعاة أن آثارها تستغرق وقتًا لتظهر في مؤشرات الاقتصاد الكلي. 8. تركيز الأسوقا العالمية: تحظى هذه الاجتماعات الدورية بمتابعةٍ دقيقة من قِبل المتداولين، إذ تُؤثّر القرارات المُتخذة فيها على اتجاهات السوق، ويمكن أن تخلق الكثير من فرص التداول و المخاطر أيضا.
مشاركة
مواضيع ذات علاقة
تطبيق Exness Trade
تداول بثقة في أي وقت ومن أي مكان.
التداول ينطوي على مخاطر، والشروط والأحكام نافذة.