10 أنماط للرسم البياني يجب على المتداول إتقانها

اكتشف أهم 10 أنماط للرسم البياني يجب على كل متداول معرفتها لفهم اتجاهات السوق وتحسين استراتيجيات التداول.

تُعد أنماط الرسم البياني حجر الزاوية في التحليل الفني، حيث توجّه المتداولين عبر أسواق المال. تعمل هذه الأنماط كمختصر مرئي يعكس مشاعر السوق وتوجهات الأسعار المحتملة. ورغم أن إتقانها يحتاج للوقت والخبرة، فإن التعرف على هذه التشكيلات وتفسيرها أمر حيوي لمتداولين من جميع المستويات.

في هذا المقال، سنكشف النقاب عن أهم 10 أنماط للرسم البياني يجب عليك معرفتها لتعزيز مهاراتك في التداول. سواء كنت تحلل تذبذبات الفوركس أو منحنيات السلع، فإن فهم و استعاب جيّد لهذه الأنماط سيمكنك من الخوض في الأسواق بثقة أكبر.

المحتوى

1. ما هي أنماط الرسم البياني؟

2. أنواع أنماط الرسم البياني

3. نمط الراية

4. نمط الرأس والكتفين

5. نمط القمة المزدوجة

6. نمط القاع المزدوج

7. نمط المثلث الهابط

8. نمط المثلث المتناظر

9. نمط الكوب والكوع

10. نمط الوتد

11. نمط المثلث الصاعد

12. نمط القاع المستدير

13. بعض الأنماط الإضافية

14. فوائد وحدود التداول باستخدام أنماط الرسم البياني

15. كم عدد أنماط الرسم البياني الموجودة؟

16. مدى موثوقية أنماط الرسم البياني في اتخاذ قرارات التداول؟

17. خلاصة

ما هي أنماط الرسم البياني؟

تشبه أنماط الرسم البياني لغة سرية في عالم التداول، تكشف أدلة عن وجهات الأسعار المقبلة. تخيّلها كأشكال أو خطوط مرسومة على الرسم البياني للأسعار، تلمح إلى حركة السوق المقبلة، مثل التلميحات التي توحي بحدث قادم في القصة. لقد أصبحت هذه الأنماط جزءًا أساسيا من التحليل الفني، وهي وسيلة يعتمد عليها المتداولون للتنبؤ بتحركات الأسعار استنادًا إلى بيانات سابقة. لكل نمط قصة خاصة به، ورغم عدم وجود نمط واحد يتفوق في جميع الأسواق، فإن فهم الأنماط الملائمة لعالم التداول يُعدّ المفتاح لاقتناص الفرص المربحة.

مستويات الدعم والمقاومة

قبل الغوص في تفاصيل أنماط الرسم البياني، دعونا نستعرض مفهوم مستويات الدعم والمقاومة. هي بمثابة حواجز خفية في السوق: تمثل مستويات الدعم قيعانًا تتوقف عندها الأسعار الهابطة وتعاود الصعود، في حين تمثل مستويات المقاومة قممًا تحدّ من صعود الأسعار وتدفعها للهبوط مجددًا. تتشكل هذه المستويات نتيجة لصراع بين المشترين والبائعين وتوازن العرض والطلب.

على سبيل المثال، قد ترتفع الأسعار مع زيادة عدد المشترين مقارنة بالبائعين، لكن عند نقطة معينة يتوقف المشترون عن رفع الأسعار أكثر، مكونين مستوى مقاومة. في المقابل، يعود المشترون عند انخفاض الأسعار بشكل جذاب، مكونين مستوى دعم. فهم هذه المستويات أمر ضروري لأنها تشكّل أنماط الرسم البياني وتؤثر في كيفية تحرك الأسعار وأين يمكن أن تتجه بعد ذلك.

أنواع أنماط الرسم البياني

ضمن إطار التحليل الفني، تتشكل أنماط رسم بياني متعددة، وتصنف إلى عدة أنواع، كل منها يوفر رؤى حول مشاعر السوق وحركة الأسعار المتوقعة:

الأنماط الاستمرارية

تشير هذه الأنماط إلى استمرار الاتجاه الحالي للسوق بعد فترة من التماسك. من أبرز أنماط الاستمرارية:

• المثلثات الصاعدة: تتواجد عادة في الاتجاه الصاعد، مما يشير إلى زخم صاعد إضافي.
• المثلثات الهابطة: تظهر غالبًا خلال الاتجاه الهابط، مما يدل على مزيد من التراجعات.
• أعلام الثور: تظهر في الاتجاه الصاعد وتشبه علمًا على سارية. السارية تتشكل من صعود حاد في السعر، والعلم يمثل التحرك الجانبي المائل قليلًا نحو الهبوط.
• أعلام الدب: هي عكس أعلام الثور، تظهر في اتجاه هابط مع تحرك جانبي يميل قليلًا نحو الصعود.
• الرايات: تشير هذه المثلثات الصغيرة المتناظرة إلى قرب حدوث اختراق في نفس اتجاه الاتجاه السائد.

أنماط الانعكاس

يشير نمط الانعكاس إلى اقتراب نهاية الاتجاه الحالي، مما قد يعني تغييرًا في اتجاه السعر. تشمل أنماط الانعكاس الرئيسية:

• قمم الرأس والكتفين: نمط انعكاسي بثلاث قمم، تكون القمة الوسطى هي الأعلى، تشير إلى احتمال انعكاس السعر نحو الهبوط في اتجاه صاعد.
• القمم المزدوجة: نمط بقمتين على مستوى مماثل، مما يشير إلى انعكاس من الاتجاه الصاعد إلى الهابط.
• القيعان المزدوجة: نمط انعكاسي صاعد يتميز بقاعين، وهو النسخة الصاعدة من القمم المزدوجة، ويشير إلى انعكاس نحو الصعود في اتجاه هابط.
• القمم والقيعان الثلاثية: مشابهة للقمم والقيعان المزدوجة، لكنها تتضمن قمة أو قاع ثالث، مما يعزز إشارة الانعكاس في تحليل أنماط الرسم البياني.

أنماط الرسم البياني ثنائية الاتجاه

تعتبر هذه الأنماط أكثر غموضًا وتشير إلى احتمالية حدوث اختراق في أي اتجاه، مما يعكس حالة من التردد في السوق. من الأمثلة عليها:

• المستطيلات: تتسم بتحرك السعر بين مستويات دعم ومقاومة متوازية، مما يشير إلى أن الاختراق قد يحدث في أي اتجاه.
• الماسات: يتكون من سلسلة من القمم الأعلى والقيعان الأدنى المتقاربة إلى نقطة معينة، مما يشير إلى احتمالية حدوث اختراق أو تراجع.

يمكن استخدام هذه الأنماط لتداول العقود مقابل الفروقات (CFDs)، مما يسمح للمتداولين بالمضاربة على الأسواق الصاعدة والهابطة. ورغم أنها توفر إطارًا للتحليل، إلاّ أنه من الضروري التذكير بأن أنماط الرسم البياني ليست مؤشرات قاطعة، بل أدوات يجب استخدامها جنبًا إلى جنب مع تقنيات أخرى لتحليل الاخرى لاتخاذ قرارات تداول مدروسة بعناية.

لنبدأ الآن بأهم 10 أنماط للرسم البياني وأكثرها شيوعًا مع مجموعة من الأنماط الإضافية التي قد تكون مفيدة لك في رحلتك في التداول.

نمط الراية

يظهر نمط الراية خلال اتجاه قوي، سواء كان صاعد أو هابط، ويشير إلى فترة قصيرة من التماسك (أي التحرك الجانبي) قبل استمرار الاتجاه. يشبه هذا النمط مثلثًا صغيرًا متناسقًا يتشكل عندما يتقارب السعر مع قمم منخفضة وقواعد أعلى. عند اختراق السعر للنمط، غالبًا ما يستمر في الاتجاه السائد.

نمط الرأس والكتفين

يتكون نمط الرأس والكتفين من قمة مركزية تحيط بها قمتان أدنى منها، ويشير نمط الرسم البياني للرأس والكتفين إلى تحول الزخم الصعود إلى الهبوط. تتراجع القمم إلى خط دعم مشترك يعرف بخط العنق. عندما ينخفض السعر أسفل خط العنق بعد تشكيل القمة الثالثة، غالبًا ما يكون ذلك إشارة إلى تحول وشيك نحو الهبوط.

نمط القمة المزدوجة

يتميز نمط القمة المزدوجة بنقطتين عاليتين عند مستوى مماثل، مشكلًا شكل "M". يظهر هذا النمط عندما يصل السعر إلى القمة، ثم يتراجع إلى الدعم، ثم يرتفع مرة أخرى لكنه يفشل في اختراق المقاومة ذاتها، ويعكس الاتجاه لاحقًا، مما يؤدي إلى اتجاه هابط عند كسر خط الدعم.

نمط القاع المزدوج

على غرار القمة المزدوجة، يأخذ نمط القاع المزدوج شكل "W" ويشير إلى انعكاس نحو الصعود. يفشل السعر في اختراق مستوى الدعم مرتين، وعند الارتداد الثاني يبدأ في مسار صاعد، مما يشير إلى تحول من الشعور من هابط إلى صاعد.

نمط المثلث الهابط

يعتبر المثلث الهابط نمطًا هابط يتميز بخط دعم أفقي وخط مقاومة مائل نحو الهبوط. يتوقع المتداولون حدوث كسر أسفل مستوى الدعم، مما قد يشير إلى مزيد من الانخفاضات في سعر الأصل.

نمط المثلث المتناظر أو المتماثل

في نمط المثلث المتناظر، يتأرجح السعر داخل خطوط دعم ومقاومة متقاربة ويمكن أن يحدث الكسر في أي اتجاه. ولكن، غالبًا ما يُنظر إليه كنمط استمراري، مما يعني أن السعر من المحتمل أن يكسر في الاتجاه الأصلي.

نمط المثلث الصاعد

يمثل نمط المثلث الصاعد نمطًا صاعد يتمثل في خط مقاومة أفقي عند القمة يتقارب مع خط دعم صاعد. يشير إلى استمرار الاتجاه الصاعد حيث من المتوقع أن يكسر السعر المقاومة ويواصل الارتفاع.

نمط القاع المستدير

يأخذ شكل وعاء أو حرف "U"، ويشير نمط القاع المستدير إلى انعكاس تدريجي من اتجاه هابط إلى صاعد. يعكس تحولًا بطيئًا في المشاعر من التشاؤم إلى التفاؤل، مع اختراق المقاومة كإشارة تؤكد الاتجاه الصاعد الجديد.

نمط الكوب و العروة

يشبه كوب شاي بمقبض أو عروة، ويشير هذا النمط الاستمراري الصاعد إلى توقف في الاتجاه الصاعد، يتبعه ارتداد هابط طفيف مكونًا العروة. يكتمل النمط عندما يستأنف السعر صعوده ويخترق العروة.

نمط الوتد

تمثل الأوتاد ضيق تدريجي في حركة السعر بين خطي اتجاه مائلين. يؤدي الوتد الصاعد عادةً إلى كسر هابط، بينما يشير الوتد الهابط إلى كسر صاعد، مما يدل على انعكاس في الاتجاه الحالي.

بعض أنماط الرسم البياني الأخرى التي يجب معرفتها

لقد تطرقنا حتى الآن إلى أنماط الرسم البياني الأكثر شيوعًا المستخدمة في التحليل الفني لفهم شعور السوق والتنبؤ بحركة الأسعار. مع مرور الوقت و تطور معرفتك وتجربتك في التداول، قد تتعرف على المزيد من الأنماط التي يمكن أن تساعد في تحديد الإشارات الاستمرار أو الانعكاسات المحتملة في الاتجاه.

فيما يلي نستعرض بعض الأنماط البيانية الإضافية التي تكمّل عمل الأنماط الشهيرة في تحليل و توقع الأسعار على الرسم البياني.

المستطيلات الصاعدة والهابطة

تعتبر هذه أنماط استمرارية تشير إلى تماسك السعر قبل استمرار الاتجاه السائد. في المستطيل الصاعد، يتأرجح السعر بين مقاومة أفقية وخط دعم مائل صاعد، مما يوحي باستمرار الاتجاه الصاعد بمجرد أن يكسر السعر فوق المقاومة. على العكس، يظهر المستطيل الهابط عندما يكون السعر محصورًا بين دعم أفقي ومقاومة مائلة للأسفل، مما يشير إلى أن الاتجاه الهابط سيستمر بعد اختراق الدعم.

نمط القمة والقاع الألماس

هذه أنماط انعكاسية بارزة في أنماط الرسم البياني. يمثل الألماس العلوي نمط انعكاس هابط ويتشكل بعد اتجاه صاعد، ويتميز بحركات سعرية تتوسع ثم تتضيق، مكونًا شكل الألماس. يشير كسر السعر أسفل النقطة الأدنى داخل الألماس إلى انعكاس الاتجاه الصاعد. يمثل الألماس السفلي نمط انعكاس صاعد ويظهر بعد اتجاه هابط بشكل مشابه ولكن مقلوب. يشير الاختراق فوق النمط إلى انعكاس صاعد.

نمط القمة والقاع الثلاثية

تعتبر هذه التشكيلات أنماط انعكاسية كلاسيكية، و تشير إلى انعكاسات محتملة في الاتجاه. تتشكل القمة الثلاثية بعد اتجاه صاعد، حيث يفشل السعر في اختراق نفس مستوى القمة ثلاث مرات، مما يشير إلى ضعف زخم المشترين. في المقابل، يحدث القاع الثلاثي عندما لا يتمكن السعر من تجاوز نفس مستوى القاع ثلاث مرات بعد اتجاه هابط، مما يشير إلى تراجع الضغط البيعي واحتمال انعكاس صاعد.

نمط القمة والقاع المتسع

تعتبر هذه الأنماط انعكاسية حيث تتسع التأرجحات السعرية بين خطوط الاتجاه المتباعدة. تظهر هذه الأنماط غالبًا مع تزايد التقلبات وتوحي بانعكاس محتمل للاتجاه، من اتجاه صاعد إلى هابط في القمة المتسعة أو من اتجاه هابط إلى صاعد في القاع المتسع.

قمة وقاع الأنبوب

تمثل هذه الأنماط أنماط انعكاسية قصيرة الأجل تشير إلى تحول في اتجاه الاتجاه بعد فترة من التماسك الضيق، وتظهر على شكل أنبوب في الرسم البياني للسعر. تعكس هذه الأنماط تردد السوق بعد حالة من الشراء أو البيع المفرط. يشير الاختراق من النطاق الضيق في الاتجاه المعاكس للاتجاه السابق إلى نهاية التماسك وبدء اتجاه جديد.

نمط انعكاس الجزيرة

يشير هذا النمط في الرسم البياني للشموع اليابانية إلى احتمال حدوث انعكاس في الاتجاه. يتميز بمجموعة من الشموع المعزولة عن بقية الرسم البياني بفجوات على كلا الجانبين، مما يشبه الجزيرة. تشير هذه الأنماط إلى أن حركة السعر قد وصلت إلى نقطة إجهاد، وعادةً ما يكون الاختراق في الاتجاه المعاكس للاتجاه السابق إشارة لبداية اتجاه جديد.

الفجوات

تمثل الفجوات السعرية المناطق التي تحدث فيها حركة قوية و حادة، تاركة فراغًا بين شموع الرسم البياني. يمكن أن تشير إلى نمط استمراري أو إشارة إلى انعكاسات الاتجاه. تشير فجوة الانطلاق إلى بداية اتجاه جديد، بينما تؤكد فجوة الاستمرار أن الاتجاه الحالي من المرجح أن يستمر في نفس الاتجاه. في بعض الأحيان، يتوقع المتداولون أن يتم سد الفجوات ويستخدمون مؤشرات فنية أخرى لتقييم احتمال حدوث هذا الكسر السعري.

خطوط الاتجاه

تلعب خطوط الاتجاه دورًا محوريًا في هذه الأنماط البيانية، حيث إنها غالبًا ما تحدد حدود الأنماط وتوفر مستويات يتوقع المتداولون عندها حدوث حركة سعرية كبيرة، سواء في استمرارية الاتجاه السائد أو كنقاط انعكاس رئيسية. خطوط الاتجاه، إلى جانب أدوات التحليل الفني الأخرى، تساعد المتداولين في تحديد نقاط الدخول والخروج، ووضع أهداف الربح، وإدارة المخاطر من خلال أوامر وقف الخسارة، وذلك بناءً على ارتفاع النمط أو نقاط الاختراق.

مزايا وقيود استخدام أنماط الرسم البياني في التداول

فوائد أنماط الرسم البياني في التداول

تقدم أنماط الرسم البياني عدة فوائد يمكن أن تعزز قدرة المتداول على خوض غمار الأسواق المالية.

تحليل موضوعي للسوق:

• توفر أنماط الرسم البياني نهجًا منظمًا لفهم الأسواق المالية. من خلال التعرف على هذه التشكيلات، يمكن للمتداولين تفسير اتجاهات السوق وحركات الأسعار دون تحيز شخصي، مما يوفر نظرة موضوعية لتحركات السوق.
• الأنماط البيانية الشائعة تقدم تشكيلات موثوقة يعتمد عليها المتداولون غالبًا للتنبؤ بحركات الأسعار المستقبلية. من خلال التعرف على هذه الأنماط، يمكن للمتداولين توقع تغييرات السوق المحتملة وتعديل استراتيجيات التداول وفقًا لذلك.

إدارة المخاطر والكفاءة:

• تعمل أنماط الرسم البياني كأداة لإدارة المخاطر من خلال الكشف عن مستويات الدعم والمقاومة الهامة. يمكن للمتداولين استخدام هذه المستويات لتحديد أوامر وقف الخسارة بدقة، مما يقلل من الخسائر المحتملة.
• يمكن أن يوفر التعرف السريع على أنماط التداول الوقت ويسهل تنفيذ الصفقات بسرعة. هذه الكفاءة حيوية في بيئة التداول السريعة.
• توفر أنماط الرسم البياني نقاط دخول وخروج واضحة، مما يساعد على اتخاذ قرارات مدروسة. عند استخدامها بالتزامن مع أدوات تحليلية أخرى، تزيد من دقة الصفقات.

قيود استخدام أنماط الرسم البياني

على الرغم من فائدتها، تعمل أنماط الرسم البياني ضمن قيود معينة و التي يجب مراعاة عند استخدامها.

التحديات المتعلقة بالموضوعية والمصداقية:

• يمكن أن يؤدي التحديد الذاتي لأنماط الرسم البياني إلى تفسيرات مختلفة بين المتداولين، مما قد يؤثر على ثبات النتائج.
• أنماط الرسم البياني يمكن أن تقدم إشارات كاذبة، وليس جميع التشكيلات تؤدي إلى نتائج محددة مثل الاختراقات أو الانعكاسات، مما قد يضلل المتداولين.

مخاوف تتعلق بالتوقيت والدقة:

• نظرًا لكونها مؤشرات متأخرة، تتشكل أنماط الرسم البياني بناءً على البيانات التاريخية، وليس هناك ما يضمن أن الأداء السابق سيعكس بدقة النتائج المستقبلية، مما يؤدي إلى مستوى من عدم اليقين.
• غالبًا ما يكون الأفق الزمني لتكوين النمط غير واضح، ويتراوح من بضعة أيام إلى عدة أشهر، مما يعقد توقيت الصفقات.
• تعدد مستويات وقف الخسارة غير محددة يمثل قيدًا كبيرًا، حيث لا يوفر حدودًا دقيقة لقطع الخسائر، مما يجعل من الضروري استخدام الأنماط بالتزامن مع تقنيات أخرى لإدارة المخاطر.

كم عدد أنماط الرسم البياني الموجودة؟

هناك أكثر من 75 نمطًا للرسم البياني تندرج جميعها تحت ثلاث فئات رئيسية. يتم استخدام هذه الأنواع الثلاثة الرئيسية من أنماط الرسم البياني من قبل المتداولين لإجراء تحليل فني للسوق والتنبؤ بحركات الأسعار المستقبلية. وتشمل هذه الأنماط الاستمرارية، والتي تشير إلى أن الاتجاه الحالي من المرجح أن يستمر؛ أنماط الانعكاس، والتي تشير إلى أن السوق قد يكون على وشك تغيير الاتجاه؛ والأنماط الثنائية، التي تشير إلى أن السعر يمكن أن يتحرك في أي من الاتجاهين. بالإضافة إلى ذلك، يمكن تصنيف أنماط الرسم البياني إلى أنماط الرسم البياني التقليدية والأنماط التوافقية وأنماط الشموع اليابانية. يقدم كل نوع نظرة ثاقبة مختلفة على معنويات السوق والتغيرات المحتملة في الأسعار.

ما مدى موثوقية أنماط الرسم البياني لاتخاذ قرارات التداول؟

تُشكل الأنماط البيانية حجر الزاوية في منظومة التحليل الفني، إذ تمثل أدوات بصرية يستعين بها المتداولون والمحللون لفك شفرة حركات الأسعار واستشراف اتجاهاتها المحتملة. رغم ذلك، فإن الاعتماد المطلق على هذه الأنماط في رسم استراتيجيات التداول أمرٌ محفوف بالمخاطر. فبينما يقدم التحليل الفني، بدعم من هذه الأنماط، نظرة ثاقبة على مسارات الأسعار التاريخية، إلا أنه يعجز عن تقديم توقعات قطعية للمستقبل. من هنا، يتضح أن الأنماط البيانية، وإن كانت توفر إشارات قيمة، لا يمكن اعتبارها حقيقة مطلقة أو أداة كافية لاتخاذ قرارات استثمارية. لتحقيق دقة أكبر في التنبؤات، ينبغي للمتداولين دمج هذه الأنماط مع مؤشرات فنية أخرى وشمل جوانب تحليلية أوسع. بهذا النهج الشامل، يمكن الحد من احتمالية الإشارات المضللة وزيادة فرص تحقيق عوائد مجزية.

الخلاصة

ختامًا، تُعد أنماط التحليل البياني أداة جوهريّة للمتداولين الساعين إلى استكشاف متاهات الأسواق المالية. فهي توفر تصويرات بصرية تكشف عن دلالات عميقة حول حركات الأسعار والمشاعر السائدة في السوق، مما يتيح للمتداول اتباع منهجية علمية في التنبؤ بالاتجاهات المستقبلية وصياغة قرارات تداول مدروسة.

رغم كون هذه الأنماط بمثابة خارطة طريق موثوقة، إلا أنه من الضروري إدراك حدودها، بما في ذلك احتمالية التفسير الشخصي وظهور إشارات مضللة. وكما هو الشأن في أي أداة تحليلية، تكتسب أنماط التحليل البياني قيمتها الحقيقية عند استخدامها بالتكامل مع مؤشرات فنية أخرى واستراتيجيات إدارة المخاطر. من خلال إتقان هذه الأنماط ودمجها في إطار تداولي شامل، يستطيع المتداول تعزيز فهمه لسوق المال وزيادة احتمالات تحقيق النجاح.