ما هي الرافعة المالية والهامش في التداول، وكيفية استخدامهما

Katerina Parpa
صحفية متخصصة في التداول لدى Exness
هل تساءلت يومًا عن كيفية تمكن المتداولين من تحقيق أرباح كبيرة رغم امتلاكهم للقليل فقط من الأموال؟ السر يكمن في استخدام الرافعة المالية والهامش، وهما أداتان تمنحان المتداولين فرص أكبر في الأسواق المالية، لكنهما تنطويان أيضًا على مخاطر أكبر تستدعي الحذر والإدارة الواعية. اكتشف كيفية عمل هذه الأدوات وكيفية استخدامها بحكمة لتعزيز فرصك في التداول.
التداول في الأسواق المالية تجربة محفوفة بالإثارة والتحديات، إذ يتيح فرص لتحقيق الأرباح و تنمية رأس المال. وللتمكن من خوض هذا المجال بفعالية، ينبغي إتقان بعض المفاهيم الأساسية، ومن أبرزها الرافعة المالية والهامش. هاتان الأداتان محوريتان في التداول الحديث، إذ تساعدان في زيادة الانكشاف على السوق وتعظيم العوائد المحتملة. غير أن هذه الميزة ترافقها زيادة في المخاطر، ما يجعل الفهم العميق لهذين المفهومين ضروريًا لكل من المبتدئين والمحترفين على حد سواء.
في هذا المقال، نسلّط الضوء على مفهوم الرافعة المالية والهامش في التداول، فنستعرض تعريفهما وآلية عملهما، ونبرز المنافع والمخاطر الناجمة عن استخدامهما. وباستيعاب هذه الأسس، يتمكّن المتداولون من اتخاذ قراراتٍ واعية وإدارة المخاطر بفعالية، واستغلال هذه الأدوات لتعزيز استراتيجياتهم في التداول.
المحتوى
- ما هو الهامش في التداول؟
- ما هي الرافعة المالية في التداول؟
- فوائد ومخاطر استخدام الرافعة المالية
- الفروقات الرئيسية بين الهامش والرافعة المالية
- نصائح للتداول الناجح باستخدام الهامش والرافعة المالية
- أفكار ختامية
ما هو الهامش (المارجن)Margin في التداول؟
الهامش في التداول و يسمى أيضا المارجن Margin يشير إلى المبلغ الذي يجب على المتداول إيداعه لدى شركة الوساطة المالية كضمان لتغطية مخاطر الائتمان الناتجة عن اقتراض الأموال لتداول الأصول المالية. ببساطة، يمثل الهامش وسيلة أمان لشركة الوساطة، تضمن امتلاك المستثمر لرصيد كافٍ لتغطية أي خسائر محتملة.
حساب الهامش هو نوع خاص من الحسابات لدى شركة الوساطة المالية، يُتيح للمستثمرين اقتراض الأموال من شركة الوساطة لشراء أوراق مالية بقيمة تفوق رأس المال الذي يمتلكونه بالفعل. ويكون هذا القرض مضمونًا برصيد الحساب أو الأصول الموجودة مسبقًا لدى المتداول، مما يُشكل الأساس لمفهوم التداول بالهامش.
كيف يعمل الهامش؟
يعتمد التداول بالهامش على اقتراض الأموال من شركة الوساطة لزيادة القدرة الشرائية للمتداول. ويمكن تفصيل العملية في الخطوات التالية:
- فتح حساب التداول بالهامش: يجب على المستثمر فتح حساب الهامش، وهو حساب منفصل عن حساب التداول العادي لدى شركة الوساطة، حيث يُسمح فيه بالاقتراض مقابل الأصول المحتفظ بها كضمان.
- إيداع الأموال أو الأصول المالية: يشترط إيداع حد أدنى يُعرف باسم "الهامش الأدنى" لفتح الحساب.
- اقتراض الأموال لشراء الأصول: بعد الإيداع الأولي، يمكن للمستثمر اقتراض نسبة من قيمة الأصول المالية التي يرغب في شرائها، والتي تصل عادة إلى 50% من سعر الشراء.
- دفع الفائدة على المبلغ المقترض: تفرض شركة الوساطة فائدة على المبلغ المقترض، والتي تستمر في التراكم إلى أن يسدد المستثمر القرض.
- سداد القرض: عند بيع الأصول، تُستخدم العائدات في المقام الأول لسداد الأموال المقترضة، ويُعاد الرصيد المتبقي إلى المستثمر.
مثال: لنفترض أن مستثمرًا لديه 5,000 دولار في حساب الهامش ويريد شراء أسهم بقيمة 10,000 دولار. باستخدام الهامش، يمكنه اقتراض 5,000 دولار من شركة الوساطة المالية مع استخدام جزء من رصيده كضمان. إذا ارتفع سعر السهم، يحقق المستثمر أرباحًا بناءً على القيمة الإجمالية 10,000 دولار، وليس فقط على رأس ماله. أما إذا انخفض السعر بشكل كبير، فإن الخسائر تكون مضاعفة، ما قد يؤدي إلى خسارة جزء كبير من حقوق الملكية أو حتى التعرض لما يُعرف بـ نداء الهامش.
عناصر رئيسية في التداول بالهامش
1. الحد الأدنى للهامش
هو الحد الأدنى من الإيداع المطلوب لفتح حساب الهامش والذي تحدده معظم شركات الوساطة عند 2000 دولار، رغم أن بعض الشركات قد تفرض متطلبات أعلى. ويشكل هذا الهامش الأساس للبدء في التداول بالهامش.
2. الهامش الأولي
هو النسبة التي يجب على المستثمر دفعها من ماله الخاص عند شراء الأصول.على سبيل المثال، إذا اشترطت شركة الوساطة المالية هامشًا أوليًا بنسبة 50%، فيجب على المستثمر تمويل 50% من قيمة الصفقة من أمواله الخاصة.
3. هامش الصيانة ونداء الهامش (المارجن كول)
هامش الصيانة هو الحد الأدنى من رصيد الحساب الذي يجب على المستثمر الاحتفاظ به في حسابه. إذا انخفضت قيمة الرصيد إلى ما دون هذا الحد بسبب تراجع قيمة الأصول، تُصدر شركة الوساطة ما يُعرَف بـ"نداء الهامش أو المارجن كول"، الذي يجبر المستثمر على إيداع أموال إضافية أو بيع جزء من أصوله لاستعادة مستوى الهامش المطلوب. في حال لم يستجب المستثمر لهذا النداء، يحق لشركة الوساطة تصفية بعض أو كل صفقاته دون سابق إنذار.
مزايا وعيوب التداول بالهامش
1. المزايا
- تعزيز القوة الشرائية: الهامش يُمكّن المستثمرين من التحكم في مراكز و صفقات مالية أكبر، مما يضاعف تعرضهم للسوق من دون الحاجة إلى رأسمال كبير.
- إمكانية تحقيق أرباح أكبر: الأرباح تُحسب بناءً على إجمالي قيمة الصفقة، وليس فقط على المبلغ الذي استثمره المتداول، مما قد يؤدي إلى عائدات أكثر.
2. العيوب
- تعاظم الخسائر: تمامًا كما يُضاعف الهامش الأرباح، فإنه يُمكن أن يُضاعف الخسائر، وقد تتجاوز الخسارة أحيانًا حجم رأس المال الأولي للمستثمر ، مما يشكل مخاطر مالية كبيرة.
- نداء الهامش: أي انخفاض مفاجئ في قيمة الأصول قد يؤدي إلى تفعيل نداء هامش(المارجن كول)، الذي يُجبر المستثمر على إيداع مزيد من الأموال أو بيع أصوله.
- تكاليف الفائدة: المبالغ المقترضة تخضع للفوائد المتراكمة، مما يزيد من التكلفة الإجمالية للتداول ويقلل من العائدات في حال لم تحقق الاستثمارات الأداء المطلوب.
أمثلة وتطبيقات على التداول بالهامش
أمثلة واقعية لسيناريوهات التداول بالهامش
- التداول في سوق الأسهم: إذا كان لدى المتداول رصيد 5,000 دولار، فيمكنه استخدام الهامش لشراء أسهم بقيمة 10,000 دولار. إذا ارتفعت قيمة الأسهم بنسبة 10%، يكسب المتداول 1,000 دولار، أي ما يعادل 20% من رأس المال في الحساب. أما في حال انخفضت الأسعار بنسبة 10%، فسوف يخسر 1,000 دولار، وهو ما يُمثل 20% من رأسماله، ما يوضح مدى مخاطر التداول بالهامش.
- التداول في سوق العملات الرقمية: تسمح بعض منصات التداول باستخدام الهامش في تداول العملات الرقمية مثل البيتكوين، لكن التقلبات الحادة في هذا السوق تجعل التداول بالهامش أخطر من الأسواق المالية الأخرى. استخدام الهامش في أصول مالية مختلفة
- الأسهم وصناديق الاستثمار المتداولة في البورصة (ETFs): يسمح الهامش للمستثمرين بزيادة حجم مراكزهم في الأسهم والصناديق الاستثمارية لتحقيق أقصى قدر من المكاسب المحتملة.
- تداول الفوركس: غالبًا ما يُتاح للمتداولين في سوق الفوركس نسب رافعة مالية مرتفعة، مما يجعل التداول بالهامش خيارًا شائعًا بين متداولي العملات.
- تداول السلع: يمكن للمستثمرين استخدام الهامش في تداول السلع مثل الذهب والنفط، للاستفادة من تقلبات الأسعار بمبالغ استثمارية أقل.
ما هو الرافعة المالية في التداول؟
الرافعة المالية في التداول هي وسيلة تمكن المتداولين من مضاعفة حجم استثماراتهم في الأسواق المالية باستخدام أموال مقترضة. هذه الآلية تمنحهم القدرة على التحكم في مراكز و صفقات تداول أكبر من رأس المال الذي يمتلكونه فعليًا، مما يضخم فرص الأرباح المحتملة وكذلك الخسائر.
في التداول بدون الرافعة المالية، يلتزم المتداول بكامل قيمة الصفقة من أمواله الخاصة. فعلى سبيل المثال، إذا أراد شراء أسهم بقيمة 1,000 دولار، فعليه دفع هذا المبلغ بالكامل مقدمًا. أما عند استخدام الرافعة المالية، فيمكن للمتداول التحكم في نفس صفقة التداول بقيمة 1,000 دولار، ولكن بدفع مبلغ أقل بكثير من رأس ماله الخاص، والذي يُعرف باسم الهامش. وعلى الرغم من أن الرافعة المالية تزيد من إمكانات الربح، إلا أنها تضاعف أيضًا المخاطر، مما يجعلها سلاحًا ذا حدين.
كيفية عمل الرافعة المالية
نسبة الرافعة المالية: التعرض مقابل الهامش
نسبة الرافعة المالية تشير إلى مقدار التعرض في السوق مقارنةً بالهامش المُستَخدَم. فعلى سبيل المثال، إذا كانت نسبة الرافعة 10:1، فهذا يعني أن المتداول يتحكم في مركز يساوي 10 أضعاف قيمة الهامش. فإذا استخدم المتداول هامشًا قدره 1,000 دولار، فإن حجم تعرضه الكلي (قيمة الصفقة) في السوق سيبلغ 10,000 دولار.
مثال: مقارنة بين نتائج التداول بالرافعة المالية وبدونها
لنفترض أن مستثمر يريد تداول سهم بسعر 100 دولار لكل سهم:
- - التداول بدون رافعة مالية: يشتري المستثمر 10 أسهم، أن يتوجب عليه دفع 1,000 دولار مقدما. إذا ارتفع سعر السهم إلى 110 دولار، فإنه يحقق ربح قدره 100 دولار (10% ربح). أما إذا انخفض السعر إلى 90 دولار، فسيخسر 100 دولار (10% خسارة).
- - التداول بالرافعة المالية: باستخدام رافعة مالية بنسبة 10:1، فإنه سيحتاج فقط إلى 100 دولار كهامش لفتح نفس الصفقة البالغة قيمتها 1,000 دولار. في حال ارتفع سعر السهم إلى 110 دولار، فسيحقق نفس الربح البالغ 100 دولار، لكن نسبة العائد على الهامش ستكون 100% بدلًا من 10%. في المقابل، إذا انخفض السعر إلى 90 دولار، فسيخسر 100 دولار، أي كامل الهامش المستخدم.
أنواع المنتجات المالية التي تستخدم الرافعة المالية
عقود الفروقات (CFDs)
عقود الفروقات (CFDs) من بين أكثر الأدوات المالية استخدامًا في التداول بالرافعة المالية. وهي عبارة عن اتفاق بين المتداول ومزود الخدمة لتبادل الفارق في سعر الأصل بين وقت فتح العقد وإغلاقه. تسمح عقود الفروقات للمتداولين بالمضاربة على تحركات الأسعار دون الحاجة إلى امتلاك الأصل الأساسي. وتتيح هذه العقود للمتداولين المضاربة على تحركات الأسعار سواء في الاتجاه الصاعد أو الهابط.
تطبيق الرافعة المالية في الأسواق المختلفة
- الأسهم: يمكن للمتداولين استخدام الرافعة المالية لتعزيز تعرضهم للأسهم الفردية، مما يضاعف فرص الربح أو الخسارة بناءً على تحركات الأسعار.
- المؤشرات: تُستخدم الرافعة المالية على نطاق واسع في تداول المؤشرات مثل S&P 500 وFTSE 100، مما يسمح للمتداولين بالاستثمار في السوق ككل برأس مال أقل.
- الفوركس: غالبًا ما يقدم سوق الفوركس نسب رافعة مالية مرتفعة، مما يجعله أحد أكثر الأسواق التي يُستخدم فيها هذا النوع من التداول.
- السلع: تُستخدم المنتجات المالية ذات الرافعة المالية على نطاق واسع في تداول السلع مثل الذهب، النفط، أو الفضة، مما يمكن المتداولين من تحقيق أرباح من تحركات الأسعار الصغيرة في هذه الأسواق.
- العملات الرقمية: ازدادت شعبية التداول بالرافعة المالية في سوق العملات الرقمية، حيث يمكن للمتداولين مضاعفة تعرضهم لأصول متقلبة مثل البيتكوين والإيثريوم. ولكن نظرًا للطبيعة المتقلبة لهذه الأصول، فإن استخدام الرافعة المالية في هذا المجال يتطلب إدارة صارمة للمخاطر.
مزايا ومخاطر استخدام الرافعة المالية
المزايا
تعظيم الأرباح
الرافعة المالية وسيلة فعّالة لتكبير الأرباح، إذ تسمح للمتداولين بإدارة صفقات تفوق حجم رأس المال المتاح في حسابهم. على سبيل المثال، عند استخدام رافعة مالية بنسبة 1:10، يمكن للمتداول فتح صفقة بقيمة 10,000 دولار مقابل إيداع 1,000 دولار فقط، مما يعزز العوائد المحتملة لنفس حركة السعر.
تحرير رأس المال لتعزيز فرص الاستثمار
تُمكن الرافعة المالية المتداولين من تخصيص جزء صغير فقط من رأس المال لكل صفقة، مما يتيح لهم استخدام الباقي في استثمارات أخرى. هذا التأثير المعروف باسم التدوير المالي يعزز من كفاءة رأس المال ويدعم تنويع المحفظة الاستثمارية.
إمكانية البيع على المكشوف في الأسواق الهابطة
تُمكّن المنتجات المالية التي تعتمد على الرافعة المتداولين من اقتناص الفرص في الأسواق على اختلاف اتجاهها، صاعدة كانت أم هابطة. من خلال البيع على المكشوف، يمكن للمتداولين المضاربة على انخفاض الأسعار، مما يوفر ميزة إضافية لا سيما عندما تكون الأسواق تتحرك في اتجاه هابط أو متقلب.
المخاطر
تضخيم الخسائر
تمامًا كما تضاعف الرافعة المالية الأرباح، فإنها تُضخم الخسائر أيضًا. فحتى التحركات البسيطة غير المواتية في الأسعار يمكن أن تؤدي إلى مسح الهامش المتاح للمتداول، مما قد ينتج عنه خسائر مالية كبيرة.
نداء الهامش والتصفية القسرية.
عند انخفاض قيمة المركز المالي المدعوم بالرافعة إلى ما دون الحد الأدنى للهامش المطلوب من شركة الوساطة، فإن المتداول سيتلقى نداء هامش (أو المارجن كول) يطالبه بإيداع أموال إضافية. وفي حال عدم الامتثال، قد يتم إغلاق الصفقة قسريًا، وغالبًا ما يحدث ذلك بخسارة.
التكاليف: الفوائد ورسوم التمويل
اقتراض الأموال لاستخدام الرافعة المالية يترتب عليه دفع فوائد ورسوم تمويل تتراكم مع الوقت، ما قد يقلل من الأرباح، خصوصًا في صفقات الشراء طويلة الأجل. لذا، من الضروري أخذ هذه التكاليف بعين الاعتبار عند التخطيط للصفقات التداول.
استراتيجيات إدارة المخاطر
يمكن للمتداولين تقليل المخاطر المرتبطة بالرافعة المالية من خلال استخدام الأدوات والاستراتيجيات المناسبة، مما يسمح لهم بالاستفادة من إمكانات تحقيق الأرباح مع السيطرة على المخاطر. تحقيق التوازن بين الفرص والمخاطر هو المفتاح لباب النجاح على المدى الطويل.
الأدوات: أوامر وقف الخسارة، وقف الخسارة المضمون، وتنبيهات الأسعار
أوامر وقف الخسارة : أمر وقف الخسارة هو أمر تلقائي لإغلاق الصفقة عندما يصل السعر إلى مستوى محدد مسبقًا، مما يحد من الخسائر المحتملة. ولكن، في الأسواق المتقلبة، قد يتم تنفيذ الصفقة بسعر مختلف عن المستوى المحدد بسبب الانزلاق السعري.
أوامر وقف الخسارة المضمونة: هذه الأوامر تعمل بنفس طريقة أوامر وقف الخسارة العادية، لكنها تضمن إغلاق الصفقة عند السعر المحدد تمامًا، حتى في ظل ظروف السوق شديدة التقلب. عادةً ما تفرض شركات الوساطة رسومًا إضافية على هذه الخدمة.
تنبيهات الأسعار: تُرسل هذه التنبيهات إشعارات للمتداولين عند وصول سعر الأصل المالي إلى مستوى معين، مما يساعدهم على مراقبة مراكزهم بفعالية دون الحاجة إلى متابعة السوق باستمرار.
أوامر جني الأرباح: هي النقيض لأوامر وقف الخسارة، حيث تُغلق الصفقة تلقائيًا عندما يصل السعر إلى مستوى الربح المستهدف. تساعد أوامر جني الأرباح على تأمين الأرباح وتعزيز الانضباط في تنفيذ استراتيجيات الخروج من السوق عند مستويات سعرية محددة.
أفضل الممارسات لإدارة المخاطر في التداول بالرافعة المالية
- البدء برافعة مالية منخفضة: بالنسبة المتداولون المبتدئون أو المتحفظون من الأفضل باستخدام نسب رافعة مالية منخفضة للحد من المخاطر المحتملة.
- تنويع المحفظة الاستثمارية: بدلاً من استثمار كامل رأس المال في صفقة واحدة ذات رافعة مالية، من الأفضل تنويع الاستثمارات لتوزيع المخاطر عبر أصول مالية متعددة.
- المتابعة المستمرة للصفقات: يجب على المتداول مراقبة صفقات باستمرار وأن يعدّل أوامر وقف الخسارة أو يغلِق الصفقات عند الضرورة لإدارة المخاطر بفعالية.
- تحديد نسب واضحة للمخاطرة مقابل العائد: ينبغي تحديد مستويات واضحة للمخاطر والعوائد قبل دخول أي صفقة. من الشائع استخدام نسبة مخاطرة إلى عائد 1:2، حيث يكون العائد المحتمل ضعف الحد الأقصى للمخاطرة.
- فهم متطلبات شركة الوساطة: لابد من الإلمام بشروط الهامش والرافعة التي تقدمها شركة الوساطة لتجنب نداءات الهامش غير المتوقعة أو التصفية القسرية.
الفروقات الأساسية بين الهامش والرافعة المالية
الهامش كآلية مقابل الرافعة المالية كمُضاعِف
الهامش كضمان
الهامش هو المبلغ المالي أو الأصول التي يجب أن يُودعها المتداول لدى شركة الوساطة المالية كضمان من أجل الحصول على قرض للتداول. يعمل هذا الهامش كشبكة أمان للشركة، مما يضمن أن المتداول قادر على تغطية الخسائر المحتملة. بعبارة أخرى، يُعتبر الهامش الآلية التي تتيح للمتداولين اقتراض الأموال لتمويل صفقاتهم.
الرافعة المالية كأداة تضخيم
أما الرافعة المالية، فهي النتيجة المباشرة لاستخدام الهامش، حيث تعني زيادة تعرض المتداول للسوق مقارنةً بالهامش الذي أودعه. بينما يتيح الهامش عملية الاقتراض، تعمل الرافعة المالية على مضاعفة القدرة الشرائية، مما يسمح للمتداولين بالتحكم في صفقات تداول أكبر أموالهم المستثمرة بكثير. فعلى سبيل المثال، إذا كانت نسبة الرافعة المالية 10:1، فهذا يعني أن المتداول الذي يملك 1,000 دولار في حساب الهامش يمكنه التحكم في صفقة بقيمة 10,000 دولار.
أمثلة عملية
لنفترض أن متداول يمتلك 5,000 دولار في حساب الهامش لدى شركة وساطة مالية تقدم رافعة مالية بنسبة 1:10. في هذه الحالة، سيتمكن المتداول من السيطرة على صفقات بقيمة 50,000 دولار. وهنا يتجلى دور كل من الهامش والرافعة المالية بالشكل التالي:
- الهامش كمتطلب أساسي: يعمل مبلغ 5,000 دولار كضمان (الهامش)، الذي يسمح لشركة الوساطة بإقراض المتداول 45,000 دولار لتمويل صفقته.
- الرافعة المالية كأداة تضخيم: باستخدام إجمالي القوة الشرائية البالغة 50,000 دولار، يمكن للمتداول شراء عدد أكبر من الأصول المالية مقارنةً بما يمكنه شراؤه دون استخدام الرافعة المالية.
سيناريو افتراضي:
- بدون الرافعة المالية: إذا استثمر المتداول 5,000 دولار في شراء 50 سهمًا من إحدى الشركات بسعر 100 دولار للسهم الواحد. في حال ارتفع سعر السهم بنسبة 10%، سيحقق المتداول 500 دولار كأرباح.
- مع الرافعة المالية: باستخدام رافعة مالية بنسبة 1:10، سيتمكن المتداول من التحكم في 500 سهم بنفس مبلغ الهامش المودع (5,000 دولار). في هذه الحالة، سيؤدي ارتفاع السعر بنسبة 10% إلى تحقيق ربح قدره 5,000 دولار، أي 10 أضعاف المكاسب مقارنةً بالسيناريو الذي لا يستخدم فيه الرافعة المالية. ومع ذلك، فإن العكس صحيح أيضًا: ففي حال هبوط السعر بنسبة 10%، فسيتكبد المتداول خسارة قدرها 5,000 دولار، ما يعني فقدان كامل رأس المال المودع كهامش.
نصائح للتداول الناجح باستخدام الهامش والرافعة المالية
تقييم القدرة على تحمل المخاطر وتحديد أهداف واقعية
قبل استخدام الهامش أو الرافعة المالية، من الضروري أن يُقيّم المتداول مدى تحمله للمخاطر ومستوى خبرته في التداول. ينبغي أن يكون المتداول على دراية بمقدار رأس المال الذي يمكنه المخاطرة به، كما يجب عليه وضع حدود واضحة للأرباح والخسائر المحتملة. فمن خلال وضع أهداف واضحة، يمكنه توجيه قراراته الاستثمارية وتجنب التداول العاطفي.
استخدام أدوات مثل أوامر الحد وتنبيهات الأسعار
إدارة المخاطر هي عنصر أساسي في التداول باستخدام الرافعة المالية، لذلك من المهم الاستفادة من أدوات التحكم في المخاطر لضمان اتخاذ قرارات مدروسة والتفاعل بسرعة مع تغيرات السوق.
- أوامر الحد: تنفّذ الصفقات تلقائيًا عند مستوى سعر محدد مسبقًا، مما يساعد في تأمين الأرباح أو الحد من الخسائر.
- تنبيهات الأسعار: ترسل إشعارات عندما يصل الأصل المالي إلى مستوى سعري محدد، ما يسمح للمتداول بالبقاء على اطلاع دائم بتغيرات السوق دون الحاجة إلى المتابعة المستمرة.
تجنب الإفراط في استخدام الرافعة المالية ومراقبة الصفقات عن كثب
بالرغم من أن الرافعة المالية تعزز الأرباح المحتملة، إلا أن الإفراط في استخدامها يزيد بشكل كبير من المخاطر. لذلك، يُنصح المتداولون المبتدئون بالبدء بنسب رافعة مالية منخفضة لتقليل احتمالية الخسائر الكبيرة. كما يُفضل مراقبة الصفقات بانتظام للتأكد من توافقها مع خطة التداول ومستويات المخاطرة المحددة مسبقًا. ويظل إدراك تقلّبات السوق أمرًا بالغ الأهمية، حيث يمكن للتقلبات أن تضاعف الأرباح والخسائر على حد سواء.
فهم القواعد والرسوم التي تفرضها شركة الوساطة المالية
لكل شركة وساطة مالية شروط ومتطلبات ورسوم مختلفة عند استخدام الهامش والرافعة المالية. لذلك، من الضروري أن يكون المتداول على دراية بالآتي:
- متطلبات الهامش: تختلف نسبة الهامش الأولي والهامش المطلوب للحفاظ على الصفقة بين شركات الوساطة وفئات الأصول المختلفة.
- معدلات الفائدة: يجب فهم تكلفة الاقتراض، حيث يمكن أن تتراكم رسوم الفوائد بمرور الوقت وتؤثر على الربحية.
- نسب الرافعة المالية: تقدم شركات الوساطة المالية مستويات مختلفة من الرافعة المالية اعتمادًا على سيولة الأصول وتقلباتها.
أفكار ختامية
الرافعة المالية والهامش أدوات قوية يمكنها تعزيز كل من الأرباح والخسائر، مما يجعلها ذات قيمة عالية ولكنها محفوفة بالمخاطر في عالم التداول. لذا فإن فهم الفرق بين الهامش كضمان مالي والرافعة المالية كمُضاعِف للقوة الشرائية أمر ضروري لاتخاذ تداول مدروسة. كما أن التعلّم الدائم وإدارة المخاطر بحكمة من الدعائم الرئيسة للنجاح في التعامل مع تعقيدات التداول باستخدام الرافعة المالية.
ومن خلال وضع أهداف واقعية، واستعمال أدوات الحماية، والإلمام بمتطلبات شركات الوساطة، يستطيع المتداولون موازنة الفرص التي تتيحها الرافعة المالية مع المخاطر الملازمة لها. وفي النهاية، يظل الالتزام بنهج تداول منضبط هو المفتاح الأساسي للنجاح على المدى الطويل عند التعامل مع الهامش والرافعة المالية.
مشاركة
مواضيع ذات علاقة
تطبيق Exness Trade
تداول بثقة في أي وقت ومن أي مكان.
التداول ينطوي على مخاطر، والشروط والأحكام نافذة.