أخبار الرسوم الجمركية الجديدة لترامب: أبرز ما ينبغي على المتداولين والأسواق متابعته

Paul Reid
صحفي أسواق المال لدى Exness
ما دلالة الرسوم الجمركية الأخيرة التي أعلن عنها دونالد ترامب على محفظتك الاستثمارية؟ في هذا التقرير، يستعرض الصحفي المتخصص في شؤون التداول بول ريد Paul Reid أبرز التحركات والمخاطر والإشارات التي يجدر بكل مستثمر أن يضعها نصب عينيه.
من جديد، تعود الرسوم الجمركية لعام 2025 التي يعتزم الرئيس السابق دونالد ترامب فرضها لتلقي بظلالها الثقيلة على الأسواق العالمية، مثيرةً موجة من التقلّبات ومرسخة حالة من الضبابية في استراتيجيات التداول.
وعلى الرغم من أن وول ستريت قد شهدت ارتفاعًا طفيفًا في وقت سابق من هذا الأسبوع بفعل الآمال بانفراجة أو تخفيف مرتقب في الإجراءات التجارية، إلا أن المزاج العام في الأسواق لا يزال حذرًا ومُرتابًا.
فيما يلي قراءة معمّقة لتداعيات هذه المستجدات على الأسواق والمتداولين وصنّاع القرار، وما ينبغي للمتداولين مراقبته في المرحلة المقبلة.
أبرز النقاط الواجب متابعتها:
1. هل يعكس تعافي وول ستريت انتعاشًا حقيقيًا أم أنه مجرد أمنيات مؤقتة؟
تفاعل المتداولون بإيجابية مع الشائعات المتداولة بشأن خفض متوقّع للرسوم الجمركية، غير أن الشعور السائد في السوق لا يزال يشوبه التردد والقلق. فممّ ينبع هذا التباين في المزاج الاستثماري؟
2. من يتحمل الكلفة الحقيقية للرسوم الجمركية على الحديد والصلب؟
أثارت أخبار الرسوم الجمركية جدلًا حادًا في الأوساط الاقتصادية: هل تتحمّل الصدمة شركات التصدير الصينية؟ أم أن الأعباء ترتد إلى الداخل الأمريكي في صورة ارتفاع التكاليف؟
3. هل يقلّل السوق من شأن مخاطر اندلاع حرب تجارية طويلة الأمد؟
بحسب تقديرات غولدمان ساكس، فإن الأسواق قد لا تُدرك تمامًا حجم المخاطر الممتدة. فإلى متى قد تدوم حالة التذبذب، وما السلوك الأمثل للمستثمر في هذه المرحلة؟
4. هل يمثل صعود الدولار الأمريكي درع حماية أم جرس إنذار؟
مع تصاعد التوترات التجارية، يواصل الدولار الأمريكي كسب القوة، ما يُعزّز مكانته كملاذ آمن. ولكن، هل يمكن أن تنقلب هذه المعادلة في حال تبدّلت الظروف الاقتصادية العالمية؟
5. هل الدول الحليفة كأستراليا بمنأى عن آثار السياسات التجارية الأمريكية؟
تُصرّح الجهات الرسمية بأن تداعيات تلك السياسات ما تزال محدودة حتى الآن. لكن، هل الاقتصادات العالمية فعلاً مؤمّنة في وجه تحوّلات مفاجئة قد تُحدثها الرسوم الجمركية الأمريكية؟
وول ستريت تتعافى مؤقتًا... لكن الهشاشة لا تزال حاضرة
سجّل مؤشر S&P 500 ارتفاعًا يقارب 2% يوم الإثنين، مدفوعًا برهانات المتداولين على احتمال تراجع البيت الأبيض عن توسيع نطاق الرسوم الجمركية الجديدة. وقد انعكس هذا التفاؤل بشكل معتدل على الأسواق الآسيوية، حيث سجّل مؤشرا هانغ سنغ ونيكاي مكاسب طفيفة. غير أنّ هذا التعافي جاء في ظل تراجع حاد في ثقة المستهلك الأمريكي، حيث هبط المؤشر إلى أدنى مستوياته خلال 12 عامًا، ما يعكس قلقًا متناميًا بشأن التداعيات الاقتصادية المحتملة. ورغم أن الأسواق قد تستجيب للأخبار الإيجابية الظاهرة، فإن المزاج العام ينبئ بتصاعد المخاوف من آثار السياسات التجارية. وفي ظل استمرار تصدّر أخبار رسوم ترامب الجمركية لعناوين الصحف المالية، يظل المستثمرون في حالة ترقّب وقلق من كيفية تطور هذه الإجراءات وأثرها في الاقتصاد العام.
رسوم الصلب تثير ارتفاعات في الأسعار وجدلاً محتدمًا
تكمن جذور الخلاف في تحديد الجهة التي تتحمل العبء الأكبر من الرسوم الجمركية التي فرضتها إدارة ترامب. ففي حين يؤكد وزير الخزانة سكوت بيسنت أنّ المنتجين الصينيين هم من سيتكبدون الخسائر.لكن وزير الخزانة الأسبق لورانس سامرز وصف هذا الادعاء بأنه "سخيف"، مشيرًا إلى أن أسعار الصلب الأمريكي قفزت بنحو الثلث منذ الإعلان عن الرسوم. ومن المرجّح أن تنتقل هذه التكاليف المرتفعة تدريجيًا إلى المستهلكين والشركات الأمريكية، ما سينعكس سلبًا على هوامش الربح وأنماط الإنفاق. وبالنسبة للمهتمين بتتبع أخبار رسوم ترامب، تُعد استجابة قطاع الصلب دليلًا ملموسًا على الكلفة الفعلية والعاجلة للحواجزالتجارية.
غولدمان ساكس يدعو إلى الحذر في خضم ضبابية الرسوم الجمركية
أما بنوك الاستثمار، فهي لا تشارك الأسواق تفاؤلها الظاهري. فقد حذّر بنك غولدمان ساكس عملاؤه من أن الرسوم غالبًا ما تُستخدم كأوراق تفاوضية، مما يعني أن النسب النهائية قد تتجاوز التوقعات. وترى الشركة أن الأسواق لا تُقدّر بشكل كافٍ خطر اندلاع حرب تجارية طويلة الأمد، وأن مستويات التقلب المرتفعة مرشّحة للاستمرار. وبناءً على آخر المستجدات بشأن رسوم ترامب، توصي المؤسسات المالية عملاءها بالتزام المرونة والاستعداد لتبدلات مفاجئة في السياسات قد تخلخل التمركزات الاستثمارية عبر فئات متعددة من الأصول المالية.
الدولار الأمريكي يتلقى دعمًا من تدفقات الملاذ الآمن
ومع تصاعد التوترات والمخاوف، يواصل الدولار الأمريكي جذب رؤوس الأموال الباحثة عن ملاذ آمن. فكما ارتفع الدولار في فصول سابقة من الحروب التجارية، نشهد الآن بوادر تكرار لهذا النمط في عام 2025. وطالما أن الاقتصادات الأخرى تبدو أكثر هشاشة أمام الصدمات التجارية، فإن الدولار يظل في موقع القوة. ويتابع متداولو العملات عن كثب أخبار رسوم ترامب، متوقعين أن أي تصعيد في النزاع التجاري قد يُعزّز من قوة الدولار، لا سيما إذا تدهورت نفسية التداول العالمية أكثر.
تأثير محدود على أستراليا... حتى الآن
أما على الصعيد الدولي، فقد خفّف الخزانة الأسترالية من شأن الأثر المحتمل للرسوم على اقتصادها، متوقعة تأثيرًا طفيفًا في نمو الناتج المحلي الإجمالي وضغوطًا تضخمية محدودة. إلا أنه وبالنظر إلى الترابط الوثيق في سلاسل الإمداد العالمية، فإن أي اقتصاد ليس بمنأى تام عن السياسات التجارية الأمريكية. وبالنسبة للدول التي تعتمد على نمو الصادرات، فإن أخبار رسوم ترامب تظل عاملاً غامضًا، إذ يمكن لانعكاسات النزاع الأمريكي الصيني أن تمتد إلى أطراف خارجية لم تكن معنية في البداية.
كيف ينبغي على المتداولين التعامل الآن؟
من المتوقع أن ترتفع التقلبات تزامنًا مع الإعلانات الحاسمة ومواعيد الرسوم. لا تكتفِ بملاحقة العناوين، بل ركّز على القطاعات المتأثرة مباشرة، مثل قطاع الصناعة، والسلع الاستهلاكية، والتكنولوجيا. أما بالنسبة لمن يتداولون العملات، فالدولار مرشّح للبقاء قويًا طالما استمرّت حالة الضبابية. تابع بيانات التضخم وتعليقات الاحتياطي الفيدرالي عن كثب، ففي حال أبقى البنك الفيدرالي أسعار الفائدة ثابتة أو شدّدها لمواجهة تضخم ناتج عن الرسوم، فسيشكّل ذلك دعامة إضافية لقوة الدولار.
وإن كنت تنوي الاستفادة من أخبار رسوم ترامب والتقلبات التي قد تثيرها على مدار عام 2025، فاقرأ الدليل الكامل وتداول استنادًا إلى الأسس الاقتصادية لا إلى تخمينات العناوين الصحفية.
مشاركة
مواضيع ذات علاقة
تطبيق Exness Trade
تداول بثقة في أي وقت ومن أي مكان.
التداول ينطوي على مخاطر، والشروط والأحكام نافذة.