هل ستتداول الذهب في الربع 2 من عام 2025؟ XAU يتصدر قائمة أصول الملاذ الآمن

Michael Stark

رئيس المحتوى المالي

إن كنت تعتزم التداول بالذهب في هذا الربع، فإن خبير التداول لدى Exness، مايكل ستارك Michael Stark، يبيّن الأسباب التي تجعل من الربع الثاني لعام 2025 مرحلة مفصلية في مسار الذهب XAU، وينبّه إلى أبرز المؤشرات التي ينبغي على المتداولين متابعتها في الأشهر القادمة.

هل ستتداول الذهب في الربع الثاني من 2025؟ مع الارتفاع القياسي في أسعار الذهب واستمرار حالة الغموض العالمي، يراقب المستثمرون تحرّكات الذهب عن كثب أكثر من أي وقت مضى. في هذا المقال، أستعرض أبرز المحرّكات التي تدفع الذهب إلى الأمام، من السياسة النقدية إلى تحولات الجيوسياسية، وما الذي أتابعه عن قرب خلال الفترة المقبلة.

أهم النقاط المستخلصة

  1. ما الذي يدفع الذهب إلى تسجيل مستويات قياسية في 2025؟ تزايد الغموض الجيوسياسي، وتوجه الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي نحو سياسة نقدية تيسيرية، جعلا الذهب الأصل الأول بين أصول الملاذ الآمن حتى الآن هذا العام.
  2. لماذا مستوى 3000 دولار مهم؟ اختراق الذهب لحاجز المقاومة الرئيسي عند 3000 دولار يمثل تحوّلا فنيا بارزا، قد يفتح المجال أمام استمرار المكاسب أو احتمالية حدوث تراجع قصير الأمد.
  3. هل يمكن أن تدفع تخفيضات الفائدة الأمريكية الذهب إلى مستويات أعلى؟ نعم، مع توقعات خفض أسعار الفائدة في يونيو المقبل، تتراجع العوائد الحقيقية، مما يدعم الزخم الصاعد للذهب.
  4. كيف يؤثر ضعف الدولار الأمريكي على الطلب على الذهب؟ مع تراجع قيمة الدولار الأمريكي، يتزايد توجه المستثمرين العالميين إلى الذهب بوصفه مخزنا للقيمة.
  5. هل على المتداولين الاستعداد لتقلبات خلال الربع 2؟ مع اقتراب أحداث اقتصادية كبرى، بما في ذلك اجتماع اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة (FOMC) في يونيو، قد تشتدّ حدّة التقلبات، مما يخلق فرصا جديدة أمام المتداولين.

العوامل السياسية والنقدية

لم يكن الصعود اللافت للذهب خلال الربع الأول من عام 2025 أمرًا مفاجئًا. فقد لاحظت، بصفتي محللًا، كيف تدفع التوترات التجارية وتزايد الغموض الجيوسياسي المستثمرين إلى اللجوء نحو أصول الملاذ الآمن. لقد أدّت تهديدات الرسوم الجمركية، ولا سيما من الولايات المتحدة، إلى جانب الاضطرابات العالمية، إلى تغيير ملحوظ في شهية المخاطرة. وعندما يتراجع مستوى الثقة، يتحول رأس المال عادة من الأصول ذات المخاطر العالية إلى أدوات حفظ القيمة مثل الذهب.

أما من الناحية النقدية، فقد زادت السياسة التيسيرية التي انتهجها الاحتياطي الفيدرالي من جاذبية الذهب. فقد أعادت عودة خطاب التضخم "العابر" وتوقعات خفض أسعار الفائدة في يونيو الضغط على العوائد الحقيقية إلى الانخفاض، وهو ما يُعدّ تاريخيًا من أبرز المحركات للمعادن الثمينة. ولهذا السبب أراقب الأسواق عن كثب، بحثًا عن فرص تداول الذهب مع استمرار تقاطع الغموض السياسي والسياسات النقدية.

التحليل الفني والمستويات الرئيسية

من الناحية الفنية، شكّل اختراق الذهب الواضح لحاجز 3,000 دولار حدثًا مهمًا. فقد ظل هذا المستوى يمثل سقفًا نفسيًا وفنيًا لفترة طويلة، وما إن تجاوزه الذهب حتى تسارع الزخم الصاعد. بعدها تابعت مستوى الامتداد 161.8% وفق نسب فيبوناتشي، قرب 3,200 دولار، باعتباره هدفًا محتملاً على المدى القصير.

أظهر الذهب تعافيًا قويًا بعد التصحيح الطفيف الذي شهده مطلع شهر أبريل، مع دلائل واضحة على حالة من تشبع الشراء. وبوجه عام، يكون الدخول في السوق عند هذه المستويات المرتفعة أكثر مخاطرة مقارنة بالانتظار إلى حين حدوث تصحيح.

غير أن دلائل التشبع الشرائي بدأت تلوح في الأفق، لذلك، لا أستبعد أن يشهد الذهب فترة من التماسك و التداول الجانبي أو حتى تصحيحًا طفيفًا قبل أن يستأنف صعوده. أنظر حاليًا إلى مستوى 3,000 دولار باعتباره مستوى دعم جديد محتمل. وإذا أخفق هذا المستوى في الصمود، فقد يصبح مستوى 2,950 دولار هو المستوى الفني التالي الذي يسترعي الانتباه الاهتمام. تكتسي هذه المستويات أهمية بالغة لمن يخطط لتداول الذهب على المدى الطويل خلال المرحلة المقبلة، في ظل الظروف الراهنة.

التضخم وسياسة البنوك المركزية

رغم أنّ معدل التضخم في الولايات المتحدة لم يتجاوز 3%، إلا أنّ عوامل عالمية مثل ارتفاع ميزانيات الدفاع وإعادة ترتيب سلاسل الإمداد لا تزال تمارس ضغوطًا على الأسعار. تسير معظم البنوك المركزية بحذر، إذ إنّ النمو الجيد في العديد من الدول الكبرى يقلل من الحاجة الملحّة لخفض أسعار الفائدة.

بحسب أداة CME FedWatch، فقد استقرّت احتمالات خفض الاحتياطي الفيدرالي لسعر الفائدة مرة واحدة على الأقل بحلول اجتماع يونيو عند نحو 65-70% طوال الأسابيع الماضية. ولهذا، ينبغي عدم التداول في الذهب دون الإلمام بالسيناريوهات المتوقعة لأسعار الفائدة خلال الأشهر المقبلة.

هذا الحذر قد يُعزز أسعار الذهب، إذ من المتوقع أن تنخفض أسعار الفائدة الحقيقية عاجلًا أم آجلًا، مما يهيئ بيئة مواتية للمعادن الثمينة، ولا سيّما للمتداولين الذين يعتمدون الذهب ضمن استراتيجياتهم الكلية. أراقب عن كثب لغة الاحتياطي الفيدرالي في الاجتماعات المقبلة، إذ إنّ أبسط التغييرات قد تُحدث أثرًا بالغًا على مسار الذهب على المدى القصير.

الآن، ومع ترجيح تراجع احتمالات بقاء التضخم فوق مستوى 3% خلال عام 2025، بات الاحتياطي الفيدرالي يملك هامشًا أوسع لخفض الفائدة إذا اقتضت الحاجة، مما قد يمنح الذهب دفعة إضافية.

العوامل الدولية: العملات والطلب على أصول الملاذ الآمن

لا تقتصر قوة الذهب على السوق الأمريكية وحدها، بل شهد الطلب العالمي عليه ارتفاعًا ملحوظًا مع تراجع قوة الدولار الأمريكي. وقد تلقى اليورو دعمًا جديدًا، كما استفاد الين الياباني من تدفّق رؤوس الأموال العالمية. هذا التحول في حركة العملات يجعل الذهب خيارًا أكثر جذبًا للمستثمرين الراغبين في حماية قيمة أموالهم بعيدًا عن الأصول المرتبطة بالدولار. وتلعب العوامل الجيوسياسية، لاسيما في أوروبا وآسيا، دورًا مهمًا كذلك. فزيادة الإنفاق العسكري، وتحولات التجارة العالمية، واستمرار حالة عدم اليقين عبر الحدود، كلها عوامل تدفع إلى تصاعد الطلب على أصول الملاذ الآمن. فإذا كنت تتطلع إلى تداول الذهب من منظور الاقتصاد الكلي العالمي، فإن هذه التطورات تكتسي أهمية لا تقل عن أهمية البيانات الاقتصادية المحلية.

توقعات الربع الثاني من عام 2025

عند النظر إلى المستقبل، يبدو أن الربع الثاني من العام سيشهد نشاطًا لافتًا لمتداولي الذهب. وإذا استمرّت الاتجاهات الحالية، فقد نشهد ارتفاعات جديدة تتجاوز مستويات 3,200 دولار أو حتى 3,250 دولار. وإذا جرى تجاوز هذه الحواجز النفسية الطبيعية، فقد يستقطب ذلك مزيدًا من المشترين، خاصةً من المتداولين الذين يركزون على قوة الزخم. غير أنّ السوق قد تتوقف لبرهة لاستيعاب المكاسب الأخيرة. ومع اقتراب اجتماع اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة في شهر يونيو، فإن أي بيانات اقتصادية مفاجئة قد تؤدي إلى تحركات حادة في الأسعار. ومن ثمّ، فإنني أنوي أن أظل مرنًا وجاهزًا للتصرف بسرعة، لاسيما إذا طرأت تحولات في الرؤية الاقتصادية العامة. وبالنسبة إلى من يتداولون الذهب، قد يحمل هذا الربع مزيجًا من فرص الاتجاهات الكبرى وتقلبات المدى القصير.

أفكار ختامية

مع دخول الربع الثاني من عام 2025، يواصل الذهب تصدّره قائمة الأصول الآمنة. فمن سياسات البنوك المركزية إلى تصاعد المخاطر الجيوسياسية، تبقى العوامل الداعمة لقوة الذهب قائمة بقوة. ورغم أن بعض المؤشرات الفنية توحي بإمكانية حدوث فترة استراحة قصيرة، إلا أنني لا أرى حتى الآن دلائل على انعكاس واسع في الاتجاه. إنها مرحلة تستلزم التخطيط الاستراتيجي، لا ردود أفعال عشوائية. فإذا كنت تنوي تداول الذهب، فعليك أن تراقب المستويات المحورية، وتدير مخاطرك بحكمة، ولا تستهين بتأثير تصريحات البنوك المركزية. قد تكون الطريق أمامنا وعرة، غير أن الفرص لمن يستعد جيدًا قد تكون عظيمة.

مشاركة

تداوَل مع وسيط موثوق به اليوم