التداول بالنسخ: أفضل ما في التداول الاجتماعي

Michael Stark
رئيس المحتوى المالي
هل ترغب في استكشاف آلية التداول بالنسخ وكيفية استثمارها لتحقيق أقصى استفادة من خبرات المتداولين المحترفين دون الحاجة إلى بذل جهد كبير في البحث والتحليل؟ في هذا المقال، يُقدم خبير التداول مايكل ستارك شرحًا وافيًا لكيفية تمكين هذا النوع من التداول الاجتماعي للمتداولين من اتباع استراتيجيات مُجرّبة تلقائيًا، مع التركيز على آليات اختيار أفضل المتداولين المُؤهلين للنسخ منهم.
تخيّل مستثمرًا يملك ملايين الدولارات ولكنه يفتقر إلى الخبرة الكافية في مجال التداول أو الوقت اللازم لإجراء البحوث المُعمّقة. عادةً، يلجأ هؤلاء المستثمرون إلى مديري الصناديق المحترفين الذين يجرون دراسات مُستفيضة لفرص السوق، ويُقدمون تقاريرهم للمستثمر لاتخاذ القرارات المناسبة. الآن، تخيّل مُتداولًا مُحترفًا يقوم بكل الأبحاث، ويعرض صفقاته على منصة حيث يُمكنك نسخ ما يفعله مُباشرةً، كل ذلك بمستوى يتناسب مع ميزانيتك. هل يبدو الأمر جيدًا لدرجة يصعب تصديقها؟ هيا نتعرف على مفهوم التداول بالنسخ ونكتشف ما إذا كان مُناسبًا لك.
ما هو التداول بالنسخ Copy trading؟
يندرج هذا النوع من التداول، كما يشير اسمه، تحت مفهوم أوسع هو التداول الاجتماعي. ويُعرف بأنه استراتيجية استثمارية تقوم على النسخ الآلي للصفقات التي ينفذها مستثمرون آخرون أو متداولون محترفون متميزون. لقد أصبح التداول بالنسخ جذابًا لأنه يُمكّن الآخرين من مُحاكاة رؤى وخبرات المُتداولين المحترفين، دون الحاجة إلى إجراء تحليلات سوقية مُعمقة لاتخاذ القرارات بأنفسهم. فقد أجرى هؤلاء المتداولون المحترفون أبحاثهم المُستفيضة سعيًا لتحقيق الأرباح من خلال شراء وبيع الأصول، مما يسمح للمتداولين الآخرين بالاستفادة من خبراتهم المتراكمة. وحظي التداول بالنسخ بشعبية واسعة في السنوات الأخيرة، إذ فتح آفاقًا جديدة أمام المُستثمرين الجدد في مجال العملات المُشفرة، كما أصبح أداةً مُفيدة للمتداولين الذين يفتقرون إلى الوقت الكافي للتداول بنشاط في الأسواق المالية. ولكن، من الضروري التأكيد على أن تحقيق الأرباح ليست مضمونة دائمًا مع هذه الطريقة في تنفيذ الصفقات. إذًا، أين يكمن النجاح أو الفشل؟ الإجابة بسيطة: في المُتداولين الذين اخترت نسخهم.
كيف يعمل التداول بالنسخ؟
يُتيح التداول بالنسخ الوصول إلى خبرات المُتداولين المُتمرّسين، مما يسمح للمُستثمرين بتكرار استراتيجياتهم في التداول. كما يسمح بتنويع المحفظة الاستثمارية، عبر تقديم مجموعة من المنتجات التي قد لا يكون المستثمر على دراية بها. تعتمد فعالية صفقات النسخ على اختيار المتداول المُراد نسخه. وتُساعد بعض البرامج في هذه العملية، من خلال مراجعة الأداء التاريخي للمتداولين، وتحديد استراتيجياتهم الناجحة. ويجب مراعاة أن عدد الأشخاص الذين يمكنهم نسخ متداول مُحدد قد يكون محدودًا، لذا ينبغي التأكد من عدم اكتمال حصته. يُمكن تكوين التداول بالنسخ بما يتناسب مع الخيارات الاستثمارية للمستثمر. فإذا كان المستثمر متحفظًا، فسيكون المبلغ المُستثمر محدودًا. أما إذا كان لديه ميل أكبر للمخاطرة، فيمكنه تخصيص المزيد من رأس المال، مما قد يزيد من فرص تحقيق عائد أعلى، مع الأخذ في الاعتبار إمكانية الخسارة. لكن كيف يعمل التداول بالنسخ بالضبط؟ في كل مرة يُنفّذ فيها المُتداول المنسوخ صفقة، يتم تنفيذ نفس العملية في حساب المُستثمر الناسخ، حيث تعكس نفس حجم الصفقة واتجاهها. على سبيل المثال، إذا استثمر مُتداول 50 دولار لشراء العملة X، فإن المنصة تفتح تلقائيا بحجم 50 دولار في حساب المستثمر. يتلقى المُتداولون الذين يختارهم مُستثمرون آخرون عمولةً صغيرةً تكون عادة جزء من الأرباح، والتي تختلف وفقًا للمنصة ويُمكن أن تتراوح من 7% إلى 10%. بهذه الطريقة، يستفيد الجميع من النتائج الجيدة أو، على العكس من ذلك، يتأثرون بالخسائر.
كيف تبدأ في التداول بالنسخ؟
لتستفيد من التداول بالنسخ، أنت بحاجةٍ إلى منصةٍ تُتيح هذه الخدمة، سواءً أكانت تطبيق مُتخصص أو منصة تداولٍ اجتماعيّ. بعد إنشاء حسابك، تبدأ رحلةُ اختيار المُتداول الذي ترغب في نسخ صفقاته. يُمكنك الاعتماد على مُؤشرات الأداء التي تُوفرها المنصة، مثل عائد الاستثمار وسجلّ التداول، بالإضافة إلى البيانات الأخرى التي تُساعدك في اتخاذ قرارٍ واعٍ. احرص على دراسة تفاصيل أداء المُتداول، بما في ذلك أيام نشاطه، واستراتيجيته في التداول، ونتائجه على المدى البعيد. و لكن، رغم الأهمية الكبيرة لاختيار المُتداول المُناسب، إلا أنّه لا يضمن بالضرورة نجاح استثمارك. بعد اختيار المُتداول، حدّد أهدافك الاستثمارية ومقدار رأس المال الذي تُريد تخصيصه. تُتيح لك المنصّات عادةً تحديد حجم الصفقات التي ترغب في نسخها، بالإضافة إلى ضبط حدود المُخاطرة، مما يُمنحك تحكّمًا أكبر في استثماراتك. تذكّر أنّ حجم استثمارك يُحدّد حجم مكاسبك وخسائرك المُحتملة. فكلّما زاد المبلغ المُستثمر، زادت احتمالية تحقيق أرباحٍ كبيرة، ولكن في المقابل، زادت احتمالية تكبّد خسائر فادحة. لذا، ينبغي عليك تقييم هذه العوامل بعنايةٍ قبل الشروع في أيّ عملية نسخ. بمجرد اختيار المُتداول وضبط إعدادات نسخ الصفقات، ستبدأ المنصة تلقائيًا في نسخ صفقاته. يُمكنك مُتابعة وإدارة استثماراتك في الوقت الفعليّ، مع إمكانية تعديل أو إيقاف الصفقات المنسوخة بناءً على مُستجدّات السوق أو أداء المُتداول. باختصار، خطوات المُشاركة في التداول بالنسخ هي: 1. فتح حساب في منصة تقدم التداول بالنسخ. 2. اختيار مُتداول مُحترف بناءً على مُؤشرات الأداء المُوثّقة. 3. ضبط إعدادات نسخ الصفقات. 4. نسخ الصفقات تلقائيًا. 5. مُتابعة الأداء و النتائج.
التداول بالنسخ، والتداول الاجتماعي، والتداول بالمحاكاة: ما الفرق؟
على الرغم من تشابه المصطلحات، إلا أن التداول بالنسخ، والتداول الاجتماعي، والتداول بالمحاكاة تختلف في بعض الجوانب الرئيسية:
التداول بالنسخ Copy trading
يُعرّف التداول بالنسخ بأنه استراتيجيةٌ استثماريةٌ تقوم على نسخ صفقات المتداولين الآخرين بشكلٍ آليٍّ ومباشرٍ إلى حساب التداول الخاص بالمستثمر. تتم عملية النسخ هذه آنياً، مع تمكين المستثمر من التحكم الكامل في الصفقات المنسوخة، ما يُتيح له تعديل معايير النسخ وفقاً لرغبته أو بناءً على النتائج المُتحققة.
التداول الاجتماعي Social trading
هو مفهوم أوسع يشمل التداول بالنسخ. إذ ينطوي على تفاعل أكبر بين المتداولين، مما يتيح لهم التواصل وتبادل الأفكار والخبرات عبر شبكات ومنصات اجتماعية. تُوفّر هذه المنصات أدوات متنوعة للتواصل، مثل الدردشات والتعليقات والمنتديات، حيث يُمكن للمتداولين مناقشة استراتيجياتهم وتقنياتهم، ومن هنا جاءت تسمية "التداول الاجتماعي".
التداول بالمحاكاة Mirror trading
في التداول بالمحاكاة، ينسخ المتداولون صفقات المتداولين الخبراء بشكل آلي ضمن حساباتهم الخاصة. وعلى النقيض من التداول بالنسخ، حيث يملك المتداولون درجة عالية من التحكم في كل صفقة على حدة، فإن التداول بالمحاكاة ينطوي على اتباع استراتيجية تداول آلية مُدارة على خادم شركة الوساطة المالية. وبالتالي، يتمتع المستثمر بقدر أقل من التحكم في الصفقات الفردية مقارنة بالتداول بالنسخ، حيث تُنفذ الصفقات آليا بناءً على استراتيجية محددة مسبقًا.
إيجابيات وسلبيات التداول الاجتماعي
فوائد التداول الاجتماعي
1. الوصول إلى استراتيجيات تداول الخبراء: يتيح التداول الاجتماعي للمستثمرين الأقل خبرة متابعة ونسخ صفقات المتداولين المخضرمين، مما يوفر الوصول إلى استراتيجيات ناجحة دون الحاجة إلى معرفة عميقة بالسوق. 2. استشعار معنويات السوق: من خلال مراقبة صفقات ومناقشات المتداولين ذوي الخبرة، يمكن للمستثمرين استقراء معنويات السوق السائدة، ومن ثمَّ مواءمة قراراتهم الاستثمارية وفقًا لذلك. 3. اختصار الوقت والجهد: نسخ صفقات الخبراء يتيح للمستثمرين توفير الوقت اللازم للتحليل ومتابعة السوق، مما يجعلهم أكثر كفاءة من حيث استثمار الوقت والجهد. 4. تنويع الاستراتيجيات: تتيح منصات التداول الاجتماعي للمستخدمين فرصة الاطلاع على العديد من الاستراتيجيات، ما يُمكّنهم من دمج مجموعة متنوعة من هذه الاستراتيجيات في محافظهم الاستثمارية.
عيوب التداول الاجتماعي:
1. مخاطر نسخ الصفقات بشكل أعمى: على الرغم من أن نسخ الصفقات قد يُسهّل عملية التداول، إلا أنه ينطوي على جملة من المخاطر، لا سيما إذا لم تكن استراتيجية المتداول المُختار مُلائمة لظروف السوق المُتغيرة. 2. الاعتماد على قرارات التداول للآخرين: المستثمرون الذين يعتمدون على نسخ الصفقات، يفقدون القدرة على التحكم باستثماراتهم، مما قد يُسفر عن ضياع فرص مُربحة أو تكبد خسائر غير محسوبة. 3. معنويات السوق غير المؤكدة: قد لا تُجسّد منصات التداول الاجتماعي أو نسخ التداول بدقةٍ دائمةً المعنوياتَ السائدةَ في السوق، إذْ قد يبني المتداولون قراراتِهم على التكهّنات أو الاتجاهاتِ قصيرةِ الأجل. 4. احتمالية الخسائر المالية: كما هو الحال مع أي شكل من أشكال التداول، هناك مخاطر متأصلة، وقد يؤدي نسخ متداول ذي أداء ضعيف أو استراتيجية عالية المخاطر إلى خسائر مالية كبيرة.
الخاتمة
قبل الشروع في تطبيق أيٍ من هذه الاستراتيجيات، لا بد من التروي و دراسة جميع الجوانب. ففي حين أن التداول بالنسخ يتيح فرصة الاستفادة من خبرات المستثمرين الآخرين، إلا أنه لا يضمن تحقيق النجاح المنشود. وكما هو الحال في أي استراتيجية استثمارية، ينطوي التداول بالنسخ على مخاطر، ويجب دراسته وتحليله بدقة قبل اعتماده. ولتحقيق أفضل النتائج و تجنب الوقوع في أخطاء المبتدئين، ينبغي ألا يقتصر تقييمك على مجرد الربح أو الخسارة المتحققة من خلال المتداولين الذين اخترتهم. فهذا النهج الضيق يحرمك من فرص تعليمية قيّمة. يكمن السر في فهم أسباب النجاح و تفادي تكرار الأخطاء، مما يُمكنك من بلوغ تحليل أكثر نضجًا، وإدراج هذه الأداة ضمن مجموعة مواردك للسير بثبات نحو النجاح كمستثمر في الأسواق المالية.
مشاركة
مواضيع ذات علاقة
التداول المتأرجح في سوق الأسهم: كيف أرسم استراتيجيتي
استراتيجيات المدى الطويل
استراتيجيتي في التداول بالأخبار: كيف أُوظّف التحليل الأساسي لاستغلال حركة الأسواق؟
استراتيجيات متقدمة
كيف يعمل تداول عقود فروقات الفوركس CFD: مفهوم CFD وأساسيات التداول
أساسيات التداول
كيفية تداول السلع: دليل شامل للمبتدئين
أساسيات التداول
تطبيق Exness Trade
تداول بثقة في أي وقت ومن أي مكان.
التداول ينطوي على مخاطر، والشروط والأحكام نافذة.
المزيد حول استراتيجية التداول
استراتيجيات المدى الطويل
التداول المتأرجح في سوق الأسهم: كيف أرسم استراتيجيتي
استراتيجيات متقدمة
استراتيجيتي في التداول بالأخبار: كيف أُوظّف التحليل الأساسي لاستغلال حركة الأسواق؟
استراتيجيات أخرى
الاختبار الرجعي في سوق الفوركس: كيف أُحسِّن استراتيجيتي في التداول؟
استراتيجيات متقدمة