كيف تكون متداول استراتيجي: الدليل الشامل لاستراتيجيات التداول

Katerina Parpa

صحفية متخصصة في التداول لدى Exness

أتقن فن تداول العقود مقابل الفروقات (CFD) و تعلم كيف تختار وتصمم وتطبق استراتيجيات التداول المناسبة لتعزيز أرباحك و تُحقق أهدافك في الأسواق المالية.

تداول العقود مقابل الفروقات (CFD) في الأسواق المالية من الأنشطة الاستثمارية المربحة، لكنه يتطلب تخطيطاً استراتيجياً دقيقاً وانضباطاً عالياً ومعرفةً واسعة. في هذا الدليل الشامل، نستعرض مجموعة متنوعة من استراتيجيات وأساليب التداول التي يستخدمها المتداولون الناجحون. سواء كنت جديدًا في هذا المجال أو متداولًا متمرسًا، فإن فهم هذه المبادئ وتطبيقها أمر بالغ الأهمية. من المهم أن ندرك أن الخسائر جزء لا يتجزأ من تجربة تداول العقود مقابل الفروقات، خاصة عند تجربة استراتيجية جديدة أو في بداية رحلتك في التداول. مع ذلك، فإنَّ تطبيق استراتيجية مدروسة بعناية يمكن أن يحسِّن أداء التداول ويحميك من ارتكاب الأخطاء والخسائر غير الضرورية. ما يجعل التداول الاستراتيجي جذاباً هو إمكانية اختباره للتأكد من نجاحه بشكل مستمر. بينما التداول العشوائي دون خطة أو استراتيجية، أو بناءً على حالتك المزاجية، غالباً ما يؤدي إلى خسائر، لأنه لا يمكن تكرار أي أرباح تحققها دون المزيد من التجربة والخطأ.

المحتوى

1. فهم استراتيجيات التداول 2. أصناف استراتيجيات التداول 3. انتقاء استراتيجية التداول المناسبة 4. بناء استراتيجية تداول العقود مقابل الفروقات CFD 5. اختبار و تجربة الاستراتيجية 6. وضع خطة تداول 7. تطبيق التداول الاستراتيجي

فهم استراتيجيات التداول

عند تداول العقود مقابل الفروقات في الأسواق المالية، تُعتبر استراتيجيات التداول ركيزةً أساسيةً لتحقيق النجاح في التداول. وتُعرف استراتيجية التداول بأنها خطة شاملة مصممة لتحقيق عوائد مالية من خلال عمليات البيع والشراء الممنهجة للأصول المالية. وتشمل هذه الاستراتيجية مجموعة من القواعد والإرشادات التي تستند إلى التحليل الفني أو الأساسي للتعرف على فرص التداول وإدارة المخاطر بكفاءة. وبالرغم من أن الهدف الرئيسي هو تعظيم العوائد و الأرباح، إلا أن استراتيجية التداول الفعالة تهدف أيضًا إلى تقليل الخسائر من خلال تطبيق أساليب إدارة المخاطر. ويُعد فهم وصياغة استراتيجيات التداول أمراً بالغ الأهمية للمتداولين على اختلاف مستوياتهم، إذ يوفر لهم نهجاً منظماً للتعامل مع تقلبات الأسواق المالية.

على الرغم من وجود تشابه بينهما، إلا أن استراتيجيات التداول تختلف عن أساليب التداول.

ما هي استراتيجية التداول؟

إستراتيجية التداول هي منهجية محددة مسبقًا للتداول تحدد معايير واضحة لدخول الصفقات والخروج منها، وإدارة المخاطر، وتخصيص رأس المال. يمكن أن تعتمد على أساليب تحليلية متنوعة، بما في ذلك المؤشرات الفنية، وأنماط الرسوم البيانية، والعوامل الأساسية. خطة التداول عبارة عن مجموعة قواعد محددة مسبقًا تحدد متى وكيف يتم فتح وإغلاق الصفقات، وكيفية التحكم في المخاطر وتوزيع رأس المال. يمكن أن تستند هذه الخطة إلى مجموعة متنوعة من أدوات التحليل، مثل المؤشرات الفنية، وأنماط الرسوم البيانية، والعوامل الأساسية للسوق. من بين اقوى استراتيجيات التداول الشائعة، هناك تداول الزخم، حيث يستغل المتداولون قوة الاتجاهات المستمرة لتحقيق أرباح. وهناك أيضًا تداول الاتجاه، الذي يعتمد على تتبع مسار السوق العام. تعتبر هذه الاستراتيجيات بمثابة البوصلة التي توجه المتداولين في رحلتهم، حيث تساعدهم على اتخاذ قرارات قائمة على التحليل والمنطق، وتحافظ على تناسق أدائهم في السوق. من خلال الالتزام باستراتيجية تداول محكمة، يمكن للمتداولين تجنب الوقوع في فخ القرارات العاطفية، وزيادة فرصهم في تحقيق أرباح مستمرة على المدى الطويل.

ما هو أسلوب التداول؟

يشير أسلوب التداول إلى المنهجية العامة التي يتبناها المتداول بناءً على الفترة الزمنية المستهدفة، وقدرته على تحمل المخاطر، وتفضيلاته الشخصية. تتباين أساليب التداول بشكل كبير، وتشمل التداول اليومي، والتداول المتأرجح، وتداول المراكز. ينفذ المتداولون اليوميون صفقات متعددة خلال اليوم الواحد، ساعين إلى الاستفادة من تقلبات الأسعار قصيرة الأجل. أما متداولو التأرجح، فيحتفظون بمراكزهم لعدة أيام أو أسابيع، مستهدفين الاستفادة من تحركات الأسعار متوسطة الأجل. في المقابل، يتبنى المستثمرون نظرة طويلة الأجل، حيث يحتفظون بمراكزهم لشهور أو حتى سنوات، معتمدين على التحليل الأساسي واتجاهات السوق الكبرى. يتطلب كل أسلوب تداول مهارات والتزامات مختلفة، وعادة ما يختار المتداول الأسلوب الذي يتناسب مع أسلوب حياته ومستوى تحمله للمخاطر.

التمييز بين استراتيجيات التداول وأساليب التداول

في حين تُحدد أساليب التداول النهج العام والأفق الزمني للمتداول، فإن استراتيجيات التداول هي الأساليب المحددة المستخدمة ضمن هذا الإطار لتحديد الصفقات وتنفيذها. على سبيل المثال، قد يستخدم المتداول اليومي استراتيجية تداول الزخم لاقتناص تحركات الأسعار اليومية. في المقابل، قد يطبق متداول التأرجح استراتيجية تداول الاتجاه للاستفادة من تقلبات السوق على مدى عدة أيام. أما متداول على المدى الطويل أو المستثمر في هذه الحالة، فقد يستخدم استراتيجية تركّز على زيادة القيمة مع الوقت بناءً على التحليل الأساسي. ويتمثل الاختلاف الرئيسي في أن أساليب التداول تمثل المنهجية العامة والالتزام الزمني، بينما استراتيجيات التداول هي التكتيكات والقواعد المحددة المستخدمة لاتخاذ قرارات التداول ضمن النمط المختار. من خلال فهم العلاقة بين أساليب التداول واستراتيجياته، يستطيع المتداولون بناء خطة تداول متكاملة وفعالة، تتناسب مع أهدافهم الشخصية وتوقعاتهم للسوق.

أنواع استراتيجيات التداول

قد تصادف بعض استراتيجيات التداول المعروفة مثل التداول اليومي، والتداول المتأرجح، وتداول الاتجاه، وغيرها.

استراتيجية التداول اليومي

هذه الاستراتيجية، التي يشار إليها أحيانًا بأنها أسلوب تداول، تتضمن شراء الأوراق المالية وبيعها في نفس اليوم بهدف الاستفادة من تحركات السوق اليومية السريعة. غالبًا ما يستخدم المتداولون اليوميون الرافعة المالية لزيادة العائد المحتمل على استثماراتهم، مع العلم أن الرافعة المالية يمكن أن تضاعف المكاسب، و لكن أيضا الخسائر إذا لم تتحرك الأسواق كما هو متوقع.

استراتيجية سكالبينج

سكالبينج أو المضاربة السريعة هي استراتيجية تداول قصيرة الأجل تهدف إلى تحقيق أرباح صغيرة من خلال التقاط تغيرات سعرية طفيفة. غالبًا ما ينفذ المضاربون صفقات متعددة في وقت قصير جدا، تمتد من بضع ثوانٍ إلى بضع دقائق.

استراتيجية التموضع

في هذه الاستراتيجية التي غالبا ما يُشار إليها بالعربية أنها أسلوب استثمار طويل الأجل، يختار بعض المتداولين الاحتفاظ بأصولهم لفترات طويلة، قد تستمر لأسابيع أو شهور، بل وربما سنوات. يعتمد هذا النهج على تحليل دقيق للأساسيات الاقتصادية للشركات، بالإضافة إلى فهم عميق لاتجاهات السوق طويلة الأجل. يتطلب هذا النوع من التداول أو الاستثمار صبرًا كبيرًا وإدراكًا واسعًا لأساسيات السوق.

استراتيجية التداول الخوارزمي

يُعرف أيضًا باسم التداول الآلي أو التداول البرمجي أو التداول بالروبوتات، وهو يعتمد على توظيف البرامج الحاسوبية لإجراء الصفقات بناءً على شروط محددة مسبقًا. يتميز هذا النوع من التداول بقدرته الفائقة على تحليل كميات هائلة من البيانات وتنفيذ الصفقات بسرعة تتجاوز قدرات البشر.

استراتيجية التداول الموسمي

يعمل التداول الموسمي على استغلال الأنماط التاريخية والاتجاهات الموسمية للتنبؤ بحركة السوق في أوقات محددة من السنة. المتداولون الذين يتبعون هذه الاستراتيجية يُحلّلون الأحداث في المناسبات المتكررة، مثل العطلات ومواسم إعلان الأرباح، لتوقع تقلبات الأسعار وتحديد صفقاتهم بناءً على ذلك.

استراتيجية حركة السعر

تعتمد هذه الاستراتيجية على تحليل حركة السعر الفعلية على الرسم البياني، بدلاً من الاعتماد على المؤشرات أو الخوارزميات أو تحليل الأساسيات. يستخدم المتداولون أنماط الشموع اليابانية، ومستويات الدعم والمقاومة، وتشكيلات الرسم البياني الأخرى، لتوقع تحركات الأسعار المستقبلية.

استراتيجية التداول مع الاتجاه

استراتيجية التداول مع الاتجاه ترتكز على تحديد وتتبع الاتجاه العام للسوق، سواء كان صاعدًا أم هابطًا. هدف المتداولون هو تحقيق الربح من التحركات المستمرة في اتجاه واحد في السوق من خلال الدخول في صفقات تتوافق مع الاتجاه السائد و الاحتفاظ بها حتى تظهر إشارات واضحة على انعكاس هذا الاتجاه.

استراتيجية تداول النطاق

تعتمد إستراتيجية التداول ضمن النطاق على استغلال حركة الأسعار في الأسواق التي تتأرجح بين مستويات دعم ومقاومة واضحة. يشتري المتداولون الأصل عندما يقترب سعره من مستوى الدعم، ويبيعونه عندما يقترب من مستوى المقاومة، مستفيدين من الحركة السعرية المتوقعة داخل هذا النطاق.

استراتيجية تداول الاختراق

يهدف تداول الاختراق إلى تحقيق أرباح عند تجاوز السعر مستوى دعم أو مقاومة محددًا. عند تطبيق استراتيجية تداول الاختراق، يبدأ المتداولون صفقاتهم عندما يخترق السعر هذه المستويات بحجم تداول كبير، متوقعين استمرار الحركة في اتجاه الاختراق.

استراتيجية تداول الانعكاس

يهدف تداول الانعكاس إلى تحديد النقاط المحتملة لتغير اتجاه السوق. يبحث المتداولون عن إشارات قد تدل على استنفاد الاتجاه الحالي أو تحركات سعرية مبالغ فيها للدخول في صفقات قد تستفيد من الانعكاس المتوقع.

استراتيجية تداول الفجوة

تعتمد استراتيجية تداول الفجوات السعرية على استغلال الفروق الكبيرة في الأسعار التي تحدث عند افتتاح السوق، سواء كانت أعلى أو أدنى بكثير من سعر الإغلاق السابق. يراقب المتداولون هذه الفجوات السعرية بحثًا عن إشارات تدل على استمرار أو انعكاس الاتجاه الحالي للسوق، ثم يتخذون قراراتهم بالشراء أو البيع بناءً على هذه التحليلات.

استراتيجية تداول الأزواج

استراتيجية تداول الأزواج تعتمد على الاستفادة من علاقة الترابط بين تحركات أسعار زوجين من الأصول المالية. تهدف إلى استغلال الفروق السعرية و الترابط في تحركات أسعارهما. عن طريق شراء الأصل التي يُعتقد أنه مُنخفض القيمة، وبيع الأصل التي يُعتقد أنه مرتفع القيمة، بصرف النظر عن الاتجاه العام للسوق.

استراتيجية تداول المراجحة

استراتيجية المراجحة ( ليس التأرجح) أو الأربيتراج Arbitrage ، تستغل فروق الأسعار في نفس الأصل المالي بين أسواق مختلفة. يشتري المتداولون الأصل بسعر أقل في سوق ما، لبيعه بسعر أعلى في سوق آخر، محققين ربحًا نظريًا خاليًا من المخاطر من فرق السعر.

استراتيجية تداول الزخم

يهدف تداول الزخم إلى الاستفادة من قوة تحرك السعر في السوق في اتجاه محدد. يقتنص المتداولون الفرص عندما يلاحظون تحركًا قويًا للسعر في اتجاه معين، ويستغلون هذا الزخم إلى أقصى حد، حتى تلوح بوادر إشارات تدل على انعكاس محتمل أو ضعف في هذا الاتجاه.

استراتيجية تداول الأخبار

تركز استراتيجية تداول الأخبار على الأحداث الاقتصادية والسياسية الهامة. يعتمد متداولو الأخبار على البيانات الأساسية لاتخاذ قرارات تداول سريعة تستبق التحركات الكبيرة في الأسعار، مثل تلك التي تسببها تقارير الأرباح أو المؤشرات الاقتصادية أو الأحداث الجيوسياسية.

استراتيجية التداول في نهاية اليوم

يتمحور تداول نهاية اليوم حول فتح الصفقات في الدقائق الأخيرة قبل إغلاق السوق. يراقب المتداولون عن كثب تحركات الأسعار والأوضاع العامة للسوق طوال اليوم، ويستخدمون هذه المعلومات لاتخاذ قرارات بشأن الصفقات التي ستبقى مفتوحة حتى اليوم التالي، بهدف تحقيق أرباح من التغيرات المتوقعة في الأسعار في الجلسة القادمة.

كيفية اختيار استراتيجية التداول

رحلة التداول الناجحة تبدأ باختيار الإستراتيجية المناسبة، والتي يجب أن تكون انعكاسًا لأهدافك الشخصية، ومستوى تحملك للمخاطر، ونمط حياتك. ابدأ بتحديد أهدافك المالية والوقت الذي يمكنك تخصيصه للتداول. هل أنت مستعد للمخاطرة؟ بعض الإستراتيجيات، مثل السكالبينج والتداول اليومي، تنطوي على مخاطر عالية ولكنها قد تقدم عوائد سريعة. في المقابل، تتطلب استراتيجيات أخرى، مثل تداول الطويل الأجل، الصبر والتفكير على المدى الطويل. قيّم معرفتك بالسوق ومهاراتك التحليلية، فبعض الإستراتيجيات تتطلب فهمًا عميقًا للسوق وقدرة على اتخاذ قرارات سريعة. عليك أيضًا أن تأخذ في الاعتبار الأصول والأدوات المالية التي تتداولها، حيث أن بعض الإستراتيجيات قد تكون أكثر فعالية في أسواق معينة. لا تخف من تجربة استراتيجيات مختلفة من خلال التداول على الحساب التجريبي أو باستخدام حساب افتراضي لتحديد ما يناسب شخصيتك ونقاط قوتك. كن مستعدًا دائمًا للتكيف وتطوير نهجك مع اكتساب المزيد من الخبرة. تذكر، لا توجد إستراتيجية تداول واحدة تضمن النجاح، ولا توجد استراتيجية مضمونة للربح. أفضل الإستراتيجيات هي تلك التي تتوافق مع أسلوب تداولك ومستوى تحملك للمخاطر. مارس وأتقن استراتيجياتك وكن مرنًا للتكيف مع ظروف السوق المتغيرة. حتى مع كل هذا، لا يمكن التنبؤ بحركة الأسواق المالية بشكل مطلق. لذلك، فإن مراقبة صفقاتك وتطبيق تقنيات إدارة المخاطر المناسبة أمر بالغ الأهمية.

باتباع هذه الخطوات، سترتفع فرصك باختيار استراتيجية التداول الأمثل التي تناسب أسلوبك.

التداول ليس مقامرة

قبل الخوض في تفاصيل بناء إستراتيجية، يجب التأكيد على أن التداول ليس مُقامرة أو لعبة حظ. فالمقامرة و المرُاهنة تعتمد على الصدفة، ولا يمكن التخطيط لها بشكل منهجي. في المقابل، التداول أقرب إلى الاستثمار. يتطلب تخصيص ميزانية وزمن محددين، وقد يكون ممتعًا، لكنه ليس تسلية. يمكن تحقيق أرباح مستمرة على المدى الطويل من خلال التداول المدروس والإستراتيجي. لو لم يكن هذا صحيحًا، لما سمعنا عن قصص نجاح المتداولين في مختلف أسواق المال. مع ذلك، يجب التنويه إلى أن الكثيرين من المتداولين يخسرون أموالهم أيضًا. أحد العوامل الرئيسية التي تحدد النجاح أو الفشل هو العقلية. التعامل مع التداول كأنه مقامرة سيؤدي حتمًا إلى خسائر فادحة.

تصميم إستراتيجية التداول في العقود مقابل الفروقات CFD

تتميز كل إستراتيجية تداول بمجموعة محددة من القواعد والمعايير، و التي تتنوع في حجمها وتركيبها تبعًا للإستراتيجية المتبعة. قد ترتبط هذه القواعد بتوقيت الدخول والخروج من السوق، والأدوات المالية المختارة للتداول، وحجم رأس المال المستثمر، ومجموعة واسعة من الجوانب الأخرى. تكمن أهمية وجود قواعد واضحة لكل إستراتيجية في أنها ترشد المتداولين نحو اتخاذ قرارات مدروسة في مختلف الظروف، وتساعدهم على تفادي القرارات العاطفية.

بغض النظر عن نوع إستراتيجية التداول التي تختارها، سواء كانت تداول المتأرجح أو التداول اليومي أو الاستثمار طويل الأجل أو التداول مع الاتجاه أو غيرها فإن أسلوب التداول والاستراتيجية التي تتبعها يجب أن تتضمن هذه العناصر الأساسية الأربعة.

العناصر الرئيسية لإستراتيجية التداول

  • إدارة المخاطر: هي عملية تحديد وتقييم ومراقبة المخاطر في صفقات التداول، بهدف تقليل احتمالية الخسائر المالية. التداول نشاط محفوف بالمخاطر خسارة الأموال، لذا فإن إدارتها بفعالية أمر أساسي لتحقيق النجاح في هذا المجال. يتضمن ذلك تحديد نقاط الخروج من الصفقات، وتحديد أوامر إيقاف الخسارة، وإدارة أحجام الصفقات، وتنويع المحافظ الاستثمارية.
  • التحليل الفني: يعتمد على تحليل البيانات الإحصائية الناتجة عن نشاط التداول، مثل حركة السعر والحجم. يستخدم المتداولون مؤشرات فنية متنوعة، مثل المتوسطات المتحركة ومؤشر القوة النسبية (RSI) و البولينجر باند، لاتخاذ قرارات تداول مدروسة.
  • التحليل الأساسي: يعتمد على فحص شامل لقيمة الأصل الحقيقية عبر دراسة العوامل المالية والاقتصادية، بالإضافة إلى العوامل النوعية والكمية الأخرى المرتبطة به. يولي المستثمرون اهتمامًا كبيرًا بتحليل أرباح الشركة وإيراداتها، بالإضافة إلى توقعات النمو المستقبلية وظروف القطاع الذي تنتمي إليه.
  • معنويات السوق: فهم و تحديد معنويات السوق هو أحد العوامل الأساسية التي تساعد المتداولين على توقع تحركات الأسعار. وتأتي أدوات مثل مؤشر التقلب (VIX) واستطلاعات الرأي للمستثمرين كمرايا تعكس نبض السوق وتوجهاته، والتي بدورها تلعب دوراً
  • محورياً في تشكيل حركات الأسعار وتقلباتها.

وضع قواعد إستراتيجية التداول

ينبغي أن تكون قواعد استراتيجية التداول واضحة ومحددة قدر الإمكان، بحيث لا تحتمل تفسيرات متعددة. ذلك لأن القواعد المبهمة تفتح الباب أمام التأثر بالعواطف، مما قد يؤدي إلى اتخاذ قرارات غير مدروسة. لذا، يفضل اختيار نظام تداول استراتيجي يعتمد على أسس واضحة ويقلل من الاعتماد على التخمين ويمنعك من إجراء صفقات عشوائية. في بداية رحلتك في عالم التداول، من الضروري التركيز على البساطة. تجنب استخدام عدد كبير من القواعد أو المفاهيم المعقدة، فالاستراتيجيات المعقدة غالبًا ما تكون عرضة للأخطاء. ابدأ باستراتيجية بسيطة واختبرها جيدًا، وإذا أثبتت فعاليتها، يمكنك تطويرها تدريجيًا بإضافة قواعد جديدة أو تعديل القواعد الحالية، أو حتى استخدام أدوات تداول أكثر تقدمًا مع اكتسابك المزيد من المعرفة والخبرة في هذا المجال.

القواعد الأساسية الست للتداول الإستراتيجي

ابدأ رحلتك في عالم التداول باستراتيجية واضحة المعالم، سهلة التطبيق، ومفهومة للجميع. فالقواعد الست التالية، التي اعتمدها العديد من المتداولين، تمثل نموذجًا لذلك.

ست قواعد بسيطة يجب اتباعها لبناء استراتيجية تداول فعالة ومربحة

القاعدة 1: اتبع الاتجاه العام للسعر، مع الاستعانة بالرسوم البيانية للإطارات الزمنية اليومية والأربع ساعات لتحليل أوضاع السوق. القاعدة 2: حافظ على نسبة مخاطرة إلى عائد لا تقل عن 1:2، مع تحديد مستويات إيقاف الخسارة وجني الأرباح بناءً على مستويات الدعم والمقاومة بدلاً من نقاط عشوائية. القاعدة 3: افتح وأغلق الصفقات خلال ساعات ذروة التداول فقط. القاعدة 4: اشترِ فقط عندما تكون المقاومة بعيدة، وبع فقط عندما يكون الدعم بعيدًا. القاعدة 5: تداول عندما تكون إحدى العملات أضعف أو أقوى بشكل واضح، مثل شراء اليورو مقابل الدولار الأمريكي فقط إذا كان اليورو مقابل الجنيه الإسترليني واليورو مقابل الين الياباني في ارتفاع أيضًا. القاعدة 6: تدرب على حساب تجريبي لعدة أشهر لاختبار مختلف ظروف السوق، قبل التداول بأموال حقيقية، وابدأ باستخدام اللوتات الصغيرة (0.01 لوت). هذه القواعد الست، على الرغم من بساطتها، تشكل أساسًا متينًا للتداول الاستراتيجي. بالطبع لا تضمن هذه القواعد الربح، فالسوق بطبيعته متقلب وغير متوقع. ومع ذلك، فهي تقدم منهجية منظمة ترفع من فرص تحقيق النجاح. في معظم الحالات، يمكن تحديد قواعد واضحة لمعالجة نقاط الضعف المحتملة. على سبيل المثال، إذا كان المتداول يميل إلى الشراء في ذروة الارتفاع والبيع في قاع الانخفاض، يمكنه وضع قاعدة مفادها "استخدم دائمًا أمر حد للشراء أو البيع بفارق x نقاط عن أحدث قمة أو قاع، وتجنب أوامر السوق تمامًا". من خلال الالتزام بهذه القاعدة، يمكن للمتداول تجنب تكرار نفس الأخطاء السابقة.

اختبار والتدرب على استراتيجية التداول

لا تغامر بأموالك الحقيقية في أي استراتيجية تداول قبل أن تثبت جدارتها. يجب أن تخضع أي استراتيجية جديدة لاختبار صارم في حساب تجريبي لعدة أسابيع على الأقل، وتحت ظروف سوقية مختلفة. إذا واجهت خسائر متكررة في الحساب التجريبي، فهذا دليل على وجود خلل في الاستراتيجية. لا تتردد في تعديل أجزاء منها وإعادة اختبارها. من الطبيعي أن يواجه المتداولون بعض النكسات الأولية في الحساب التجريبي أثناء تطوير استراتيجياتهم. استمر في عملية الاختبار والتعديل حتى تحقق النتائج المرجوة. عندما تحقق استراتيجية التداول أرباحًا ثابتة في الحساب التجريبي، عندها يمكنك التفكير في تطبيقها في حساب حقيقي بأموال حقيقية.

قواعد التدرّب

لاختبار وتطبيق افضل استراتيجيات التداول في رحلتك نحو صقل مهارات التداول وتحقيق الأرباح، تذكر أن التحليل الدقيق والتخطيط المسبق هما مفتاحا النجاح. لا يتطلب الأمر بالضرورة استخدام حساب تداول حقيقي للتدرب، ولكن يمكن أن يكون الرجوع إلى سجّل حسابك التجريبي مفيدًا جدا. 1. قيّم الصفقات الخاسرة أثناء التدريب. هل كان هناك أي إجراء مختلف يمكنك اتخاذه لتجنب تلك الخسائر الكبيرة أو حتى الصغيرة؟ 2. بناءً على تحليلك، حاول صياغة قاعدة أو مجموعة من القواعد التي تساعدك على تجنب تكرار الأخطاء التي ارتكبتها في الماضي. 3. على سبيل المثال، إذا تكبدت خسارة كبيرة بسبب صفقة بدون أمر إيقاف الخسارة، يمكنك إضافة قاعدة "عدم التداول أبدًا بدون أمر إيقاف الخسارة أو أمر جني الأرباح". 4. إذا كنت تميل إلى الإفراط في التداول، يمكنك إضافة قاعدة "عدم فتح صفقات جديدة عندما يكون مستوى الهامش المُتاح أقل من 200%". 5. يجب أن تتذكر أن الخسائر جزء لا يتجزأ من التداول. لا يمكنك تحقيق الربح في كل صفقة، ولكن يمكنك تقليل الصفقات الخاسرة والحد من احتمالية تكرارها.

هذه النصائح و القواعد، يمكنك أن تساعدك في بناء أساس متين للتداول بثقة وتجنب الأخطاء المُكلّفة.

عند تجربة أي استراتيجية تداول، يجب أن نضع في اعتبارنا ثلاثة مبادئ رئيسية: 1. لا توجد استراتيجية تحقق الكمال المطلق، كل استراتيجية لها نقاط قوة وضعف. 2. العامل النفسي يلعب دورًا كبيرًا، لا تستهن بتأثيره على نجاح أو فشل استراتيجيتك. 3. الاختبار الواقعي هو المفتاح، تأكد أن ظروف الاختبار تعكس الواقع قدر الإمكان. لا توجد استراتيجية مثالية

في عالم الاستثمار و التداول في أسواق المال، لا توجد استراتيجية مضمونة تمامًا، بما في ذلك افضل استراتيجيات التداول التي تعتمد على التحليل الفني. قد لا تحقق كل صفقة ربحًا، وهذا أمر طبيعي. الهدف الأسمى ليس تحقيق الربح في كل مرة، بل ضمان أن تتجاوز المكاسب الخسائر على المدى الطويل. قد يتخلى بعض المتداولين عن استراتيجية معينة بعد سلسلة من الخسائر الصغيرة، غير مدركين أن التقلبات قصيرة الأجل هي جزء طبيعي من السوق. يجب تقييم أي استراتيجية تداول بمنظور طويل الأجل، حيث قد يستغرق الأمر أسابيع أو حتى أشهر لتحديد فعاليتها الحقيقية. الصبر والانضباط هما مفتاح النجاح في عالم الاستثمار المتقلب.

لا تنسى نفسية التداول

لا تقتصر عملية التداول الناجحة على تحليل الفرص فحسب، بل تتعداها إلى استيعاب الأبعاد النفسية المصاحبة لكل قرار. صحيح أن التحليل الفني للأدوات المالية قد يساعد في توقع تحركات الأسعار، لكن تحديد الصفقات المربحة يتطلب أكثر من ذلك. تختلف المشاعر المصاحبة للتداول التجريبي اختلافًا جوهريًا عن تلك التي تنشأ عند التعامل بأموال حقيقية. فبينما قد لا تترك الخسائر التجريبية أثرًا يذكر، إلا أن الخسائر المالية الحقيقية قد تؤدي إلى اضطرابات نفسية عميقة. يغفل العديد من المتداولين الجدد عن أهمية إدارة العواطف، خاصة عندما يتسبب أدنى تغيير في الأسعار بردود أفعال مبالغ فيها. أما المتداول الناجح، فيدرك أهمية وضع استراتيجية واضحة لنقاط الدخول والخروج، كوسيلة لمواجهة تقلبات السوق. لا تقل أهمية إتقان الجوانب النفسية للتداول عن أي استراتيجية أخرى، بل قد تتفوق عليها. إن الانضباط في اتباع الاستراتيجية، خاصة في أوقات تقلبات السوق، هو حجر الأساس في بناء مسيرة تداول ناجحة ومستدامة.

سواء اخترت استراتيجية تداول المراكز أو التداول المتأرجح أو أي استراتيجية أخرى، فإن هذه القواعد لإدارة نفسية التداول تنطبق على جميع أنواع استراتيجيات التداول.

يجب أن يكون الاختبار واقعيًا

اختبار استراتيجيات التداول في حساب تجريبي خطوة أساسية قبل التداول الفعلي في الأسواق الحقيقية. ويجب التعامل معه بجدية تامة كما لو كان حسابًا حقيقيًا لفهم ديناميكيات التداول، وتحديد فرص التداول الفعلية. يجب أن تعكس بيئة التداول التجريبي ظروف التداول الحقيقي بدقة، بما في ذلك رأس المال المتاح والرافعة المالية المستخدمة. على سبيل المثال، إذا كان لديك 200 يورو للتداول الحقيقي وترغب في استخدام رافعة مالية 1:30، فيجب عليك محاكاة هذه الشروط في حسابك التجريبي. يقع العديد من المتداولين الجدد في فخ تمويل حساباتهم التجريبية بمبالغ كبيرة وغير واقعية، وغالبًا ما يستخدمون رافعة مالية عالية جدا. هذا يؤدي إلى سوء تقدير المخاطر ويجعل من الصعب تحديد تحركات الأسعار المهمة وأنماط الرسم البياني من خلال التحليل الفني. مثل هذا الاختبار غير الواقعي لا يُهيئك لتطبيق أي استراتيجية تداول معروفة بأموالك الحقيقية. يجب أن يكون التداول التجريبي انعكاسًا دقيقًا لما ستفعله بأموالك الحقيقية. إذا لم يكن الأمر كذلك، فقد يؤدي ذلك إلى عادات خاطئة وثقة زائفة. الهدف هو محاكاة ظروف التداول الحقيقية قدر الإمكان لضمان استعدادك للتداول الفعلي عندما يحين الوقت.

وضع خطة تداول

بغض النظر عن أسلوب التداول الذي تتبعه، سواء كان التداول اليومي أو التداول على المدى الطويل، فإن تحويل استراتيجياتك المختارة إلى خطة تداول متكاملة هو حجر الزاوية في مسيرتك نحو التداول الاستراتيجي. تعتبر خطة التداول بمثابة البوصلة التي توجهك لاتخاذ قرارات تداول صحيحة.

ماذا ينبغي أن تتضمن خطة التداول؟

يجب أن تتضمن خطة التداول الخاصة بك العناصر التالية:

  • أهداف التداول: حدد أهدافك المالية، ومستوى تحمل المخاطر، والإطار الزمني للاستثمار.
  • اختيار السوق: حدد الأسواق التي ستتداول فيها، مثل الأسهم أو الفوركس أو السلع أو العملات الرقمية المشفرة.
  • معايير الدخول والخروج: حدد الشروط التي بموجبها ستدخل في الصفقات وتخرج منها. قد يشمل ذلك المؤشرات الفنية وأنماط الرسوم البيانية والعوامل الأساسية.
  • قواعد إدارة المخاطر: حدد مقدار رأس المال الذي ترغب في المخاطرة به في كل صفقة، والحد الأقصى للخسارة اليومية، واستراتيجية شاملة إدارة المخاطر.
  • تقييم الأداء: راجع صفقاتك بانتظام لتقييم ما يصلح وما لا يصلح لتحديد نقاط القوة والضعف، و عدّل استراتيجيتك بناءً على ذلك.

ابدأ في تطبيق التداول الاستراتيجي

    إن تطبيق استراتيجيتك المختبرة يمثل تحديًا حقيقيًا، فامتلاك استراتيجية مثالية لا يعني شيئًا دون التزام صارم بتطبيقها. من الضروري الالتزام بقواعد التداول التي وضعتها، خاصة في الاستراتيجيات قصيرة الأجل، حيث لا مجال للتهاون. جانب آخر مهم، و هو التأكد من أن استراتيجيتك تتماشى مع الواقع النفسي للتداول الفعلي، والذي غالبًا ما يختلف عن التداول في الحساب التجريبي. إذا كانت استراتيجيتك ناجحة في التداول التجريبي ولكن تنفيذها في السوق الحقيقي أصعب، فقد يتوجب عليك تعديلها. قد يستغرق الأمر أيضًا بعض الوقت لتطوير شخصية وأسلوب تداول واضحين، فبعض المتداولين بطبيعتهم أكثر تحفظًا أو جرأة من غيرهم، ولذا يجب أن تستغل استراتيجيتك نقاط قوتك وتقلل من نقاط ضعفك. قد تجد بعض المنصات التداول معقدة كثيرا، وقد تفضل في البداية استخدام منصة تداول أبسط أو تطبيق تداول عبر الهاتف الذكي. باختصار، ابدأ باستراتيجية بسيطة وقواعد واضحة ومنصة سهلة الاستخدام. اختبر مهاراتك واستراتيجيتك على حساب تجريبي أولاً، ومع اكتسابك للخبرة، ، يمكنك تجربة تقنيات أو أنظمة متقدمة تدريجيًا. تذكر أن التعلم من الآخرين مفيد دائمًا، لذا فكر في متابعة خبراء التداول أو مٌعلّمين، مثل فريق Exness Pro، لتجنب الأخطاء الشائعة وتسريع رحلة نجاحك في التداول.
مشاركة

تداوَل مع وسيط موثوق به اليوم